سهى حفيدة الفيلسوف ميخائيل نعيمة.. ذكرياتها مع «جدّو ميشا» حكاية عمرها الذهبي!

تفاخر سهى نعيمه بالقول
“عشت أجمل أوّل عشرين سنة من عمري بجانبه (ميخائيل نعيمة) التي كانت آخر عشرين من عمره.
إنها قريبة المفكر والفيلسوف الكبير السيدة سهى “نعيمه” (ابنة أخيه مي ، تحمل اسم سهى فوزي حداد وتنادى دائماً بـ”سهى نعيمه” نظراً لأنها تربت على يدي وفكر “جدو ميشا” عشرين سنة).
قريبة الراحل الكبير تربت في كنفه وعلى أفكاره ومبادئه وأخلاقه ونورانيته،حسب قولها، في منزله بالزلقا، شمال بيروت.
وتضيف سهى وتقول: “حتى ما بعد رحيل جدي الفيلسوف الكبير، بقيَت مع والدتي في منزلها ’الزلقاوي ،(منزل الميماسونا ميخائيل، ميّ، سهى، نعيمه).
تحمل سهى الكثير من خصال “جدّها” بل “أبيها الروحي” ميخائيل نعيمه وتقول:”تتلْمذت على توجّهاته وإيمانه وفلسفته لتزداد أفكاري نوراً وعلْماً وأخلاقاً..أشعر دائماً بأنني أسعد امرأة كلما فتحت نافذة خيالي على تاريخ وثقافة وفلسفة جدي الكبير”.
عاشت سهى “أول عشرين سنة من عمرها في “حضن جدها” وترعرعت “بقربه وعلى محبّته وعلى كتبه وتضحياته ومحبته”. وتردد سهى وتقول :”كانت تلك العشرون سنة آخر عشرين سنة من حياة نعيمه قبل أن ينتقل إلى الحياة الأبدية”.
تضيف السيَدة سهى وتقول: صحيح أني ابنة فوزي حداد ولكن أعرّف عن نفسي بـ”سهى نعيمه” لأني تربيت في منزل وتضحيات وثقافة ميخائيل نعيمه وميّ نجيب نعيمه، أمّي، التي هي ابنة أخيه والتي كان “جدو ميشا” يلقّبها “ملاكي الحارس” لكثرة اهتمامها به ومحبّتها وتفانيها من أجله وهذا مذكور في أكثر من كتاب لنعيمه كسيرته الذاتيّة “سبعون” وكتاب “نجوى الغروب” وغيرها. وكانت ميّ تنادي عمّها ميخائيل تحبّباً “أنكولتي” من “آنكل Uncle” (عمّي).
وتشرح سهى وتقول، زملاء نعيمه أثناء دراسته في روسيا كانوا يطلقون عليه اسم ’ميشا’ وهكذا أيضاً كان ينادي الراحل الكبير جبران خليل جبران صديقه القريب “ميشا”.
أما نشأة سهى فكانت حسب قولها: “ولدْت في بيت ميخائيل نعيمه وأهلي هم (أمي ميّ وجدّو ميشا) أمّا أبي فكنت أراه من فترة لأخرى على مدى سنوات أثناء عطلات الصيف في بسكنتا خلال مرحلة الطفولة والمراهقة، وبعدها قمت بزيارات متفرّقة على مدى السنة. انفصل والداي عن بعضهما حين كنت لا أزال في رحم أمّي وحصل طلاق في السنوات اللاحقة بالرغم من كونهما أقرباء الدم، فأبي هو أبن خال أمّي وأبي ابن عمّتها”.


