
أقامت دار “النهار” حفل توقيع كتاب الزميل الإعلامي إبراهيم عوض بعنوان “مهمات سرية في حياتي الصحفية”، في مركز الصفدي الثقافي في طرابلس، بحضور ممثل الرئيس ميشال عون الوزير السابق بيار رفول، ممثل وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري مصطفى أحمد مولوي، وعدد من النواب وحضر اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لدار “النهار” زياد شبيب، المفتي مالك الشعار، النقيبة السابقة ماري تراز القوال، الدكتورة ندين العلي، اضافة الى الشخصيات السياسية والنقابية وحشد كبير من الفاعليات.
كليب
بعد النشيد الوطني، ألقى الإعلامي الدكتور سامي كليب، كلمة تحدث فيها عن “أهمية الكتاب وما تضمنه من معلومات مهمة عن العديد من الأدوار الصحافية والوطنية والعربية التي أداها ابراهيم عوض خلال عمله الصحفي، الذي تجاوز عشرات السنين في صحف ومجلات لبنانية وعربية عدة، خصوصا في جريدتي الشرق الأوسط السعودية والعرب القطرية، إضافة إلى كونه ناشر موقع الانتشار الإلكتروني ويتولى موقع نائب رئيس المجلس الوطني للإعلام”.
ممثل وزير الإعلام
وألقى مولوي كلمة المكاري، وقال فيها: “لم أستطع التغلب على القدر الذي منعني من المشاركة إلى جانب الأخ والصديق الأستاذ ابراهيم عوض والاحتفال بمولوده الجديد كتاب مهمات سرية في مسيرتي الصحفية. كل المواعيد التي ضربناها كانت عرضة للتعديل، فرغبتي في المشاركة وانتهاز الفرصة أن أكون بين أهلي وناسي أفشلتها الظروف القاهرة”.
ابراهيم
من جهته، تحدث اللواء ابراهيم عن “أهمية الكلمة والحوار كسبيل للوصول إلى الحلول المنشودة”، وقال: “إن الكلمة هي الحد بين الحق والباطل، والكلمة هي الحوار الذي يوصل إلى الحلول المنشودة. نحن في لبنان نبحث عن رئيس للجمهورية منذ ما يقارب السنتين، حيث أن الفراغ يعم قطاعات الدولة كافة، ولا نتمكن من التوصل إلى انتخاب رئيس. وفي ظل تركيبة المجلس النيابي الكريم وانقساماته الحادة ورفض الحوار بين مكوناته وكتله، كيف يمكن أن يكون لنا رئيس للجمهورية؟”.
أضاف: “ننتظر الغيث من الشرق والغرب، لكنه لن يأتي إلا من نبض الداخل وتفاهماته، فلا تنتظروا ما لن يأتي، إن أقصر الطرق إلى المجلس لانتخاب رئيس هو طريق الحوار، أليست ديموقراطيتنا في لبنان ديموقراطية توافقية؟”.
وأشار إبراهيم إلى أن “الأزمة الحالية تتطلب تكاتفا وتفاهما من كل الأطراف”، مؤكدا أن “الحل لن يأتي من الخارج، بل يجب أن ينبع من الإرادة المشتركة والحوار الصادق”، وقال: “علينا أن نؤمن بأن الحوار هو السبيل الوحيد لإنقاذ وطننا وانتخاب رئيس يجمعنا ويوحد صفوفنا”.
وسأل: “أليس دستورنا وليد وثيقة الطائف، تلكَ الوثيقة التي سميت وثيقة الوفاقِ الوطني، وذلك بعد حوار طويل وشاق بين السادة النواب في الطائف؟”، وقال: “إن كان الدستور قد كتب بحبر الوفاق بعد حوار، فكيف يكون الحوار مرفوضا لانتخاب رئيس للجمهورية؟”.
وأشاد ب”صفات الكاتب إبراهيم عوض ومناقبيته في مهنة الصحافة”، وقال: “إبراهيم عوض، عنوان كتابك مدرسة في حد ذاتها. في العنوان بوصلة ودليل للكثيرين الذين يحتاجون السير في هدي مصلحة الوطن… وهي مصلحة الناس، عامة الناس”.
وشدد إبراهيم على أن “الصحافة رسالة، هي نشر الكلمة”،
وقال: “إبراهيم عوض… أنت جزء من جميل الصحافة وحضورها، من زمن كان فيه كبار القادة العرب يطلبون قراءة الصحافة اللبنانية ابتداء ومع كل فجر، ليعرفوا الحقيقة منها ويروا الإتجاهات والتحاليل الصحيحة فيها.
شربل
بدوره، توجه شربل إلى عوض بالقول: “أعتز انك ما زلت الوجه الجميل للاعلام، هدوء من دون تصنع، تهذيب وتواضع لا يحرجك أو يمنعك من التعبير عن قناعتك، جرأة من دون تجريح، والأهم أنك حافظت على ركيزة لعلها الأهم في بنيان الاطلالة الاعلامية ، قناعتك بأن لكل مواطن الحق في قناعته، وان الاختلاف في الرأي لا يفسد في المواطنة قضية”.
أضاف: “في ظهورك الاعلامي، كنت تشدد على احترام القانون لأنه مرجعية كل الطوائف. وكنت تشدد أيضا على حب الوطن الذي هو صلاة توحدنا وتجمعنا، هو الوجه الآخر للايمان. يسرني أن أهنئك بمناسبة صدور كتابك الجديد “مهمات سرية في حياتي الصحفية”، فهذا الانجاز يعكس جهودك الكبيرة وخبرتك الواسعة في مجال الصحافة، ويعتبر قيمة مضافة الى مكتبة الادب الصحفي”.
