لقاء «جنوبية»: لبنان الى متى؟.. حرب غزة وتساؤلات مشروعة حول المستقبل والدور والمخاطر

يتخبط لبنان، في أزمات مزمنة، الى جانب تحديات كثيرة فاقمتها الحرب الدائرة على جبهة الجنوب منذ قرابة 8 اشهر، مع تنامي المخاطر التي تعصف بما تبقى من دولة" بلا رأس"، تم سلب قرارها وأُدخلت الى قلب معركة أرادها "حزب الله" خدمة لأجندته المعروفة، ما جعل البلاد كما الشعب امام مجهول يتحكم ببوصلته "صاحب السلطة" الذي يديرها في قلب فراغ المؤسسات، لتبقى الأجوبة التي تلي علامات الاستفهام حول المسار والمصير في عهدة من يمسكون بدفة القرار تحت صوت النيران.

“لبنان الى متى؟ المستقبل والدور والمخاطر؟ لبنان الكبير… الحياد.. الفدرالية”، وغيرها من التساؤلات تم طرحها خلال لقاء حواري أقيم في مكتب” جنوبية” عكس “مرآة” الواقع الحالي بكل تفاصيله، وقدّم اللفاء رئيس تحرير الموقع علي الأمين، وتحدث فيه الدكتور حارث سليمان والدكتور وجيه قانصو، كما تخلله تقديم دراسة علمية للدكتور مرتضى الأمين حول ما يوحّد المجتمع اللبناني وما الذي يقسمه بناء على استطلاعات رأي، وحضرها، الوزير السابق ابراهيم شمس الدين، الصحافي يوسف مرتضى، الدكتور علي خليفة، الدكتورة سيلفا بلوط، الصحافي مجيد مطر، الدكتور بلال علامة، علي اشمر، داوود فرج، روبير كنعان، مروان هندي، هادي الأسعد، الشيخ حسن حمادة العاملي، تاتدي ابو رجيلي، ساندرا نجم، زين الامين، نبيل البقيلي،عباس هدلى، علي جوني وشخصيات.

علي الأمين

استهل اللقاء بترحيب من الأمين الذي لفت الى ان “اللقاء يهدف الى النقاش في قضايا مطروحة وعناوين تشكل محور جدال في ظل سؤال محوري وهو: لبنان الى أين والى متى؟ ، الى جانب مسألة الحياد والفدرالية ودولة لبنان الكبير واتفاق الطائف، على وقع استعادة المنظومة الحاكمة حيويتها واعادة الامساك بمفاصل السلطة الى حد ما، في ظل الترهل الحاصل في صفوف المعارضة والمجتمع المدني”.

علي الامين: نحن اليوم امام المزيد من التراجع والانحدار

ولفت الى أنه ” كان هناك في 14 آذار محاولة بعد اخراج الجيش السوري للوصول الى صعود وطني وتحالف طوائف تحت مظلة السيادة وهو مشروع نجح ثم عاد وفشل لاسباب اما تتعلق ببنيته، واما بالادوار التي قام بها حزب الله بشكل اساسي الذي خاض معركة مواجهة مع قوى 14 آذار”، كما اشار الى “انه شهدنا في 17 تشرين انتفاضة لبنانية اضافت للمشهد السابق المتصل بالسيادة بعداً له علاقة بالاصلاح وبالدولة المدنية و المواطنية وقضايا بدت كأنها مغيبة في 14 آذار”، موضحاً “اننا اليوم امام المزيد من التراجع والانحدار وهو ما يدفعنا الى السؤال: اى متى والى أين وما هي الاسباب؟”.

مرتضى الأمين

مرتضى الأمين: الثقة بمؤسسات الدولة عند طرفي المجتمع اللبناني المعارض والموالي كانت متدنية جداً

مرتكزاً على دراسة علمية قائمة على استطلاعات رأي، قدم الدكتور مرتضى الأمين قراءة حول ما الذي يوحد المجتمع اللبناني وما الذي يقسمه ربطاً بالتماسك الاجتماعي والعلاقة مع النظام والدولة والقانون، فاشار الى أن النتائج جاءت بناء على دراستين، الأولى في نيسان 2020 بعد 4 اشهر على انطلاق انتفاضى 17 تشرين، والثانية ما بعد الانتخابات النيابية في 2022، نظراً لدلالة المرحلتين، الأولى لوجود حماسة لدى المواطنين للتغيير ووجود مجموعات تأمل في النتفاض، والثانية لتراجع تلك الحماسة على الأرض مع غياب التظاهرات والتعويل على التغيير عبر الانتخابات”.

