مع كل يوم إضافي، من الحرب المصغرة على جبهة الجنوب، ترجح كفة التصعيد العسكري وإنفلاته إلى حدود، بات يصعب لملمتها من جهة، وإستيعاب نتائجها من جهة أخرى، بغعل إمعان العدو الإسرائيلي، في أعمال الإغتيال والتدمير والتهجير ومطاردة الفرق الإسعافية، وصولاً إلى الضغوط الإقتصادية والحياتية، على النازحين والمقيمين.
ما أفصح عنه مساء اليوم، وزير دفاع جيش العدو يواف غالانت، الإنتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم وملاحقة عناصر “حزب الله” و”أمل” في بعلبك وصور والنبطية وبيروت وكل لبنان وسوريا، قد بدأت إسرائيل تنفيذه بشكل ممنهج، من حلب في سوريا، حيث شنت أوسع هجوم جوي منذ سنوات، إستشهد فيه العشرات، من بينهم ستة عناصر من “حزب الله”، ثم إغتيالها بعد ساعات بطائرة مسيرة، علي عبد الحسين نعيم 50 عاماً على طريق وادي جيلو – البازورية، والذي وصفته إسرائيل بأنه نائب مسؤول وحدة الصواريخ في “حزب الله”، وانه خبير في هذا المجال، فيما نعاه حزب الله، شهيداً على طريق القدس، دون أن يلحظ أي صفة أو رتبة عسكرية للشهيد نعيم، الذي يتحدر من قرية سلعا، في منطقة صور .
هذا الحجم من العمليات العسكرية للعدو الإسرائيلي، وما سبقه من قتل ستة عشرة شاباً بينهم تسعة مسعين، في غضون أقل من 24 ساعة، في وقت تأتي ردود “حزب الله” ضمن الخطوط الحمر، التي من شأنها فتح شهية إسرائيل، على المزيد من الدماء وأعمال التدمير، لترويع أبناء المدن والقرى الجنوبية، والضغط عليهم للنزوح قسراً.
“حزب الله”، الذي أطلق عملية الإسناد والدعم لغزة، يقول انه يُكثر في الآونة الاخيرة من إستخدام صواريخ بركان، ومنها عدد من الصواريخ أطلقت امس على مستوطنتي شلومي وغورن، ولا يُعرف مستوى الرد على المجازر والقفزات الإسرائيلية على بعلبك وسوريا.
وكان الحزب، رد على إعتداءات اليوم، بقصف ثكنة زبدين وجل العلام بصواريخ فلق، وإستهداف قلعة هونين وحدب يارون بالاسلحة المناسبة، في حين نفذ الطيران الإسرائيلي سلسلة من الغارات على وادي شبعا.