دبسي وفحص يحاضران حول «حرب غزة»: الفلسطينيون منقسمون بين العنف والسلم!

عقد امس الخميس في المركز الثقافي للبنان الجنوبي في بيروت، ندوة بعنوان “فلسطين القضية والمشروع”، حاضر فيها الباحث الفلسطيني هشام دبسي، والصحافي مصطفى فحص، وذلك بحضور عدد وافر من النخب الثقافية والاعلامية، اضافة الى وجوه حزبية سياسية بارزة.

وقدّم للندوة الناشط رياض عيسى الذي حيّا مقاومة ورفح وخان يونس وطولكرم وغيرها من المدن الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، مذكرا بما قاله يوما الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ان “فلسطين هي القلب النابض للعالم”، وأدان عيسى الخذلان العربي مشيدا بمواقف اسبانيا وايرلندا والنروج وهي الدول التي اعترفت قبل ايام بالدولة الفلسطينية، “فإرادة الصمود والامل حية داخل كل فلسطيني، والتضامن يتزايد، والضغوط سوف تتزايد على العدو الاسرائيلي حتى ينهي الحرب ويعترف بحلّ الدولتين”.

هشام دبسي

طرح الباحث هشام دبسي جملة من الاشكالات، مؤكدا بداية “ان ما يحصل من ابادة وتهجير للشعب الفلسطيني هو محاولة من اجل كسر الشخصية الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، وهناك مشهد رد الفعل الاميركي بعد ٧ اكتوبر والدول الكبرى، وتشكيل حلف اوروبي اميركي ضد “حماس” و”داعش”، وهناك مشهد رد الفعل الاميركي الاوروبي لمجابهة الضربة الايرانية، عندما احتشدت الدول الكبرى مجددا عسكريا وسياسيا، للدفاع عن اسرائيل”.

دبسي: من يحق له استشهاد الناس غصبا عن ارادتهم؟ لا حق لاحد بفرض الاستشهاد على شعبه خصوصا ان القتل والتشريد وصل الى حدّ الاذلال

ورأى دبسي “ان الفلسطينيين منقسمون بشكل عامودي، ما بين استخدام العنف رغم الخسائر، وبين بناء استراتيجية سلمية فشلت في الماضي بسبب عرقلة نتنياهو واليمين الاسرائيلي لها.فالفلسطينيون كبشر في الحالتين مغيبين، وهذا مجال للنقاش.الخسائر تتعاظم، كل يوم يسقط بمعدل ٢٠٠ ضحية، واصبح هذا الرقم عادي عالميا وحتى من قبل حماس”.

وتساءل دبسي: “هل اصبح الانسان هو وسيلة قتالية، مع ان العنف فشل في تحقيق الاهداف حتى الان، ومن يحق له استشهاد الناس غصبا عن ارادتهم؟ لا حق لاحد بفرض الاستشهاد على شعبه خصوصا ان القتل والتشريد وصل الى حدّ الاذلال، فهل قرار الحرب يملكه طرف، يرغم الشعب الفلسطيني والشعوب العربية عليه”.

وطرح دبسي تساؤلا اخر: “ما هو مستقبل القطاع؟ لا يعرف اهل القطاع مصيرهم، هناك احساس انهم لم يعودوا بشر، فهم يُحركون بنار علوية بعيده كأنهم قطيع، هناك مصطلحات لها علاقة بالصمود والتصدي والخ، هي في الواقع لم تعد سوى مصطلحات سخيفة”. وأضاف”: فأهالي غزة اصبح المطلب الرئيسي لهم هو وقف اطلاق النار.

فتدرجت من مطالب بدأت بتحرير الاقصى وهزيمة العدوّ، الى مطلب الاغاثة وطلب المعونات ووقف اطلاق النار”.

ولفت الى انه “بالنسبة للميناء الذي بنته البحرية الاميركية، بذريعة تقديم المعونات للاهالي، اتضح انه سيكون قاعدة عسكرية بحرية مهمه، لانه سيكون هو المعبر البحري الوحيد لغزة، وبذلك سيصبح القطاع محاصرا، بين معبر بحري اميركي والاسرائيلي، ومعبر فيلادلفيا البري في رفح الذي تسيطر عليه اسرائيل”.

مصطفى فحص

الصحافي مصطفى فحص الذي تحدث عن تجربته الشخصية وارتباطه العائلي والوجداني بالقضية الفلسطينية قال: ” انا مع السلطة ومع محمود عباس، ولكن مع هذه التجربة بعد “طوفان الاقصى”، تطرح عدة اشكالات حول تحول الصراع الذي اصبح عسكريا ايديولوجيا دينيا، مقابل حرب الابادة الاسرائيلية”.

فحص: اصبح الصراع عسكريا ايديولوجيا دينيا مقابل حرب الابادة الاسرائيلية.

واستعان فحص بوقائع تاريخية حديثة، فقال “بعد خروج مصر من الصراع وخروج المنظمه من بيروت، احتكرت الانظمه الصراع ضد اسرائيل، وتغيرت ادوات الصراع في التسعينات، مع دخول ايران على الخط، خصوصا بعد ان اغتال السلام الاسرائيليون (قبل حماس)، عندما اغتالوا رئيس وزرائهم الذي وقع على اتفاق اوسلو اسحاق رابين”.

وخلص فحص الى القول انه ” بتنا اليوم نخشى من عودة الصراع الى ارض الجنوب بين فصائل تابعه لايران وبين اسرائيل، حتى لو ان خلافنا مع ايران لا يرتقي الى مرتبة العداء مع اسرائيل”.

السابق
نصرالله يُهدد نتنياهو: انتظر من مقاومتنا المفاجآت!
التالي
ورقة لبنانية هامة حول النزوح السوري الى بروكسل.. ما مضمونها؟