مرتضى الامين: أبدى المؤيدون للاحزاب استعدادا لاستخدام السلاح لاهداف سياسية وهم اقل استعدادا للهجرة على عكس المعارضين

وقال:”اكتشفنا في تلك المرحلة وجود انقسام في البلد عكسه وجود مجموعتين، الأولى معارضة لكل الحزاب في لبنان، والثانية مؤيدة للمحازبين، وقارنا بينهما على اساس مؤشرات لها علاقة بالتماسك الاجتماعي اي الجامع بينهم ومدى الثقة وما الذي يفرقهم، وأخرى علاقتهم مع الدولة والنظام والمؤسسات”.

وشدد على أن النتائج “أظهرت وجود انقسام واختلافات سياسية من ناحية التأييد للنظام الطائفي في لبنان والمحاصصة، كون المجموعة المعارضة للاحزاب تؤيد نظاما مدنيا وترفض المحاصصة، كما ان هناك اختلافا حول الانتماء الطائفي بجزئه السياسي، اي اعتقاد الشخص بأن طائفته تستحق التمثيل بشكل أكبر في المجلس النيابي وغيره”، لافتاً الى “أن هناك تفاوتا في موضوع الثقة الاجتماعية بين المجموعتين، فالمعارضون كانوا اقل ثقة بالمجتمع او بالمواطنين الآخرين من المحازبين الذين كانوا اكثر ثقة وأيضاً اظهروا استعداداً اكبر للمشاركة في الانتخابات، كما اظهر هؤلاء ثقة اكبر بالنظام والمؤسسات الامنية والقضاء من المعارضين، وبشكل عام الثقة بمؤسسات الدولة عند طرفي المجتمع اللبناني المعارض والموالي كانت متدنية جداً مع وجود اختلاف بينهما”.
ووفق الدراسة، اوضح د. الأمين “لقد أبدى المؤيدون للاحزاب استعدادا لاستخدام السلاح لاهداف سياسية وهم اقل استعدادا للهجرة على عكس المعارضين”، اما بما يخص “الجامع بين الطرفين فكان الانتماء القوي للبنان والنقمة على السياسات الاقتصادية التي ادت الى التدهور المعيشي، وان كان يوجود تباين من حيث تحميل المسؤولية”.

حارث سليمان

حارث سليمان: نحن امام قضية مفككة

انطلاقاً من سؤال “هل هناك قضية لبنانية؟”، عرض الدكتور حارث سليمان رؤيته لما يحصل في لبنان فاعتبر أن ” الفدرالية هي خطوة اولى نحو التقسيم لكنها لا تحل أي قضية من القضايا الخلافية، فيما التقسيم يحل الأزمة في لبنان، وهناك من يقول ان الطائف انتهى وفريق يعتبر انه الاساس كونه يضمن العيش المشترك وتوزيع السلطات ودستورا يجب تطبيقه على الرغم من الخلل الذي فيه الممكن تعديله، فيما البعض يرى ان النظام اللبناني هو نظام طائفي فأزمته منه وفيه وموته طبيعي ولا حل الا بالعلمانية، وهناك فئة تعتبر ان لبنان ساحة وعمليا يوجد قضية كبيرة في المنطقة اسمها القضية الفلسطينية او قضية ايران اذ يوجد من يعتبر ان فلسطين هي ايران وبالتالي هي الاساس، وهناك من يرى ان القضية هي قضية استعادة الاموال المنهوبة، اذ هناك 38 مليار دولار اصبحوا “لولار” وتم اخراجهم من البلد، واي حلّ لا يكون قبل اعادة الودائع “.

حارث سليمان: الثنائية الشيعية تدير البلد بواسطة ادوات غير دستورية و لبنان بالنسبة للحزب ليس وطناً بل هو ساحة ومتراس