وأردف: “أردت أن أستهل كلمتي في الحديث عن الاعلام، وكل ما له علاقة بالاعلام المكتوب أو المرئي أو المسموع، تمهيدا للحديث عن صديقي الإعلامي المخضرم ابراهيم عوض. من المفترض ان يكون الاعلام هو الحقيقة المجردة حتى من ذاتها، فيكتسب المجتمع حقه في معرفة ما يجري حوله من اخبار ومعلومات، وان يقرأ ويحكم على الاراء المختلفة والقضايا العامة بموضوعية من دون مصادرة او وصاية”.
وأشار إلى أن “التأثير الاعلامي خفي في مضمونه، قوي في محصلته، له نفوذ لا يستهان بها في الاستمالة والتوجيه، وقد يصنفه البعض أنه سلطة متحكمة وموجهة للسلطات الأخرى”، وقال: “رغم أن الصحافة تسمى بالسلطة الرابعة، إلا أنها باتت تنافس السلطات الثلاث، لا بل أكثر، فالسلطات الثلاث ترغب في استمالة وأخذ رضى السلطة الرابعة”.
شبيب
وألقى مدير دار “النهار للنشر” زياد شبيب كلمة قال فيها: “نحتفل اليوم بإطلاق كتاب لشخص عزيز على قلوبنا جميعا الصديق الاستاذ ابراهيم عوض، وأعتز بأنني في هذه المرحلة من حياتي المهنية، وهي مرحلة عابرة، وسأسلم دار النهار للنشر في وقت ما لمن هم أهلا لهذه المهنة التي لا أنتمي إليها. فعلا، كان لي الفخر بأن أساهم في أن تصدر الدار مجموعة من الأعمال التي يجب ان تكون في المكتبة اللبنانية والعربية، وأبرزها كتاب الاستاذ ابراهيم، نظرا لما تضمنه من مجموعة من الدروس التي لا تقل أهمية عن أسرار المهنة وخبرتها”.
أضاف: “دار النهار تضطلع اليوم بدور تنويري وترغب في أن تدفع باتجاه نهضة ثقافية ومعرفية في لبنان، وهذا الأمر يتحقق من خلال التعاون مع المثقفين أمثال الأستاذ عوض وغيره”.
عوض
وفي الختام، تحدث عوض فقال: “أولا ودائما الحمد والشكر لله، أن أكرمني ومكنني من إقامة حفلنا هذا، بعد أن تعذر علي ذلك في 8 آذار الماضي، حيث وجهت الدعوات وأجريت الاتصالات اللازمة لكن عارضا صحيا طارئا ألم بي وأدخلني المستشفى، وهناك تلقفني الدكتور البارع رشيد المقدم والدكتورة ميرا كيال منقارة وزوجها الدكتور العزيز سامر وواكبتي مشكورة مديرة مستشفى هياكل الدكتورة
نسرين بازر باشي. ها أنا أقف اليوم أمامكم لاعبر عن عميق امتناني لكم ولحضوركم الذي يعكس محبتكم التي احترمها، وأفخر آملا وساعياً دائما أن أكون عند حسن ظنكم”.
وتابع: “إن الكتاب هو مجموعة احداث ووقائع عشتها عبر محطات متنوعة، خصوصا أثناء عملي كمدير لجريدة “الشرق الأوسط” في السعودية في بيروت منذ عام 1994 حتى عام 2006 ، ومنذ 2006 الى 2008، حين كنت في الدوحة أشارك في إعادة اطلاق صحيفة العرب القطرية. وأظن أن الشريط السريع الذي عرض عليكم في مستهل الاحتفال يعطي فكرة عن المضمون، وفيه الكثير من مهمات كلفت بها من قبل قادة كبار ورؤساء وسفراء، وأخرى مختلفة حطت على كتفي من دون تكليف أروي تفاصيلها بصراحة وصدق”.
وأردف: “لم تكن هذه المهام لتحصل لولا دعم رئيسي تحرير الشرق الأوسط حينذاك اللذين توليا المهمة تباعا، اضافة الى السفير الأحب إلى قلبي عبد العزيز خوجة سفير المملكة العربية السعودية الاسبق الذي أضحى وزيرا للثقافة والاعلام في المملكة، ولم يحل ذلك دون استمرار التواصل في ما بيننا والقيام بمهام كانت له اليد الطولى فيها”.
وقال: “هذا الكتاب لم يكن لينجز لو لم يحثني الزميل سامي كليب على كتابته بعد ان استمع شفهيا الى بعض مهماتي، وكذلك اصرار زوجتي مهى على ألا أتلكا مع انجاز المهمة، وأنا الذي كنت اتكاسل، لا بل اتردد كثيراً في المضي قدما مخافة أن أحزن بعض من يرد أسماؤهم فيه. ومع الثنائي سامي ومهى، جاء دور دار النهار للنشر، بشكل عميدها القاضي اللبق العادل زیاد شبیب الذي سمع مني بعض هذه المهمات، ليقول لي أسرع وأنجز الكتاب، ففعلت ووضعته بين يديه الكريمتين، وتسلمته مطابع کركي العريقة في بيروت، بعد أن صممه من الجلدة الى الجلدة، كما يقال يعقوب محمد نصر الله، وكانت الولادة التي سأضعها بين ايديكم اليوم”.
وختم: “كتابي هذا هو الأول درتي الوحيدة، أتشوق لسماع آرائكم في ما ستقرأون”.
وفي الختام، وقع عوض كتابه “مهمات سرية في حياتي الصحفية” لجميع الحاضرين.