تحاول الفنّانة التشكيليّة ديانا عساكر، عبور “مَساحات فارِغَة “، فتجهّزت بمجموعة لوحات مستوحاة من مسرحيّة “الكراسي” للمسرحيّ الفرنسيّ “أوجين إيونسكو”، في غاليري ” كليم آرت سبايس ” في الحمرا.
لوحات عساكر ، تستحضر منطق إيونسكو القائل” يبدو أن الوحدة تقمعني، وكذلك رفقة الآخرين من الناس”، وتقول الفنانة انها لا تعبث بالأشياء، بقدر ما تضخّم العناصر البيتيّة العادية والاعتيادية، من حيث أهميّها وحجمها، “عندما ننعزل أو نعزل أنفسنا داخل بيوتنا؛ فلا تعود النبتة مجرّد نبتة، بل تصبح أنيسة وحدتنا والمستمعة الوفيّة لثرثرتنا العابرة وتحتلّ المساحة الأكبر في يوميّاتنا المنزلية أينما وُجِدت على الأرض أو على الطاولة أو تهبط من السقف”.
كل الأشياء صديقة للإنسان، تقول عساكر،وتضيف، “كما الحيوان الأليف هو صديقنا العزيز والكائن الحيّ الوحيد -بعد النباتات- الذي يربط إنسانيّتنا بهذا الوجود المحدّد بمنازلنا وأعماقها”.
تحضر العناصر والأشياء في لوحتها، والأثاث المنزلي والحياتي، كالكرسيّ الجلديّ أو القماشيّ أو الخشبيّ أو الحديديّ ،تظهر بألوان “الحضن الدافئ الوحيد، الذي يحضن أجسادنا؛ كراسينا هي امتدادنا، وسطوتنا الكبيرة في الحيّز المكاني والوجود”.
جمعت الفنانة عناصرها المعجونة بأحاسيسها، وأدخلتهم في مشهد التشكيل واللون المبتهج، فبدت الصورة غنية بمعانيها، ضخمة الحجم في مشهد متداخل داخل الاطار.
ألوانها كحركتها التشكيلية، تدور في حلقة متوالية، تبدو وهمية، لكنها ألوان خافتة تخبو لتختمر ،كما للشيخوخة من مراحل متدرجة إلى أن تصل الى مُعتّقة.
