لم توفر رياح الأزمة التي تعصف بلبنان سياسياً غالبية القطاعات التي باتت ترزح تحت ظروف صعبة تهدد استمراريتها، في ظل وزارات شبه متوقفة يقتصر فيها العمل على اطلاق الوعود، من دون تنفيذها، فيما يواصل العاملون محاولاتهم للاستمرار، على الرغم من تكبد خسائر فاقت التوقعات.
يعيش القطاع الزراعي تداعيات ما يحصل في لبنان حيث تغيب سبل معالجة المطالب بفعل الفراغ المستشري على كل المستويات، وفي الإطار أكد رئيس تجمع المزارعين والفلاحين ابراهيم الترشيشي لـ”جنوبية” أن “الوضع الزراعي ليس أفضل من السابق، والوضع صعب وينتقل من السيء إلى الأسوء، وذلك بسبب الغلاء وارتفاع كلفة الإنتاج، فسعر صحيفة للمازوت تضاعف، وهذا من شأنه أن يرفع أسعار المزروعات لأن المحروقات تشكل أكثر من 50% من كلفة إنتاجها”.
الوضع يزداد سوءاً بسبب الغلاء وارتفاع كلفة الإنتاج
وأوضح “أن درجات الحرارة المرتفعة أدت الى انخفاض الإنتاج، فهناك جزء من نتاج الموسم نضج قبل أوانه وبعض المزارعين تلف قسماً منه، وأعاد الزراعة من جديد”.
وشدد الترشيشي على أن “الأسعار مقبولة، وستبقى كذلك طالما الانتاج مستمر”، لافتاً الى “أن الكوارث ستتكشف في الشهر الأخير من العام الحالي وما بعده أي عند انتهاء كل المواسم في سهل البقاع”.
وأوضح “أن موسم العنب مزدهر، كون هذا الصنف مطلوب عالمياً وسعره مقبول والمزارع اللبناني استطاع النجاح بالترويج له”، لافتاً الى “أنه لا يوجد فيه أي تقدم في عمليات الشحن، فالصعوبات عديدة وهي تحول دون الوصول الى العراق، وأسواق المملكة العربية السعودية لم تفتح، ولايوجد مسؤول يسعى الى حل الموضوع، خصوصاً وأنه لدينا روابط مع التجار السعوديين، ولكننا لا زلنا محرومين”.
درجات الحرارة المرتفعة أدت الى انخفاض الإنتاج وتلفه
وتطرق الترشيشي الى “المضاربة السورية التي تطال الأصناف الزراعية اللبنانية”، وقال:”المزارعون يتعرضون للمضاربة السورية في البضاعة كما بضمان الأرض ونقل وبيع البضاعة في سوق الخضار”، مشيراً الى أنه “يتم الإتيان بالبضاعة من سوريا ما يؤدي الى ارتفاع الأسعار، وذلك على الرغم من جهود الأجهزة الأمنية للحد من تداعيات ذلك على كل المستويات”.