«الغوص» في الأخبار السَّارّة عن سوء سُلوكِ أطفال اليوم!

الصّحافيّة الأميركية كاثرين رينولدز لويس ، تُبَشِّر العائلاتِ ذَوِي الأطفال ، ب ” الأَخبار السَّارّة عن سُوءِ سُلوك أطفال اليوم ! ” ، في كتابها التّربويّ الصّادر ، حديثاً ، عن ” شركة المطبوعات ” في بيروت ، في طبعةٍ عربيّة في ال 2023 ، تحت عنوان : ” ألأَخبار السَّرّة عن سوء السّلوك ( أطفال اليوم أقلّ انضباطاً من أيّ وقتٍ مضى ! فما السّبب ؟ وما العمل حِيالَ ذلك ؟ ) ” ( وقد ترجمه عن الإنكليزيّة أسامة أسعد ) .
والمَقصود ب” الأخبارالسّارّة ” ، في هذا الكتاب ، هي الأَخبار المتمثِّلة بالحلول ، التي استنبطتها لويس ، من تجاربها التربوية العَمَلانيّة الواقعيّة ( الأُسَرِيّة والحياتيّة على حدّ سواء ) ؛ ومن أبحاثها ( النَّظريّة) المكثَّفة والمعمَّقة التي أجرتها حول موضوع تربية الأطفال ، والتي يتضمّن وقائعَها جميعاً – وبتفصيلاتها كافة – هذا الكتاب ، الذي يُعالِج الإشكاليّة ( التَّساؤليّة ) الآتية : ” لماذا أطفال اليوم أقلّ انضباطاً مما كان عليه أطفال الماضي ؟ ” وهذه الإشكاليّة ، هي الإشكاليّة التي – وبحسب التعريف بهذا الكتاب ، التعريف الذي يحمله غِلافُه الأخير – أجابت عنها الصِّحافيّة كاثرين رينولدز لويس ، في مقالٍ نشرَته في مجلّة ماذر جونز ليصبح المقال الأكثر قراءةً في تاريخ المجلّة .

يعرِّفنا هذا الكتاب على الأهل الذين حقّقوا الوئام المنزلي بتعاطيهم مع منزلهم على أنّه مختَبَرٌ للتّعلُّم وليس لنُشدان الكمال

أخبارُ الكتاب وأسلوب كتابته

ما شجّع الكاتبة – وأيضاً بحسب التّعريف المذكور – على أن تنطلق من هذا المقال ، لتؤلّف كتاب ” ألأَخبار السَّارّة عن سوء السّلوك ” الذي تُخبِر فيه عن مُشكلاتها في تربية بناتها ، وتروي قصص عائلاتٍ من طبقاتٍ وخلفيّاتٍ إجتماعيّة مختلفة ، تعاني مع أولادها في المنزل والمدرسة والسّوق والملاعب وسواها . وفي هذا الكتاب : تُحاوِر لويس متخصِّصين إبتكروا ممارساتٍ عمليّة في التّربية استناداً إلى تجارب عِلميّة ، لِفَهم معاناة هذه العائلات مع سوء السّلوك في الروتين اليومي ، وكل ذلك لاختيار الحلول المناسبة لها . وتَعتبرلويس أنّ : ” سوء سلوك الطفل ليس حالةً طارئة ، أو علامة تدلّ على خطأ أو مُشكلة ما ، لكنّه ببساطة ، جزءٌ طبيعيّ من النّموّ ” وعل الأهل تنظيم هذا السلوك وليس كَبتَه .

في هذا الكتاب تحاورلويس متخصّصين إبتكروا ممارسات عمليّة في التّربية إستناداً إلى تجارب عِلميّة


هذا وتَقَصَّدتِ الكاتبة ، في صياغة هذا الكتاب ، اعتمادَ أسلوبٍ سرديّ ممتع وتقنيّة حِواريّة سريعة ومباشِرة تُصوّر النّقاشات الواقعيّة للعائلات ، ليكون هذا الكتاب بمتناول جميع الأمّهات والآباء وليناسب العائلات كافّة على اختلاف عاداتها وتقاليدها وأفكارها المتوارثة في موضوع التّربية .