ومنزل/متحف ميخائيل نعيمه من الزلقا إلى المطيلب،بعهدة سهى.
(صورة أخرى لحياتها)
آخر عشرين سنة من عمر ميخائيل نعيمه، هي أول 20 سنة من عمري في الزلقا مع أمّي و”جدّو ميشا” حتى عام 1988،تقول سهى، “بعد رحيل جدّو ميشا، بقيت مع أمّي في منزلنا في الزلقا حتى عام 2014 سنة رحيل والدتي … وبقيت وحدي فيه حتى عام 2018 إذ اضطررت لترك المنزل في الزلقا لأن صاحب المبنى رفض بيعي المنزل فانتقلت منه إلى المطيلب في كانون الأول / ديسمبر 2018 لأنني كنت مضطرة لأن أشتري بيتاً يكون متحفاً لكل مقتنيات وآثار ميخائيل نعيمه خلال تلك الفترة من حياة نعيمه، من عمر الثمانين حتى عمر التاسعة والتسعين وأربعة أشهر”.
أضافت:عشت في البيت/المتحف في المطيْلب حيث كان وما زال عبارة عن متحف ميخائيل نعيمه وفيه مخطوطات وصور ووثائق آخر عشرين سنة من حياة ميخائيل نعيمة في الزلقا وعائلة (“الميماسونا” ميخائيل، ميّ، سهى، نعيمه).
وبين تلك المقتنيات ما يرجع الى عام 1917 ولفترة وجوده في أميركا حين كان جندياً في الجيش الأميركي في النورماندي ، وأُخرى تعود إلى ما بعد فترة عودته من أميركا سنة 1932 وغيرها.”
سعيدة جداً سهى لأنها كانت محظوظة بأن تتربى على يد فيلسوف عظيم يعرف الأبعاد العميقة للحياة والمحبة، بل الإنسانية كلّها، لذلك تذكر اسمه وتتذكره بفرح عارم كلما تحدّثت عنه، وتقول:”روحه النورانية لا تفارقني ،بل تضيء طريق حياتي وأيامي دائماً”.
وتضيف سهى وتقول عن نشأتها في كنف جدها: “ولدت وتربيت على يديه وأفكاره وهو يمثل صورة الأب الروحي لدي. وأجمل القصص قصّة نسجها لي وسمّاها “سنغا منغا” وهي “شخصية” رافقتني من عمر 3 سنوات إلى العشر سنوات تقريباً وكان يعكس لي فيها كل ما أعمله وأقوم به خلال يومي في طفولتي من حسنات ومن أخطاء، فيضيء عليها عند المساء برواياته لي قصّة “سنغا منغا”، يتلوها قربي وأنا أتحضّر للنوم”.
وعن شخصيته “المميزة” تقول سهى: “كان صاحب شخصية فذّة وصامتة فعلاً، وكم كان صمته مدوياً في حياتنا وأيامنا”.
وتتحدث سهى عن جدها وتقول:”كما أخبر نعيمه القارئ عن نفسه في سيرته الذاتية في كتاب “سبعون” فقد كانت أمه تلقّبه بـ”الست ساكتة” وهذا كان بسبب شخصيّته المتأملة والمراقبة والمحلّلة بامتياز. وبلغ هذا الصمت ذروته ليصل إلى زبدة التأملات والمراقبة في سنيه الأخيرة التي كنت أنا شاهدة عليها”.
وعن طقوس وخصال تحبها في الراحل الكبير، قالت: “ما أحبه فيه عمق تفكيره ورفضه للمظهر الذي يتحوّل دائماً والتصاقه بالجوهر غير المتحوّل وعشقه للمحبّة التي هي ناموس الكون وروحه الطاهرة وفكره النيّر وحنانه وهو الأب الروحي”.
أضافت:”ميخائيل نعيمه هو الأب الروحي لي وكتاباته نقطة القوة الكبيرة لدي والدافع القوي عندي”.
وتكشف سهى عن كتابات نادرة له ولم تنشر ، وتقول:”هناك كتابات لجدي لم تنشر، وكان بصدد تأليف كتاب جديد ثم غيّر رأيه ولم يكمله. وما زال موجوداً عندي .كذلك هناك ترجمات من العربية إلى الإنكليزية وكذلك كتابات له وخواطر كان يكتبها على ما هو قريب منه كعلبة المحارم الورقيّة “الكلينكس” وعلبة الدخّان التي يحملها أو أوراق فروضي المدرسيّة. ما تزال هذه جميعها محفوظة، حفظتها أمي وأنا من بعدها”.
تذكر وتتذكر الكثير من صور وقصص وأحداث عاشها الراحل:” أتذكر دائماً، وأنا في سن 6 الى 7 سنوات، أن “جدو ميشا” وهو مستلقٍ في زاويته من غرفة الجلوس في البيت بالزلقا ، وأمّي جالسة في مكانها المخصّص وأنا ألعب بينهما ومعهما والدنيا كلّها لا تسع فرحي ولا طاقتي، يأخذني جدّو ميشا بذراعيه ويضعني على “كفّي رجليه” وهو متمدّد ويبدأ بتحريك رجليه صعوداً وهبوطاً “كالعنزوءة” وأنا أضحك مزهوّة بتلك اللحظات، وهو يردّد “يا روحات جدك، يا روحي”.
هذا جزء قليل جداً من ذاكرتي معه. وهذا البيت الذي يعبق بتاريخ “ميشا” في الزلقا جمعنا نحن الـ”ميماسونا”: الأقانيم الثلاثة في الكلمة الواحدة والنبض الواحد: ميخائيل ، ميّ، سهى، نعيمه. عشرين سنة ننبض كأننا القلب الواحد والكلمة الواحدة. لا تزال صلابة تلك الصلة ممتدّة حتى اليوم بالرغم من الغياب الجسدي لجدّو ميشا وللماما ميّا. هما حاضران معي أبداً.
– بعد عودة ميخائيل نعيمه من أميركا عام 1932 – (بعد 21 سنة تقريباً في المهجر) – إلى لبنان سكن في منزله بين الشخروب وبسكنتا مع عائلة أخيه نجيب (يصغره بـ11 سنة) المتزوج من زكية حدّاد ولهم ثلاثة (بالتسلسل الزمني): ميّ ويوسف ونديم فكانوا العائلة الواحدة المتماسكة المُحبَة المتضامنة.
(الأبناء الروحيّون وأولادهم):
ميّ نعيمه وابنتها الوحيدة سهى من فوزي حداد.
يوسف نعيمه وأولاده الثلاثة: زكية ونجيب (على اسمي والديه) وفيفيان (على اسم ابنة أخيه ديب – جو –في أميركا).
نديم نعيمه: ولداه ميشا (ميخائيل) نعيمه ونسيب تيمّناً بأصغر أخٍ لميخائيل نعيمه (نسيب) الذي مات نتيجة مرض السل مبكراً إبان عودة نعيمه من أميركا).
وكان عند “جدّو ميشا” أخت في بسكنتا اسمها غالية. وكان لديها 5 أبناء وأحفادها على قيد الحياة. ولنعيمه أخَوان في المهجر. ديب (جو) وهو البكر وله أحفاد.. والاخ الثاني هو هيكل (هنري) لم يرزق بأولاد وثالثهما هو ميخائيل.

السابق
التعميم 158/ 682 حل «ترقيعي».. والمستفيدون 150 ألف من أصل مليوني حساب!
التالي
«بركان حزب الله» يفعل فعله في «برانيت الإسرائيلية».. ماذ بعد؟!