ولفت الى “أنه يوجد جانب اقتصادي له علاقة بالودائع، وجانب آخر يكمن بأنه لا يوجد دولة وهناك بعض الناس قضيتهم انتخاب رئيس جمهورية على اعتبار ان تغييبه انتقاص من حقوق المسيحيين، وهناك قضية ان الحكومة مستقيلة وتصبح بالتالي عاجزة والطائفة السنية مغبونة”، وقال:” الى جانب كل ذلك نواب التغيير اخترعوا قضايا من نوع التسلية، وبالتالي نحن امام ليس فقط دولة مفككة ومعارضة مفككة ومجتمع مفكك وثقافة مفككة، بل نحن امام قضية مفككة اذ لا يوجد قضية واحدة وكتلة واحدة تناضل وتقاتل وتحقق ميزان قوى للتغيير”.
أضاف:”ازاء هذا الوضع، فإن “القوات اللبنانية” بوصفها أكبر كتلة مسيحية اولويتها اصبحت الدفاع عن حقوق المسيحيين، أما العونيون الكتلة ثانيا فيريدون المشاركة والتمثيل، أما الثنائية الشيعية فتدير البلد بواسطة ادوات غير دستورية و”حزب الله” تحديداً يدير البلد كساحة صراع، فلبنان بالنسبة للحزب ليس وطناً بل هو ساحة ومتراس غير آبه بالدستور والقانون وتمايز السلطات وتعاونها، وهو ما ظهر خلال المبادرة الفرنسية التي لم تقدم للحكومة او وزير الخارجية بل الى الرئيس نبيه بري ليس بصفته رئيساً لمجلس النواب بل باعتباره ممثلاً لحزب الله، ويرد عليها برسالة رسمية دون المرور بالحكومة او وزير الخارجية”.
وقال سليمان:” الدول لا تتعامل معنا على أننا وطن بل متراس يهدد امن اسرائيل، وطالما الغرب مهتم بأمن اسرائيل فهو يفاوض من يديرها وهو الحزب، كما يتم التعامل معنا على اننا مخيم نازحين وكي يتم منع النزوح السوري بالتوجه الى اوروبا”.

وسأل:” في ظل كل ذلك ما هي القضية التي يمكن ان نبدأ بها من اجل اعادة بناء وطن ودولة والاحتكام الى الدستور وانتظام مؤسسات الدولة والقانون والى آخره؟”. اجاب سليمان:”نحن بحاجة الى أن نرفع قضية واحدة هي العودة الى دولة فؤاد شهاب كونها تشكل الحد الادنى من الدولة المرتجاة”.
أضاف:” باتت الآن مراكز الدولة الاساسية موزعة حصصاً على الأحزاب، لذلك العودة الى دولة فؤاد شهاب هي العودة الى الانتظام والدستور وعودة الدولة الى خارج سيطرة اكلة الجبنة الذين تحولوا الى سفاحين دماء”.
وتابع:” الدولة هي التي تنجينا ونحتاج إلى إعادة بناء الدولة مقابل الوضع الذي وصلنا إليه اليوم”.
واكد سليمان أن ” الفردانية بالسياسة مدمرة ومن يريد التغيير يجب عليه تكوين كتلة وازنة قادرة على المواجهة والقيام بنقلة نوعية، وهو ما يفتقر المنادين بالتغيير اليه اليوم”، وقال:” السياسة قضية وليست هوية وهذا هو الاساس للامساك بطرف الخيط للوصول الى نتيجة”.

د. وجيه قانصو

وجيه قانصو: اللاعب الايراني لاعباً اصيلاً في لبنان

لم يمرّ لبنان بتاريخه بأسوأ ما يمرّ به الآن، بحسب ما اوضح الكتور وجيه قانصو الذي اعتبر في كلمته أنه “يجب أن نميز بين ما نرغب به وبين ما هو عليه الواقع”، وقال: لعل السؤال المركزي ان هذا الواقع ما مشكلته؟
وشدد على أن ” هناك مدخلان للتغيير، الأول هو التغيير على الصعيد السياسي بعد ان فشلت السلطة واحزابها، وتحولت الى شبكة مصالح ومحاصصة، وبقيت بذهنية وبنية الحروب على الرغم من انها جددت نفسها، لذلك فإن الواقع السياسي معطوب وهو مصدر المشكلة الحالية”.
وقال:”المحرك الثاني للتغيير هو على صعيد المجتمع، والكلام عن أن لبنان نشأ نظاماً طائفياً والتكوين الطائفي ممتد تاريخياً وأصيلاً، هذا المنطق حوّل المجتمع الى جماعات، كما ان وقوف الهوية الطائفية بين المجتمع والفرد أوصلنا الى ما نحن اليه اذ تكون شبكة المصالح الطائفية هي الوسيط بين الدولة والفرد”.
ولفت قانصو الى “ان كل التراكمات ادت الى جعل الحياة السياسية حياة صراع على المصالح، في حين يفترض ان تكون حياة تنافس”.
وقال:” اتفاق الطائف هو فرصة، وتجربة فؤاد شهاب تجربة سياسية، ولكن النظام بذاته كان يحمل تناقضات كثيرة بداخله”، معتبراً “ان اتفاق الطائف شكل مدخلاً لخروج لبنان من ازمته ولكن مشهد الازدهار وغيره، لم يكن مشهداً حقيقياً لأن الطائف دخل في طور المعلن المباشر للوصاية السورية، ثم تم تعطيله واعطاب الكثير من بنوده، وكل ما كان يحصل من تطور سياسي واقتصادي لم يكن حقيقاً فالوصاية خلقت حالة من التبعية السياسية وولدت حالة من القصور وكل شيئ كان يقرر في سوريا”.