عن محتويات الكتاب

ويحتوي هذا الكتاب على : نَصٍّ تمهيديّ ؛ وثلاثة أجزاء وجاء قوامُ أجزائه مؤلَّفاً من أحد عشر فصلاً . وتضمّن الجزء الأوّل مقدّمةً لهذا الكتاب الذي جاء فَصلاهُ الأخيران بمثابة خاتمته .
ومما جاء في مقدّمة هذا الكتاب :
” في هذا الكتاب ، سوف تتعرّفون إلى القصص التي تبلغ درجةً من الشيوع بمكانٍ أنّها أصبحت تُوصَف بالعاديّة .فإذا نظرتم من حولكم ، وجدتم في كلّ مكانٍ ، أطفالاً غير منضبطين وسيّئي السلوك ؛ وهذا أمرٌ واقع ، لأنّ أطفال اليوم ، يختلفون اختلافاً جوهريّاً عن أطفال الأجيال السّابقة ، وهُم حقّاً أقلّ انضباطاً . ” .
وتؤكد الكاتبة معلِّقةً على ذلك بالقول : ” فبكلّ بساطة نحن نواجه اليوم أزمة ضَبطٍ ذاتيّ . “
وتضيف قائلةّ: ” آمل أن تُغَيِّر البحوث المتطوّرة وقصص الأُسَر الحقيقيّة الواردة في هذا الكتاب نظرتكم إلى الانضباط ، وتزوّدكم بأمثلة عمّا ينبغي فعله ، أو عدم فعله على حدٍّ سواء .
وتشير المقدّمة أيضاً إلى طريقةٍ تربوية لحثّ الطفل على ضبط سلوكه وتشرح مضمونها قائلة : ” إذ يجد عددٌ متزايد من الآباء والمربّين وعلماء النّفس نجاحاً مع نماذج من البحوث المعمَّقة في الانضباط ، يجمع في ما بينها سلسلة من الحلقات المشتركة ، وهي الاتصال والتواصل والقدرة . هذه الحلقات الثلاث ، تعيد النظام إلى الأُسَر المضطربة ، وتمنح الأطفال المضطربين إمكانية السيطرة على أنفسهم ، حتّى أنّها تزيل أعراض القلق وتَشتُّت الانتباه لدى بعض الأولاد . ” .
” يروي هذا الكتاب قصصاً عن هذه الحركة النّاشئة ، التي لا يدرك أَبطالها لَبِنَات البناء المشتركة في أساليبهم ، أو المادة العِلمية النّامية التي تدعم نتائجهم . فيشرح الجزء الأوّل من الفصول الأربعة الأولى من هذا الكتاب : لماذا نواجِه أزمة تنظيمٍ ذاتيّ ، ويعرض الاكتشافات العِلمية التي تستند إليها هذه النّظرية . أمّا الجزء الثاني لهذا الكتاب ، وهو الجزء الممتدّ من الفصل الخامس حتّى التاسع ضمناً ، فيشرح الخطوات الرّئيسة الثلاث المشتركة بين جميع نماذج الانضباط النّاجحة التي درستُها – ( والقول هنا للكاتبة ) – ويُعرِّفُ القرّاء الى أربعةٍ من هذه النّماذج التي يُعلِّم فيها االبالغون الأطفالَ ، كيفيّة ضبط أنفُسهم . وفي خاتمة هذا الكتاب : يقدِّم الفَصلان العاشر والحادي عشرنصائح عمليّة لتبنِّي هذه التّقنيّات وتغيير العادات القديمة ( على المستوى التّربوي ) .”.

إنّ سلوك الطفل هو جزءٌ طبيعيّ من النّموّ وعلى الأهل تنظيم هذا السلوك وليس كبتَهُ


كما وتضيف الكاتبة ، في المقدّمة ، مخاطبةً القرّاء بقولها : ” سوف تطّلعون على وقائع قد تفاجئكم ، كما وسوف تكتشفون كيف اسهمت وسائلُ التّواصل الإجتماعي والجداول الزّمنيّة العائليّة في كبح جماح الأطفال وانفتاحهم على الحياة . سوف تدركون أيضاً أنّ ليس هناك من رابطٍ بين الوقت الذي يقضيه الآباء والأمّهات مع أطفالهم في سنيّ الدراسة وسلك هؤلاء الأطفال وأدائهم الأكاديمي ، تتعرّفون إلى الآباء والأمّهات الذين حقّقوا الوئام المنزليّ من خلال التّعاطي مع مَنزلهم على أنّه مختَبَرٌ للتّعلُّم ، لامعبدٌ تصبو فيه إلى الكمال . ” .

دعوة إلى عدم الخوف ..

وتضيف الكاتبة متمنّيةً ، وفي سياق مخاطبتها القرّاء : ” وفي نهاية هذا الكتاب ، أتمنّى منكم ألاّ تواجهوا سلوك أطفالكم غير المرغوب فيه بالخوف ، بل بالحماس . إذ إنّ هدفيَ الأساسي هو تغيير مفهومكم للسلوك السّيّء ليُصبح جزءاً متوقَّعاً وطبيعيّاً من كيفيّة تطوّر الأطفال المعاصرين ، وفرصةً لاستخدام الأدوات التي أشرحها في هذا الكتاب . ” .

عن صاحبة هذا الكتاب

إنّ كاثرين رينولدز لويس : هي صحافيّة وكاتبة أميركية متخصصة في مجالات الأُسرة والتّربية والصّحّة العقليّة والإقتصاد والتكنولوجيا . كما وأنّ لويس هي إحدى مؤسِّسات المركز الأميركي للصحافيين المستقلين . وكتابها هذا : ” الأخبار السّارّة عن سوء السلوك ” هو كتابها الأوّل ،ولقد حاز جوائز من الجامعات الأميركية المرموقة والكلّيّات المعنيّة بشؤون التّربية والمشكلات الأُسَريّة ومن الجمعيّات.

السابق
بينهم ذوي الشهداء والأسرى والجرحى الفلسطينيين.. السعودية تستضيف 2300 حاج وحاجة
التالي
تعميم صورة فتاة حاولت الانتحار من فوق نفق الشياح.. هل من يعرف عنها شيئًا؟