زلزال الإنتخابات الاوروبي.. هل انتهى ماكرون وجاء «عهد» لوبان!

من النمسا الى ايطاليا وهولندا ورومانيا وألمانيا وصولاً الى فرنسا… زلزال انتخابي أطاح بالخيارات السياسية، التي جعلت أوروبا ملحقاً بالولايات المتحدة، وعلى الارجح فإن دعم أوكرانيا قد يكون لاحقاً أول ضحاياه في السياسات الخارجية.

نقطة مركز الزلزال الأوروبي كانت في فرنسا، حيث أطاحت النتيجة بأكثرية الرئيس إيمانويل ماكرون أوروبياً، وستطيح بها على الأرجح في المجلس النيابي بعدما قام ماكرون بحله، وب
تعيين انتخابات جديدة نهاية الشهر الجاري.

فماكرون سجل رقماً قياسياً سلبياً، لم يحصل عليه أي رئيس فرنسي في أي انتخابات عامة في التاريخ، بحصوله على 14% فقط من مجموع الأصوات في فرنسا.

الزلزال الأوروبي ضرب المحرك الألماني – الفرنسي التقليدي في البرلمان الأوروبي، مع المستشار أولاف شولتس وماكرون. أما رئيسة الحكومة الايطالية جورجيا ميلوني، التي كررت فوزها في ايطاليا فستلعب دوراً أكبر في أوروبا.

“اليمين المتطرف” في أوروبا قد يصبح هو اليمين “الجديد”، بخسارة فادحة للأحزاب اليمينية “التقليدية”، وهو بذلك، لن يعود “متطرفاً”.

“اليمين المتطرف” في أوروبا قد يصبح هو اليمين “الجديد”

40% في فرنسا في الانتخابات الأوروبية يعتبرون “متطرفين”. ولكن الواقع هو أن هؤلاء قد رفضوا خيارات الرئيس إيمانويل ماكرون “المتطرفة”.

أكثر من 85% من الفرنسيين سحبوا الثقة من ماكرون. وهم صوتوا في الانتخابات الأوروبية في فرنسا، ضد خيارات ماكرون التي اعتبروها كارثية؛ من اختيار رؤساء الحكومة والوزراء السيئين وقليلي الخبرة، الى السياسات الداخلية وتراجع التقديمات الاجتماعية، وزيادة الغلاء وارتفاع فواتير الكهرباء وخسارة الغاز الروسي…

وكانت الخيارات الخارجية كارثية بدورها، من خسارة كل الأصدقاء الأفارقة، الى فشل الاتحاد الأوروبي، الى خيارات الحرب ضد روسيا والى دعم أوكرانيا، والى مساندة اسرائيل في الحرب على غزة.

بين كأس جان لوك ميلينشون المُرة وبين علقم مارين لوبان، انتهى عهد إيمانويل ماكرون

وقد يكون أبرز الأسئلة السياسية الأوروبية اليوم، هو أي رئيس جديد للحكومة في فرنسا، إذ على الأرجح سينتظر الرئيس ماكرون نتيجة الانتخابات النيابية بعد شهر لمعرفة ما إذا كان قادراً على “حياكة” تحالف يساري – وسطي مقابل لوبان وابنة أختها، وسط تراجع الجمهوريين الى حوالى 7 – 8% فقط.

بين كأس جان لوك ميلينشون المُرة وبين علقم مارين لوبان، انتهى عهد إيمانويل ماكرون السياسي قبل أوانه.

أوروبياً، ليس هناك خطر عودة للنازية. ولكن هناك إعادة خلط للأوراق، التي ستقوم على رفض اللحاق بالخيارات الأميركية “عالعميانة”. وأبرز التطورات في المواقف ستكون في الحروب الجارية، وفي تبدل في مواقف الاتحاد الأوروبي، وفي الخيارات الاقتصادية وفي زيادة السياسات القومية ورفض المهاجرين.

في موضوع الخيارات عامة هناك مقولة فرنسية تنطبق أيضاً على السياسات الفرنسية والأوروبية:
On peut tout faire mais pas
n’importe quoi!
وماكرون وأصدقاؤه الأوروبيون يدفعون فاتورة ال n’importe quoi!

السابق
عن عملية السلام والدولة الفلسطينية
التالي
الجبهة الجنوبية تشتعل.. اصابة ٥ اسرائيليين بانفجار طائرتين مسيّرتين