رحيل ابن طيردبا حسن مغنية..«المدير الأول للثقافة التربوية الجنوبية»!

حسن مغنية

عاش حياته تسعة عقود، شاهِد حيّ على القرن المنصرم .وكان للعلم والثقافة نصيبا وافيا في عمره وحياته، تجاوز العقود السبعة، تجذّرت في العلم والتعليم والإدارة والمدرسة الرسمية.

الأستاذ حسن مغنية (أبو عدنان) أول أستاذ ومدير مدرسة رسمية في الجنوب،منذ ما قبل ١٩٦٠، وكانت المدرسة الرسمية هيولة جنينية يغذيها بثقافته وحنكته التربوية الخلاقة.

علّمني الأستاذ حسن في المرحلة الابتدائية،ومنذ تلك المرحلة وثقافة الأستاذ حسن هي المسافة والمساحة الضرورية لعبورنا الى الثقافة الأوسع.

بغياب الأستاذ حسن ، تخسر الثقافة التربوية ركناً من أركانها الأساسية، وتحتجب المدرسة الجنوبية وتفقد حُسنها وحَسَنها وأخر معاقلها التي أسست للثقافة التربوية العريقة الراقية.

علّمني أستاذي حسن بأن اللغة هي نبض سحر وجمال وإيقاعات مفتوحة على تأويل المعاني ورفعها كغيمة تتحرك وفق مشيئة الهوى العذري في الفضاء الرحب

أذكرُ وأتذكرُ الكثير من أيام وحياة أستاذي حسن،في ميدان العلم والتعليم والتربية المدرسية..علّمني استاذي حسن ،علم اليقين والمعرفة،اللغة العربية الفصحى،ولم يكن تعليما تقليديا في زمن بداية التقليد في كل علم ومعرفة..

إقرأ ايضاً: رحيل ذاكرة «مدرسة الضيعة» المربي الأول في طيردبا حسن عبد الكريم مغنيه

علّمني أستاذي حسن بأن اللغة هي نبض سحر وجمال وإيقاعات مفتوحة على تأويل المعاني ورفعها كغيمة تتحرك وفق مشيئة الهوى العذري في الفضاء الرحب..علّمني أستاذي حسن بأن الثقافة هي أخلاق حميدة،ومعرفة لا متناهية،توصل الى بحر المعرفة ولأمواجها نشيد الوجود..

الى جانب مسؤوليته التربوية في الادارة والتعليم، حمل في عقله وقلبه وروحه ثقافة تنويرية،تمثّلت بكتبه المتنوعة والتي أصدرها على مدار عمره الطويل.

الى جانب مسؤوليته التربوية في الادارة والتعليم حمل في عقله وقلبه وروحه ثقافة تنويرية تمثّلت بكتبه المتنوعة والتي أصدرها على مدار عمره الطويل

وشرح وتفسير في البلاغة اللغوية، الحياة والدنيا ،اللغة ومفاصلها وحيويتها وسحرها، النظرة وما بعدها في البحث والتدقيق… كل هذه الأفكار والمشاكل والحلول،كتبها الأستاذ حسن،كتب فيها وعنها وناقشها، وطبعها في سلسلة اصدارات تصدرت المكتبات،وبالطبع لم يتوانى في متابعة مسؤوليته التربوية في الشأن الدراسي والمدرسي.

الى جانب أنه أستاذي وابن قريتي ، كان الراحل قريب عائلتي وصديق المرحوم والدي، وامتدت صداقته لتطال روحي وعقلي، وكم تزودت منه ،علما ومعرفة، في المدرسة اولا وفي زياراته المتكررة الى والدي، فكم كان يحرص على إهدائي كتب “الانشاء والاستظهار”، ليمدني بالثقافة الوجدانية والشعرية،لتغذية ثقافة الطفل في المرحلة الابتدائية..

بغيابك،يا أستاذي حسن، تغيب نجمة كبيرة من حياتي، تخلفها عتمة مربكة، لكنها تبقى، حَسِنَة بحُسن لغتك وثقافتك..طيبة الحضور، لا موغلة في الغياب،طبعاً..

وداعاً يا مولاي حسن..

السابق
رحيل ذاكرة «مدرسة الضيعة» المربي الأول في طيردبا حسن عبد الكريم مغنيه
التالي
هل من أمن قومي عربي؟