لبنان على «كف عفريت» الداخل والخارج… بإنتظار «البيعة»!

الحدود اللبنانية الاسرائيلية

ثمة معضلات تواجه المواطن اللبناني المتروك لمصيره، يواجه اقداره في الازمات على انواعها، والحروب التي تُقَرر باسمه وهو منها براء، لا بل يتلقى احمالها وتبعاتها ويعيش اهوالها، بينما من يجب ان يكونوا مسؤولين عن الوطن وشؤونه، هم مجموعة اتباع عدا قلة قليلة منهم.

حربٌ تُدار على الارض اللبنانية ويدفع لبنان وشعبه اثار تلك الحرب والتي تُدمي شعب لبنان وتفرض عليه فاتورة النزوح والتهجير

فالازمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، على مدى ما يزيد عن اربع سنوات، لازالت مستفحلة دون اية حلول جدية وناجعة، مِن قبل الطبقة السياسية التي تتلهى بالمناكفات والدعوة لجلسات حوارٍ او نقاش، بينما الوطن والمواطن يُصابان يومياً بمقتلٍ، والازمات تتفاقم وتتعاظم، وامواله في المصارف تذوب دون ان يتلمسها الشعب الذي كان اودعها، لتكون بمثابة القرش الابيض بأيامه السوداء، فذهبت وذهب معها بيضُ الليالي وحل السواد الحالك، وزاد عليها منذ الثامن من تشرين الاول – اوكتوبر ٢٠٢٣ ، حيث اعلن طرفٌ واحد ينفرد بقراري الحرب والسلم، واتخذ قراراً ورط لبنان واهله بمغامرة، لا ناقة للبنان بها ولا لشعبه ادنى خيار فيها.
حربٌ تُدار على الارض اللبنانية، ويدفع لبنان وشعبه اثار تلك الحرب، والتي تُدمي شعب لبنان، وتفرض عليه فاتورة النزوح والتهجير داخل البلاد وخارجها، وفاتورتها تُدفع بالدم والنار والدمار، الذي حل ولا زال على جنوب البلاد مُحدثاً الخسائر في الارواح والممتلكات، في قرى وبلدات الجنوب من البحر الابيض المتوسط غرباً، الى كفرشوبا وشبعا شرقاً، حتى حدود جبل الشيخ.

في هذا الوقت، يجري التصعيد العسكري، فتطال الحرب عمق الجنوب والى ما بعد الجنوب، كما تجري المفاوضات في اقاصي الارض ومشارقها، فالبعض يجني الارباح من زيادة مكاسبه على طاولة المفاوضات بينما لبنان يدفع الثمن.

يجري التصعيد العسكري فتطال الحرب عمق الجنوب والى ما بعد الجنوب

“حزب الله” وسيده حسن نصرالله ، ادخل لبنان في مغامرةٍ اشبه ما تكون لعبة قِمار، تحت مسمى حرب المشاغلة والاسناد للتخفيف عن حرب غزة، بينما هي في واقع الامر، حرباً بالوكالة عن إيران فقط، لزيادة مكاسبها على طاولات الحوار والمفاوضات، للحصول على المكاسب وزيادة نسبة الارباح على مساحة الاقليم، من اليمن والعراق وسوريا كما في فلسطين ولبنان.
فالحرب في لبنان وفلسطين، والموت يُخيم عليهما، حتى لم يبق في قطاع غزة حجرا فوق حجر، والقتلى والضحايا بعشرات الالاف، وفي لبنان فتح الموت دفاتره، مع الدمار والنزوح، حتى بات الوطن الصغير يتحمل ما لا يُطاق من اعباء الحروب والمغامرات، التي يُدخله بها “حزب الله” دفاعاً عن مصالح إيران ومكتسباتها، من مضيق هرمز الى باب المندب والبحر الاحمر، وصولاً الى جنوبي الجنوب في لبنان فينال منها حِصصا ومكاسب على دماء ضحايا فلسطين ولبنان.

ينشغل العالم بأسره، في إيجاد حل لأزمة الفراغ الرئاسي، وينشغل العالم ايضاً بمحاولة تجنيب لبنان كأس الحرب الشاملة والمدمرة، إلا الطبقة السياسية اللبنانية مشغولة بمحاصصات وسمسرات تهدف من خلفها تحصيل اكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية على حساب الوطن الجريح، وتربط كل الازمات بإيجاد حلول لحرب غزة، وتُرحل كل الازمات لما بعد حرب غزة علها تُحصلّ بعض الارباح، وشيئاً من المكاسب على حساب دم اللبنانيين، ضاربةً بعرض الحائط بمصالح الوطن والمواطنين، لانها في اكثريتها مرتهنة للخارج وعميلة لما خلف الحدود.
لذا، كل لامور متروكة، لا بل مرهونة ومعلقة على حبل المبادرات والحلول الخارجية، دون ان تكلف خاطرها هذه الطبقة السياسية، وعلى رأسها “حزب الله”، عناء محاولة التفتيش عن حلول داخلية تُريح المواطنين بعض الشيء، من مآس ودروب الاحزان، المكللة بدم الشعب وضياع ارزاقه، وكأنها “مال وقف” سائبة.. وحرامية آخر الزمان تعيث بها فساداً ونهب.

السابق
بالفيديو.. اغتيال مسؤول ميداني في حزب الله بغارة سلعا !
التالي
نتنياهو يحلّ مجلس الحرب الإسرائيلي