تتجه الأنظار اليوم (الجمعة) الى جولة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الجبل التي استهلها بلقاء شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى في دارته في شانيه، في حضور فعاليات رسميّة دينية سياسية واجتماعية.
وفي لقاء مشترك بعنوان “لقاء الشوف الجامع – ثمار المصالحة… وآفاق المستقبل”، في مكتبة بعقلين الوطنية، اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ان الشعب اللبناني مؤمن ألا خلاص للبنان إلا بوحدته والوحدة في التنوّع فنحن معاً نشخّص مشكلتنا ونبحث عن العلاج لمَا نُعانيه وهذا ما نصبو إليه مع شيخ العقل ولن نتراجع عن هذا العمل لأنّه واجبٌ وطنيّ”.
ورأى الراعي أنه “على المستوى الكنسي والمسيحي المصالحة ساهمت في عودة السكان المسيحيين إلى منازلهم وأرزاقهم وإعادة بناء بيوتهم بشكل لافت إعادة بناء الكنائس المهدمة والقاعات، عودة الحياة الاجتماعية كمسيحيين مع إخواننا الدروز والمسلمين بكل إيجابيتها”.
وشدد الراعي على ان “كلمة مصالحة تتطلّب أعمالاً ومبادرات وأؤكّد أنّ صحّة لبنان من صحّة الجبل والكنيسة مستعدة للتعاون مع المواطنين لتحقيق امكانيات العيش”
بدوره، أكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في كلمة له خلال اللقاء على أن “بكركي وزعامة الجبل وكلّنا معاً حوّلنا هذا الجبل منذ 20 عاماً من سجن ومن ساحة حرب وحقد وخصام إلى واحة مصالحة ومحبّة وسلامة”.
وشدد أبي المنى على ان “مصالحة الجبل لم تكن ورقة تفاهم موقعة بين زعيم وبطريرك بل كانت عهد الحكماء والأبطال”.
وسأل ابي المنى :”: لماذا لا نتّحد لتعزيز الأمل بالمستقبل في ظلّ انهيار الدولة؟ ألا يستوجب الأمر مصالحة من نوع آخر؟ مصالحة على شكل مبادرات عمليّة لبناء المؤسسات وإقامة المشاريع المنتجة ألا يجدر بنا أن نضع خطة استراتيجيّة للنهوض والاعتماد على أنفسنا؟
واضاف :”الا يستحسن ان يلتقي اصحاب الوثائق على طاولة حوار وتفاهم لانتاج الحلول الناجعة بدل المراوحة وانتظار الخارج؟”، معتبرا ان “الحوار سبيل وليس غاية فلماذا لا ندعو اليه لاختراق جدران التعطيل سعيا الى جمال التسوية لا قفزا فوق الدستور”.
بدوره، اكد راعي أبرشية صيدا وبيت الدين للموارنة المطران مارون العمار، ان “ثمار المصالحة التاريخيّة التي جرت منذ أكثر من 22 سنة بين البطريرك صفير ووليد جنبلاط عدّة ومتشعّبة وخلال لقاء بعقلين، آمل العمار أن “يبقى جبلنا قلب لبنان النابض بالسلام والتعاون بين مكوّناته في كلّ ميادين الخير”.
الباروك وبيت الدين: بعدها غادر البطريرك الراعي شانيه محطته الأولى للانتقال إلى الباروك ثُمّ بيت الدين.
وكان للبطريرك الراعي استقبال عفوي في بلدة الباروك حيث أكدّ الولاء للوطن منتقص ونقول من أمام نصب كاتب النشيد الوطني “يجب أن نكون كلنا للوطن” وإيماننا نفسه مع سماحة شيخ العقل
وكان قد توقف موكب الراعي في الباروك حيث بارك اهالي البلدة الذين استقبلوه وشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي ابي المنى والوفد المرافق باللافتات الترحيبية.
وكانت كلمة لرئيس بلدية الباروك الفريديس ايلي نخلة اشار فيها الى ان “غبطة البطريرك وشيخ العقل هما مدرسة في العيش الواحد نتعلم منهما ونعلم أبناءنا ليزرعوا في النفوس المحبة وبناء جبل ناصع على الرغم من الظلم الذي تعيشه بلادنا”.