![](https://janoubia.com/wp-content/uploads/2024/05/Book-akhbar-sarra-900x480.jpg)
الصّحافيّة الأميركية كاثرين رينولدز لويس ، تُبَشِّر العائلاتِ ذَوِي الأطفال ، ب ” الأَخبار السَّارّة عن سُوءِ سُلوك أطفال اليوم ! ” ، في كتابها التّربويّ الصّادر ، حديثاً ، عن ” شركة المطبوعات ” في بيروت ، في طبعةٍ عربيّة في ال 2023 ، تحت عنوان : ” ألأَخبار السَّرّة عن سوء السّلوك ( أطفال اليوم أقلّ انضباطاً من أيّ وقتٍ مضى ! فما السّبب ؟ وما العمل حِيالَ ذلك ؟ ) ” ( وقد ترجمه عن الإنكليزيّة أسامة أسعد ) .
والمَقصود ب” الأخبارالسّارّة ” ، في هذا الكتاب ، هي الأَخبار المتمثِّلة بالحلول ، التي استنبطتها لويس ، من تجاربها التربوية العَمَلانيّة الواقعيّة ( الأُسَرِيّة والحياتيّة على حدّ سواء ) ؛ ومن أبحاثها ( النَّظريّة) المكثَّفة والمعمَّقة التي أجرتها حول موضوع تربية الأطفال ، والتي يتضمّن وقائعَها جميعاً – وبتفصيلاتها كافة – هذا الكتاب ، الذي يُعالِج الإشكاليّة ( التَّساؤليّة ) الآتية : ” لماذا أطفال اليوم أقلّ انضباطاً مما كان عليه أطفال الماضي ؟ ” وهذه الإشكاليّة ، هي الإشكاليّة التي – وبحسب التعريف بهذا الكتاب ، التعريف الذي يحمله غِلافُه الأخير – أجابت عنها الصِّحافيّة كاثرين رينولدز لويس ، في مقالٍ نشرَته في مجلّة ماذر جونز ليصبح المقال الأكثر قراءةً في تاريخ المجلّة .
![](https://janoubia.com/wp-content/uploads/2024/05/IMG-20240528-WA0075-340x480.jpg)
يعرِّفنا هذا الكتاب على الأهل الذين حقّقوا الوئام المنزلي بتعاطيهم مع منزلهم على أنّه مختَبَرٌ للتّعلُّم وليس لنُشدان الكمال
أخبارُ الكتاب وأسلوب كتابته
ما شجّع الكاتبة – وأيضاً بحسب التّعريف المذكور – على أن تنطلق من هذا المقال ، لتؤلّف كتاب ” ألأَخبار السَّارّة عن سوء السّلوك ” الذي تُخبِر فيه عن مُشكلاتها في تربية بناتها ، وتروي قصص عائلاتٍ من طبقاتٍ وخلفيّاتٍ إجتماعيّة مختلفة ، تعاني مع أولادها في المنزل والمدرسة والسّوق والملاعب وسواها . وفي هذا الكتاب : تُحاوِر لويس متخصِّصين إبتكروا ممارساتٍ عمليّة في التّربية استناداً إلى تجارب عِلميّة ، لِفَهم معاناة هذه العائلات مع سوء السّلوك في الروتين اليومي ، وكل ذلك لاختيار الحلول المناسبة لها . وتَعتبرلويس أنّ : ” سوء سلوك الطفل ليس حالةً طارئة ، أو علامة تدلّ على خطأ أو مُشكلة ما ، لكنّه ببساطة ، جزءٌ طبيعيّ من النّموّ ” وعل الأهل تنظيم هذا السلوك وليس كَبتَه .
في هذا الكتاب تحاورلويس متخصّصين إبتكروا ممارسات عمليّة في التّربية إستناداً إلى تجارب عِلميّة
هذا وتَقَصَّدتِ الكاتبة ، في صياغة هذا الكتاب ، اعتمادَ أسلوبٍ سرديّ ممتع وتقنيّة حِواريّة سريعة ومباشِرة تُصوّر النّقاشات الواقعيّة للعائلات ، ليكون هذا الكتاب بمتناول جميع الأمّهات والآباء وليناسب العائلات كافّة على اختلاف عاداتها وتقاليدها وأفكارها المتوارثة في موضوع التّربية .
عن محتويات الكتاب
ويحتوي هذا الكتاب على : نَصٍّ تمهيديّ ؛ وثلاثة أجزاء وجاء قوامُ أجزائه مؤلَّفاً من أحد عشر فصلاً . وتضمّن الجزء الأوّل مقدّمةً لهذا الكتاب الذي جاء فَصلاهُ الأخيران بمثابة خاتمته .
ومما جاء في مقدّمة هذا الكتاب :
” في هذا الكتاب ، سوف تتعرّفون إلى القصص التي تبلغ درجةً من الشيوع بمكانٍ أنّها أصبحت تُوصَف بالعاديّة .فإذا نظرتم من حولكم ، وجدتم في كلّ مكانٍ ، أطفالاً غير منضبطين وسيّئي السلوك ؛ وهذا أمرٌ واقع ، لأنّ أطفال اليوم ، يختلفون اختلافاً جوهريّاً عن أطفال الأجيال السّابقة ، وهُم حقّاً أقلّ انضباطاً . ” .
