
يعد ابناء البلدات والقرى الجنوبية، لا سيما الحدودية منها، الساعات المتبقية لانتهاء مفاعيل الهدنة، التي يفترض ان تنتهي عند السابعة من صباح الغد ( الثلاثاء ) في ظل حديث متواتر عن تمديدها ، بحيث ينتظر هؤلاء ما ستؤول اليه المداولات السياسية .
وعلى وقع ساعات الانتظار، حسمت غالبية العائلات في البلدات والقرى ، على إمتداد الجبهة الجنوبية، انطلاقا من الناقورة وحتى كفرشوبا وشبعا مرورا بعيتا الشعب وراميا والضهيرة ويارين ويارون وعيترون وبليدا ، امر العودة الى اماكن نزوحها ، في مراكز الايواء في مدينة صور والمنازل والبيوت ، التي قدمت لهم مجانا، كذلك المنازل الستأجرة ، قبل حلول ساعات الليل ، من باب الطمأنينة من جهة ، والاحتفاظ بمراكز ايوائهم من جهة ثانية .

وكانت آلاف العائلات النازحة، قد عادت الى بلداتها ، خلال ايام الهدنة، التي بدا سريانها الخميس الماضي، إذ قامت خلالها هذه العائلات بتفقد منازلها وقطاف ما تبقى من زيتون واحياء ذكرى الشهداء ، الذين سقطوا خلال فترة الحرب بين حزب الله والاحتلال الاسرائيلي، من بينهم ٨٥ شهيدا لحزب الله غالبيتهم من الجنوب والباقون من البقاع، الى جانب ثلاثة صحافيين واحد عشرة مدنيا وشهداء فلسطينيين من حركتي “حماس” و”الجهاد الاسلامي” بينهم تركيين ولبنانيين .

وإبان ايام الهدنة الاربعة، عملت فرق من مجلس الجنوب ومؤسسة جهاد البناء التابعة ل”حزب الله”، الذي بدا بدفع تعويضات وفق ما اعلن نائب الحزب حسن فضل الله خلال حفل تأبيني لاحد الشهداء في عيتا الشعب .
ويقول حسين س. من عيترون الواقعة بمحاذاة الحدود الفلسطينية، ل”جنوبية”، “ان غالبية الاهالي، الذين عادوا الى منازلهم ، قد وضبوا أغراضهم وعادوا الى اماكن نزوحهم في مناطق صور والنبطية، الى حين اتضاح الامور المتعلقة باستمرار الهدنة او عدمها”.

ولفت مختار الضهيرة فادي سويد ل”جنوبية”، ان معظم الاهال ، كانوا في بيوتهم ، حتى ساعات ما قبل الظهر، وان عدد البيوت المتضررة باحجام مختلفة قارب المئة منزل ، وهناك الكثير من المنازل غير صالحة للسكن بسبب حجم الدمار والحريق”، مشيرا الى “قيام فرق مجلس الجنوب بمسح الاضرار وايضا فرق من جهاد البناء”.
أما في بلدة عيتا الشعب، التي كانت عرضة لاعتداءات اسرائيلية واسعة وسقط عدد من شبابها في المواجهات، سجل فيها احصاء اكثر من عشرة منازل دمرت بشكل كامل او جزئي، اضافة الى العشرات من المنازل الاخرى والممتلكات.
