هل يتمكن «الضابطان» الأميركي والإيراني من إبعاد شبح الحرب؟!

علي الامين
رغم تدهور الأوضاع جنوباً الى مستوى يلامس الحرب الحقيقية والشاملة، تماهيا مع الحرب على غزة، إلا أن المسار السياسي والعسكري المحلي والإقليمي والدولي، يشي بأن لبنان لن يتجرع هذه الكأس المرة، رغم انه يتذوق بعضاً منها، نتيجة "الضابط" الأميركي لإسرائيل والإيراني ل "حزب الله"، وإن كان عدم تفجر الأوضاع على الجبهة الحنوبية، في ظل التصعيد غي غير المسبوق بين إسرائيل والحزب، ليست بالأمر الهين، خصوصا في موازاة التعقيدات التي تخضع مفاوضات غزة

التصعيد الجاري بين “حزب الله” واسرائيل، بدأ يلامس لحظة الانفجار، فمنذ ما قبل اغتيال القيادي في الحزب طالب عبد الله في بلدة جويا قبل ايام، كانت بدأت وتيرة المواجهات تتصاعد اكثر من السابق، والتي وصلت الى قمتها، من خلال عمليات القصف بالمدفعية والمسيرات، يومي الاربعاء والخميس، في اعلى وتيرة من التصعيد ادرجه  حزب الله” في سياق الرد على عملية جويا، اما عملية تدمير مبنى في بلدة جناتا، زعمت اسرائيل انه مركز قيادة عمليات ل”حزب الله”، فقد اثارت مخاوف جدية من تدحرج المواجهة،  بعدما شاع عبر شبكات التواصل ان المستهدف هو نائب امين عام “حزب الله” نعيم قاسم.

وعلى رغم القلق المشروع لبنانيا، من توسع الحرب وتمددها، انطلاقا من حجم التهديدات الاسرائيلية، او التحذيرات الغربية من الانزلاق الى حرب شاملة، فان جهودا بدأت تبذل من اجل ضبط ايقاع المواجهات، كي لا تتدحرج الى حرب شاملة.

هناك اتفاقا ايرانياً-اميركياً على عدم توسعة الحرب بين الحزب واسرائيل

تنطلق هذه التحركات من ثابتة، ان هناك اتفاقا ايرانياً-اميركياً على عدم توسعة الحرب بين الحزب واسرائيل، ومن اعتقاد موضوعي من ان الانفجار قد يكون خارج ارادة الطرفين، وتفرضه تطورات ميدانية، كما حصل مثلا في حرب تموز ٢٠٠٦، فعندما قام “حزب الله” بعملية اسر جنود اسرائيليين، تدحرجت المواجهات الى حرب لم تكن مقررة في حينه على الأقل.

التفاهم او الاتفاق الايراني، الذي تسرب مضمونه قبل اسبوعين بعد لقاءات في سلطنة عمان، تقول هذه التسريبة المعلوماتية، ان الطرفين اتفقا على ضبط ايقاع المواجهة في لبنان واسرائيل، ومنع تدحرجها الى حرب شاملة، والاتفاق على عدم الاتفاق في شأن حرب غزة، لكن من دون ان تكون ايران معرقلة لأي اتفاق في غزة، وهذه الأخيرة تفسر صدور بيان مشترك من حركتي “حماس” و”الجهاد”، بالموافقة على “ورقة بايدن” بشأن غزة، وفي موقف “الجهاد” رسالة ايرانية ايجابية لبايدن.

التحرك الاميركي مع اسرائيل، يصب في اتجاه لجم اي اندفاعة اسرائيلية نحو الحرب في الشمال

بحسب المعلومات، ان التحرك الاميركي مع اسرائيل، يصب في اتجاه لجم اي اندفاعة اسرائيلية نحو الحرب في الشمال، وفي نفس الاتجاه، ضبط ايراني ل”حزب الله” لعدم الانجرار الى مثل هذه الحرب.

وعلى رغم عدم التفاؤل بالوصول الى هدنة في غزة، تسير المواجهات في غزة من دون افق جدي لأي تسوية، في وقت يبدو الصراع على تحميل كل طرف للآخر، مسؤولية عدم الالتزام بمبادرة بايدن، خصوصا ان ايّاً من الاطراف لم يعترض على المبادرة، ولكن امكن للتفاصيل توفير فرص، للالتفاف الاسرائيلي عليها، كالجدل الدائر مثلا حول حق اسرائيل بوضع فيتو، على من تقترحهم “حماس” لاطلاقهم من الأسر.

“حزب الله” الذي يصر ان يخرج منتصرا، لا يبدو موافقا على الانكفاء او الانسحاب من المناطق الحدودية

اطالة امد الحرب في غزة كما هو جار، يزيد من المخاطر على الجبهة اللبنانية مع اسرائيل، سيما ان اسرائيل كما واشنطن لن تقبلا بعودة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل ٨ اكتوبر، فيما “حزب الله” الذي يصر ان يخرج منتصرا، لا يبدو موافقا على الانكفاء او الانسحاب من المناطق الحدودية، علما ان شكلا من الانكفاء قد تم ميدانيا، وخاصة ان عمليات “حزب الله” باتت تنطلق من مواقع خلفية، والاغتيالات واستهداف مراكز الحزب التي تقوم بها اسرائيل، باتت بعيدة عن المناطق الحدودية، كما حصل اخيرا في بلدتي جويا وجناتا وهما تقعان ضمن قضاء صور وشرقها، وتبعدان اكثر من عشرة كلم عن الحدود.

الحرب الشاملة رغم إستبعادها، يبقى تطورها رهن الميدان.. فمن ينزلق أولاً؟!

السابق
لا لسياسات معادية لاسرائيل.. غالانت يرفض مبادرة فرنسيّة بشأن لبنان!
التالي
تعرض لطَلَقين ناريَين.. قيادة «الجيش» تنعي عنصراً