رسالة عوكر.. «تعكير» وتحذير!

ماحصل يوم امس من حادث امني في محيط السفارة الامريكية في منطقة عوكر ، هو مجرد رسالة اراد من ارسلها لفت نظر الادارة الامريكية الى ان ما يجري تحضيراً لتسويةٍ ما في حرب غزة، وانعكاسها الحتمي على الحرب في جنوب لبنان، يجب ان يتم بالتشاور والتنسيق “معنا” (اي ايران)، وإلا الفزاعة إياها ” ابوعدس” او “داعش”، موجودة وغب الطلب، وتتحرك وفق اجندات معروفة، ومحسوبة التوقيت المكان مع الزمان، والسلاح والعتاد الضروري واللازم .

ما تحدث عنه بالامس عقب العملية وزير الداخلية اللبناني القاضي بسام مولوي، لفت النظر الى جزء مهم في القضية، حين سأل كيف وصل المنفذ من الصويري في البقاع الغربي، الى محيط السفارة في عوكر، وهو يحمل عتاده العسكري ، وكيف قطع تلك المسافة والتي عليها العديد من الحواجز والنقاط الامنية دون ان ينكشف؟!

هذا التساؤل اتى في محله، ويؤكد أن الامر ليس مجرد ذئب منفرد من خلايا نائمة، كما يحب البعض استحضار تلك التسمية، خصوصاً ان التاريخ الحديث في لبنان، وخصوصاً بعد عملية تحرير الجرود من الدواعش، وكيف تم نقل الدواعش بباصات مكيفة وبحراسة جهة لبنانية فاعلة “حزب الله” كان ولا زال لها دور فاعل في الحرب السورية، يُثير اكثر من تساؤل.

الخلية التي ينتمي اليها مطلق النار على السفارة الامريكية في عوكر، كانت موضوعة تحت الرقابة الامنية

واذا اخذنا بعين الاعتبار، ان الخلية التي ينتمي اليها مطلق النار على السفارة الامريكية في عوكر، كانت موضوعة تحت الرقابة الامنية، وحتى كان معروفاً اين يصلي وعند اي شيخ، وفي اي مسجد يتلقى دروسه الدينية.

كل ذلك، يضع العملية موضع التساؤل المشروع والمشبوهة التوقيت، فإذا كانت كل هذه الامور موضوعة تحت اعين الاجهزة او بعضها، فكيف استطاع القيام بالتحضير للعملية، وقطع المسافة التي تزيد عن مئة كيلو متراً، وفي باص عمومي واكثر من وسيلة نقل ليصل الى هدفه، وهو يحمل سلاحه وجعبته ومماشط سلاحه المحشوة بالرصاص، كل تلك المسافة وصولاً الى محيط السفارة في عوكر، والتي من المفترض ان تكون منطقة امنية، كونها تعرضت فيما سبق لهجوم مماثل في شهر ايلول – سبتمبر الماضي.

من هنا تأتي فرضية “ابوعدس” او “داعش” مشبوهةً بعض الشيء، وفيها تسخيف او عدم إحترام لعقول اللبنانيين

من هنا تأتي فرضية “ابوعدس” او “داعش” مشبوهةً بعض الشيء، وفيها تسخيف او عدم إحترام لعقول اللبنانيين، او استهتار بأمن البعثات الدبلوماسية والدولية في لبنان، وبالتالي تعريض الامن القومي اللبناني للخطر، خصوصاً انه في هذه الحالات، يجب ان يتركز عمل الاجهزة الامنية والاستخباراتية، وفي مثل هذه الظروف بالذات، على نوعية العمل الامني الاستباقي، وليس السعي للملمة الوضع بعد حدوثه.

يتبين ان المرشد الإيراني علي خامنئي، هو اخر مرشد يحمل فلسفة الثورة الخمينية

لبنان في عين العاصفة، خصوصاً إذا ما نظرنا الى تطور العمل، على فرض تسوية ووقف لاطلاق النار في غزة، وضرورة إنعكاسه على لبنان، من دون اخذ خاطر إيران او استشارتها، واخذ بركتها في هكذا موضوع وفي مثل هذه الايام، والمرحلة الانتقالية للتي تمر بها ايران والسلطة فيها، بعد الخضة الامنية والسياسية التي حصلت مع مقتل رئيس ايران ومرافقيه، وما اثارته وتثيره من ظروف غامضة، يعمل نظام الملالي الايراني على لملمة الوضوع ولفلفتهِ، بطريقة اظهرت عقم هذا النظام ومشاكل اجنحته، التي بدأت تأكل بعضها البعض، حيث يتبين ان المرشد الإيراني علي خامنئي، هو اخر مرشد يحمل فلسفة الثورة الخمينية ومنها، وفق ما تظهره الاحداث وصراعات الاجنحة في النظام الايراني.

أتت هذه الرسالة، لتذكر بعض من يعمل على التسوية للفت نظره، الى ضرورة الوقوف على خاطر الجمهورية الاسلامية الايرانية

لذا ، كانت حادثة السفارة الامريكية في عوكر، وعلى انها اتت بعد زيارة وزير خارجية ايران، المكلف بمقام السفارة وتصريحاته، اثناء زيارته الاولى للبنان، والتي هي المهمة الاولى له خارج ايران.

أتت هذه الرسالة، لتذكر بعض من يعمل على التسوية للفت نظره، الى ضرورة الوقوف على خاطر الجمهورية الاسلامية الايرانية، التي تمتلك من القوة ان تدفع بأحد اذرعتها واهمها “حزب الله”، لتوتير الجبهة اللبنانية، وما ادراكم ما الجبهة اللبنانية، والتي زادت حدتها في الايام الماضية، والتي تلت زيارة المسؤول الايراني وتصريحاته النارية من بيروت.

السابق
الحكومة الاسرائيلية تخشى الحرب مع «الحزب».. هراء النصر وخلافات داخلية!
التالي
ادانة إماراتية للاعتداء في عوكر: نرفض الإرهاب