واشار قانصو الى ان” بعد الطائف شهد لبنان تحولات خطيرة، واتفاق الدوحة شكل الدستور الأول الرسمي البديل كونه اول اتفاق يقر بموازين قوى الامر الواقع رسخها واعطاها مشروعية، ولعل اخطر بندٍ فيه هو بند ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وهو ترسيخ لامر واقع بمبادئ جديدة”.
واوضح “أن حزب الله يتعامل في هذه المرحلة بصفته قوة الامر الواقع التي ليست بحاجة الى حليف وبالتحديد حليف مسيحي لانتخاب رئيس للجمهورية او غيره “، واكد ان “جبهة الاسناد والدعم لغزة لها دلالات داخلية بأن مقتضيات الحرب والسلم ليست بطرف الدولة بدليل أن الدول تفاوض قوة الامر الواقع، وفي الوقت الذي كان حزب الله يبحث عن غطاء مشروعية داخلية اما بحليف مسيحي او بثلاثية جيش وشعب ومقاومة، نجح اخيرا بانتزاع اعتراف دولي والدول الآن تفاوض الحزب الذي لم يعد بحاجة الثلاثية”.

وجيه قانصو: اتفاق الدوحة يقرّ بموازين قوى الامر الواقع ولعل اخطر بند فيه هو بند ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة

واعتبر قانصو “أن اللاعب الايراني لاعباً اصيلاً في لبنان واللاعب الند لأميركا وهو واضح جنوباً، أما الحضور العربي سياسياً فانه تراجع، فيما انتزع حزب الله الاعتراف الدولي بدوره من خلال مفاوضته باعتباره الممسك بقرار السلم والحرب”.
وشدد على “أن لبنان فكرة تستحق ان نعمل من اجلها، ولكن شروط امكانية تحقيقها مفقودة، وفي لحظة الانتظار الذي نعيشه الآن علينا ان نعمل لبلورتها”، مشيراً ال “أن لبنان بواقعه القائم استُهلك ويبحث عن رؤية جديدة ودم جديد”.

نقاش يحاكي الواقع المأزوم.. وتداعياته

المداخلتان شكلتا محور نقاش بين المتحدثين والحضور، غاصوا فيه بتداعيات الوضع الحالي محلياً وخارجياً على لبنان، وسبل الولوج نحو سيادة الدولة واعادة بنائها واستعادتها لقرارها وانتظام مؤسساتها.
اعتبر هادي الأسعد ان “كل ما يحصل سببه غياب الحوكمة، واذا كان من شعار يجب طرحه ليجمع اللبنانيين ولبناء البلد فهو فعلاً معركة اقرار الحوكمة على كل المستويات”.
من جهته، رأى الصحافي يوسف مرتضى “أن الدولة تقوم على اساس ارض محددة وشعب ونظام، وكل مخلفات سايكس بيكو لا تتوفر في هذه الاسس للنظام اللبناني”،وتطرق الى “الجبهة الوطنية الاشتراكية وتداعيات مشروع التمديد للرئيس كميل شمعون عام 1958 والخلل الذي نتج في البلاد حيث لا تزال فكرة السلطة طاغية على فكرة الدولة ، وعرض ايضا لعهد فؤاد شهاب وما حصل خلال الحرب، كما “أن اتفاق الطائف جاء بفعل ميزان القوى وهو لم يطبق”.

