«مؤامرة» سقوط مروحية رئيسي.. وعجز النظام الايراني

ثمة قطبة مخفية، وشيء اكثر من الريبة التي رافقت سقوط المروحية التي كان يستقلها الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له، والذي ضم بالاضافة اليه وزير الخارجية الايراني حسين عبداللهيان، ومحافظ اذربيجان الشرقية واخرين، وهذا إن دل على شيء، يدل على عقم وعجز النظام الايراني، عن حماية اركان قياداته وكبار مسؤوليه.

تبريرات النظام الايراني لحادثة السقوط غير مقنعة على مختلف الصعد


الشيء اللافت في الامر، ان تبريرات النظام الايراني لحادثة السقوط غير مقنعة، على مختلف الصعد، كما ان الاخبار المتداولة والمتضاربة، والصادرة عن مراجع رسمية إيرانية، تشي بشيءٍ من المؤامرات، التي تُحاك عادة في الانظمة الشمولية، اثناء التحضير لانقلابٍ ما في عملية فقدان الاتصال، او الهبوط الاضطراري الفاشل، او السقوط في مكان وعِر جداً.
وفق المعلومات والصادرة عن مصادر رسمية إيرانية بأن المنطقة التي سقطت فيها المروحية وعرة جداً ومناخها قاسٍ، وهي من المناطق التي تتميز بمناخ مضطرب وعلى مر الفصول، تبرز التساؤلات :
اولاً، لماذا إختيار مسار المروحية تلك الوجهة طالما معروفة بمناخ مضطرب؟
ثانياً، لماذا مروحية الرئيس سقطت بينما المروحيتين المرافقتين، نجحتا في الوصول الى تبريز دون اي عطل او مشاكل تقنية؟
هذان السؤالان يشيان، بأن ثمة شيءٌ من عمل تخريبي او تآمري، قد تم التخطيط له بمكانٍ ما بهدوء وروية، وقد وصل بالامر الى المبتغى المرجو منه وهو إزاحة رئيسي من المشهد السياسي الايراني.

ثمة شيءٌ من عمل تخريبي او تآمري قد تم التخطيط له بمكانٍ ما بهدوء وروية


والامر الملفت ايضاً، ان مروحية الرئاسة يجب ان تكون مزودة باجهزة انذار وراردار حول الطقس، وكل الامور المحيطة بمسار الرحلة، إلا إذا كان المطلوب التخلص من الرئيس، والامر الاخر ايضاً ان فور سقوط المروحية او نظرية الهبوط الاضطراري، التي اشار اليها الاعلام الايراني، فيجب على قائد الطائرة ان يشغل اجهزة الانذار، او إرسال رسالة استغاثة وما الى ذلك.
واخيراً، عادة ما يستعمل رؤساء الدول او قياداتها العليا، اجهزة هاتف تعمل بالاقمار الصناعية، وهي مجهزة للعمل بمختلف الظروف المناخية، وفي كل المواقع، ونظرية انقطاع الاتصال بالمروحية او مع طاقمها وركابها، امر فيه اكثر من الريبة يصل الى حد المؤامرة، في عدم وجود هكذا جهاز مع الرئيس الايراني المفقود، والذي اعلن الاعلام الايراني عن مقتله مع مرافقيه جميعاً.
وهنا يأخذ الامر الى وجود احد إحتمالين لا ثالث لهما:
أن سقوط المروحية ناتج عن مؤامرة داخلية، تفوح فيها بعض روائح الخلاف بين اجنحة النظام، الهادفة الى التخلص من رئيسي، وإزاحته من درب وراثة المرشد، والذي يُعاني من امراض وقد تسيء حالته في اية لحظة.

سقوط المروحية ناتج عن مؤامرة داخلية تفوح فيها بعض روائح الخلاف بين اجنحة النظام


او الإحتمال الثاني، ان سقوط المروحية ناتج عن عملٍ تخريبي من خارج دائرة النظام، وبذلك يكون النظام الايراني، هو مخترق امنياً واستخباراتياً، وفي ذلك ازمة ومأزق للحكم الايراني، ومن استطاع الوصول اليوم الى الرئيس، قد يستطيع الوصول غداً للمرشد، وبقية القيادات السياسية او العسكرية، وهذا امر في غاية الخطورة، خصوصاً ان إيران مرت في احداثٍ كثيرة وغامضة، وتبين ان الكيان الصهيوني يقف خلفها، من سرقة الارشيف النووي الايراني، الى اغتيال ابوالمشروع النووي الايراني، وغيرها من حوادث التفجير الغامضة، التي تعرضت لها بعض المراكز النووية الايرانية.

الإحتمال الثاني ان سقوط المروحية ناتج عن عملٍ تخريبي من خارج دائرة النظام وبذلك يكون النظام الايراني، هو مخترق


في كل ذلك يتبين ان النظام غير القادر على حماية قياداته، فهو آيل للسقوط حتماً.. وإن تأخر الوقت بعض الشيء.

السابق
بعدسة جنوبية: بعد الخطة الامنية.. زحمة في النافعة لفك حجز الدراجات!
التالي
إنتكاسة جديدة لخامنئي بالـ«موت الغامض» لرئيسي وعبد اللهيان..ولا صوت فوق صوت المعركة جنوباً!