لا يمكن وصف الصور العملاقة والمتوسطة الحجم التي تنتشر في العديد من المناطق للمسؤولَين الايرانيين الراحلَين، الرئيس ابراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين امير عبد اللهيان، انها تعكس اسلوبا ينم عن تقدير واحترام، إنما تكريس النزوع المستمر الى تضخيم الهوية الايرانية، لدى المبالغين في نشر الصور الايرانية في شخوصها، وفي الاسلوب والنمط الذي لا يمت الى الهوية اللبنانية بصلة. ومن الطبيعي ان انتشار هذه الصور العملاقة، هو مستفز للعديد من المواطنين اللبنانيين، اسوة بتلك الصورة التي انتشرت على وسائل التواصل، والتي جمعت مسؤول وحدة الارتباط في “حزب الله” وفيق صفا، وحوله عدد من ضباط قوى الامن الداخلي، في مشهد يظهر هشاشة الدولة امام اعتداد الدويلة.
لأي انسان سويّ ناظر الى الصورة، لن يصدق ان ضباط الامن الداخلي الواقفين بشيء من البهجة مع انحناءة تظهر مدى حبورهم، بلقاء يجمعهم بمسؤول امني في حزب غير رسمي، لا يبرره الا ان يكون الواقف بديلاً من صفا، اما وزير الداخلية أو المدير العام لقوى الأمن الداخلي.
من صورة صفا المخلّة بهيبة الأمن الدولتي، الى صور منتشرة لقادة ايرانيين قتلوا في حادث طائرة تتكاثر دون مبرر، ما هي الا تأكيد ايرانية من بالغ في نشرها، او تعبير عن عقدة نقص لبناني، تجاه انتماء ايراني مشتهى، ويبدو ازاء ذلك كله، ان الوطنية اللبنانية صارت تهمة ونقيصة، لا يجوز الاقتراب منها، او جعلها معيارا لقياس انتماء من يحكم لبنان.
الوطنية اللبنانية صارت تهمة ونقيصة، لا يجوز الاقتراب منها