وأضاف”: بعد الحرب الاهلية، بات لبنان يدار عبر الوصاية السورية، وبعد رحيل سوريا المشكلة لم تكن فقط في “حزب الله”، بل ايضا في مكونات 14 آذار الذين قاموا بتعويمه، ودخلوا في المحاصصة وساهموا في ترسيخ سلطته، اما اتفاق الدوحة فخطورته تكمن في انه موّت الدولة، اما 17 تشرين فقد أتت لتعويض خيانة 14 آذار للشارع وهي ثورة شعبية وليست منظمة، وعلى الرغم من الملاحظات حول اداء التغييريين، الا أن ما حققوه يسجل لهم، والحل بانشاء الكتلة التاريخية، تحت شعار الدولة ولبننة الهوية والتنظيم”.
أما الصحافي مجيد مطر، فاعتبر أن مسألة الاختلافات والانقسامات، كانت موجودة في كل الدول وليس فقط في لبنان، والديمقراطية وجدت لتنظيمها، الفارق هو ان بقية الدول تحتكم للمؤسسات في حل المشاكل، على خلاف ما يحصل في لبنان، حيث وصلنا الى ان “حزب الله” بات هو من يقرر الحرب والسلم وليس الحكومة، شهدنا ايضا خفة في تطبيق الطائف”.
واشار د. داوود فرج الى “أن حزب الله هيمن على كل شيئ، واستخدم ادواته من اجل التفرقة واستلم السلطة، وعندا تضيع اي قضية يعني ان الخوف هو المسيطر، وعقب ثورة 17 تشرين تمت التسوية بتفويض حزب الله حماية السلطة وهو ما حصل”.
وأكد الدكتور علي خليفة “أن المواطنة موجودة، ولكن في المسألة الشيعية حصل تضارباً مع متطلبت الهوية الوطنية اللبنانية، وممارسات الثنائي وبالتحديد في الحريات، اذ تجاوزت الحرية الموجودة في الدستور”، وسأل عن “سبب تراجع العرب بالاهتمام باللبنانيين في هذه المرحلة”.

وفي تعليق على تساؤلات الحضور، اعتبر الدكتور حارث سليمان “أنه لا سبيل لحل الاستعصاء الوطني الا بقيام الدولة في لبنان الذي يعيقها الاستعصاء الشيعي، والحلّ بتغيير موازين القوى داخل الطائفة الشيعية “، ولفت الى “ان الشراكة مع الثنائي غير ممكنة لبنانيا، ونحن كشيعة احرار واجبنا العمل كوجهة نظر ثالثة، تطل وطنيا على كل مكونات البلد، كما انه يوجد في قلب الدولة مفاتيح سلطوية لا يجوز ان تكون حزبية، والسلطة في لبنان تم تسليمها للثنائي، وبات المواطن الشيعي تحت الأسر، اذ ان الثنائي يحكم والمشكلة في مواجهتهما، تكمن في اطار موازين القوى كما ان مواجهة المشروع الايراني تكون بمشروع عربي حقيقي”.
وأكد الشبخ حسن حمادة العاملي “أن المساوئ التي تحل فينا هي نتيجة اتفاق الطائف الذي جاء بامراء الطوائف الى قلب المؤسسات الى جانب وجود الوصاية السورية التي تحكمت بكل شيئ، كما ان المشكلة تكمن بسوء فهم ثقافة الانتماء، ونحن بحاجة الى مشروع وطني واضح وصادق”.
وشدد الدكتور بلال علامة “أن مرحلة جمهورية فؤاد شهاب هي من اهم حقبات التاريخ اللبناني، وان الدساتير والقوانين تم وضعها في مراحل معينة ويجب تعديلها بما يتناسب مع تطورات كل مرحلة”، واستذكر “الراحل العلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين ودوره في نبذ الطائفية”، لافتاً الى أن “السياسيين خلقوا قضايا منفصلة لكل فئة وخسرتا القضية الاساس اي الدولة”.
وفي تعقيبه على ما تمت مناقشته، اعتبر الدكتور وجيه قانصو “أنه يوجد 3 مستويات في السياسة هي : معطى الامر الواقع، قواعد اللعبة والذهنيات. كما ان الديمقراطية هي نمط سلوك وثقافة وينبثق منها النظام السياسي”، ورأى “أن سبب الانكفاء العربي يكمن في عدم وجود مشروع يتماشى مع تحولات العالم، وباتت اولويات الدول العربية الكبرى وطنية،وتراجعت درجة اولوية لبنان بفعل الفشل الذي حصل على مدى السنوات الماضية لبنانيا، ما دفعهم الى اعادة النظر تجاه لبنان بسبب تغير موازين القوى لصالح نظم تعادي الدول العربية”.

السابق
بشأن قضية التحرش في كفرشيما.. بيانٌ من وزارة التربية!
التالي
من رئيسي الى صفا.. لبنان على «صورة» إيران ومثالها!