وتؤكد الكاتبة معلِّقةً على ذلك بالقول : ” فبكلّ بساطة نحن نواجه اليوم أزمة ضَبطٍ ذاتيّ . “
وتضيف قائلةّ: ” آمل أن تُغَيِّر البحوث المتطوّرة وقصص الأُسَر الحقيقيّة الواردة في هذا الكتاب نظرتكم إلى الانضباط ، وتزوّدكم بأمثلة عمّا ينبغي فعله ، أو عدم فعله على حدٍّ سواء .
وتشير المقدّمة أيضاً إلى طريقةٍ تربوية لحثّ الطفل على ضبط سلوكه وتشرح مضمونها قائلة : ” إذ يجد عددٌ متزايد من الآباء والمربّين وعلماء النّفس نجاحاً مع نماذج من البحوث المعمَّقة في الانضباط ، يجمع في ما بينها سلسلة من الحلقات المشتركة ، وهي الاتصال والتواصل والقدرة . هذه الحلقات الثلاث ، تعيد النظام إلى الأُسَر المضطربة ، وتمنح الأطفال المضطربين إمكانية السيطرة على أنفسهم ، حتّى أنّها تزيل أعراض القلق وتَشتُّت الانتباه لدى بعض الأولاد . ” .
” يروي هذا الكتاب قصصاً عن هذه الحركة النّاشئة ، التي لا يدرك أَبطالها لَبِنَات البناء المشتركة في أساليبهم ، أو المادة العِلمية النّامية التي تدعم نتائجهم . فيشرح الجزء الأوّل من الفصول الأربعة الأولى من هذا الكتاب : لماذا نواجِه أزمة تنظيمٍ ذاتيّ ، ويعرض الاكتشافات العِلمية التي تستند إليها هذه النّظرية . أمّا الجزء الثاني لهذا الكتاب ، وهو الجزء الممتدّ من الفصل الخامس حتّى التاسع ضمناً ، فيشرح الخطوات الرّئيسة الثلاث المشتركة بين جميع نماذج الانضباط النّاجحة التي درستُها – ( والقول هنا للكاتبة ) – ويُعرِّفُ القرّاء الى أربعةٍ من هذه النّماذج التي يُعلِّم فيها االبالغون الأطفالَ ، كيفيّة ضبط أنفُسهم . وفي خاتمة هذا الكتاب : يقدِّم الفَصلان العاشر والحادي عشرنصائح عمليّة لتبنِّي هذه التّقنيّات وتغيير العادات القديمة ( على المستوى التّربوي ) .”.
إنّ سلوك الطفل هو جزءٌ طبيعيّ من النّموّ وعلى الأهل تنظيم هذا السلوك وليس كبتَهُ
كما وتضيف الكاتبة ، في المقدّمة ، مخاطبةً القرّاء بقولها : ” سوف تطّلعون على وقائع قد تفاجئكم ، كما وسوف تكتشفون كيف اسهمت وسائلُ التّواصل الإجتماعي والجداول الزّمنيّة العائليّة في كبح جماح الأطفال وانفتاحهم على الحياة . سوف تدركون أيضاً أنّ ليس هناك من رابطٍ بين الوقت الذي يقضيه الآباء والأمّهات مع أطفالهم في سنيّ الدراسة وسلك هؤلاء الأطفال وأدائهم الأكاديمي ، تتعرّفون إلى الآباء والأمّهات الذين حقّقوا الوئام المنزليّ من خلال التّعاطي مع مَنزلهم على أنّه مختَبَرٌ للتّعلُّم ، لامعبدٌ تصبو فيه إلى الكمال . ” .
دعوة إلى عدم الخوف ..
وتضيف الكاتبة متمنّيةً ، وفي سياق مخاطبتها القرّاء : ” وفي نهاية هذا الكتاب ، أتمنّى منكم ألاّ تواجهوا سلوك أطفالكم غير المرغوب فيه بالخوف ، بل بالحماس . إذ إنّ هدفيَ الأساسي هو تغيير مفهومكم للسلوك السّيّء ليُصبح جزءاً متوقَّعاً وطبيعيّاً من كيفيّة تطوّر الأطفال المعاصرين ، وفرصةً لاستخدام الأدوات التي أشرحها في هذا الكتاب . ” .
عن صاحبة هذا الكتاب
إنّ كاثرين رينولدز لويس : هي صحافيّة وكاتبة أميركية متخصصة في مجالات الأُسرة والتّربية والصّحّة العقليّة والإقتصاد والتكنولوجيا . كما وأنّ لويس هي إحدى مؤسِّسات المركز الأميركي للصحافيين المستقلين . وكتابها هذا : ” الأخبار السّارّة عن سوء السلوك ” هو كتابها الأوّل ،ولقد حاز جوائز من الجامعات الأميركية المرموقة والكلّيّات المعنيّة بشؤون التّربية والمشكلات الأُسَريّة ومن الجمعيّات.