تشمل صفقة الرئيس بايدن خطة لوقف اطلاق النار في غزة ثلاث مراحل، المرحلة الاولى وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن عدد محدود من الرهائن وانسحاب إسرائيلي، والمرحلة الثانية تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، وفي المرحلة الثالثة، قال بايدن “إن خطة إعادة الإعمار الكبرى في غزة ستبدأ، وسيتم إعادة أي رفات أخيرة للرهائن الذين قتلوا إلى عائلاتهم”.
مراوغة اسرائيلية
ووفقا لمصدر غربي متابع ل “جنوبية” ان “حماس تخشى من خطة اسرائيلية، لاطالة امد المرحلة الاولى من الصفقة حتى الإنتخابات الاميركية، وذلك عن طريق المماطلة بلائحة اسماء الاسرى الفلسطينيين، المنوى ان يفرج عنهم في المرحلة الثانية من الاتفاق، وذلك مع حصولهم في المرحلة الاولى، على الاسرى للمدنيين والنساء وحلّ مشكلة الشارع الاسرائيلي”.
وحذر من “عدم وجود ضمانة من ان يعود الاسرائيليون لاحقا، ويستأنفون الحرب بعد شهر اكتوبر المقبل، لانه في حال خسارة الديموقراطيين للانتخابات في اميركا، فان الضامن الوحيد للصفقة الذي هو البيت الابيض، لن يعود ديموقراطيا كما كان وسيتحلّل بالتالي الجمهوريون، اذا ما نجحوا من اتفاق بايدن”.
المصدر الغربي عينه، شدد على ان “حركة حماس ما زالت مصرة على ضمانات تمنع نتنياهو من النكول والتنصل من اتفاق وقف النار وخرقه وعودته للقتال، واشترطت الحركة ان يتضمن نص الاتفاق، تمديد وقف اطلاق النار في المرحلة الاولى من مبادرة بايدن دون مهلة قصوى، وذلك حتى الاتفاق على المرحلة الثانية منه، وهو ما لم تقبل به اسرائيل حتى الان”.
بلينكن: إذا لم توافق حماس على المقترح، فهي من ستتحمل مسؤولية تعريض أمن الفلسطينيين للخطر، وتوسيع رقعة النزاع في المنطقة.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، امس الثلاثاء، من اجل تفعيل الوساطة الاميركية مجددا لتسويق مبادرة الرئيس بايدن، وقد صرح ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، “أكد التزامه” بالمقترح المعلن من جانب الرئيس الأميركي جو بايدن، نهاية الشهر الماضي، للوصول إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدا أن على حركة حماس أن تقرر ما إذا كانت عازمة على المضي قدما وقبول المقترح.
وتابع واضعا الكرة في ملعب حماس: “إذا لم توافق حماس على المقترح فهي من ستتحمل مسؤولية تعريض أمن الفلسطينيين للخطر، وتعريض أمن إسرائيل للخطر، وتوسيع رقعة النزاع في المنطقة”.
وأضاف: “على حماس أن تقرر المضي قدما في المقترح المطروح من عدمه.. وبيانها الداعم لقرار الأمم المتحدة يعد بادرة تبعث على الأمل”، لكنه أكد أن “الحديث القادم من قيادة حماس في غزة هو الأهم، وهو ما ننتظر رؤيته”.
حمدان: ان كل عمليات التعطيل كانت تتم إسرائيليا بموافقة أميركية، محاولات الضغط على الوسطاء لن تجدي نفعا في تغيير موقف حركة حماس
حماس لن تغير موقفها
هذا الدعم الاميركي لنتنياهو على لسان وزير خارجيتها من اجل دفعه للموافقه على وقف النار، استفز “حركة حماس” التي ردت على لسان القيادي أسامة حمدان ردّ أمس الثلاثاء على تصريحات بلينكن وطالبه ان يكون أكثر دقّة، وقال، “أن الحركة أبدت تجاوبا وإيجابية تجاه كل الأفكار المطروحة لوقف إطلاق النار، وقد طالبنا وقفا دائما لإطلاق النار ومستعدون لصفقة عادلة لتبادل الأسرى”. واثنى على قرار مجلس الأمن رغم ثغراته، الذي أكد على وقف دائم للقتال وانسحاب الاحتلال من القطاع.
وأكد القيادي “الحمساوي” في نهاية تصريحة “ان كل عمليات التعطيل كانت تتم إسرائيليا بموافقة أميركية، محاولات الضغط على الوسطاء لن تجدي نفعا في تغيير موقف حركة حماس”.
وكان أشار الوزير الأميركي إلى أن المحادثات بشأن “خطط اليوم التالي لانتهاء الحرب، ستستمر بعد ظهر اليوم امس (الثلاثاء) وخلال اليومين المقبلين”، محذرا من أن “إطالة أمد الصراع سيزيد احتمالات اتساعه”.