
يبدأ العد العكسي، في إستكشاف النفط ( الغاز) في البلوك رقم ٩، حقل قانا في الايام المقبلة، بعد وصول منصّة الحفر Transocean Barents، التي إستاجرتها شركة توتال انرجي، إلى المنطقة الاقتصادية اللبنانية، وتمركزها في منطقة البلوك ٩، الواقع بمحاذاة البلوك رقم ٨ ، وتبعد أول نقطة من هذا البلوك عن شاطىء رأس الناقورة حوالي خمسة وعشرين كيلو مترا ، ويمتد الى أكثر من مئة
ومن المتوقع ان تستلزم عملية الاستكشاف في البئر العتيد نحو سبعين يوما، وعلى أساس ذلك ، تنطلق عمليه الحفر، إرتباطا بموجودات البئر، والذي تنفذه شركة توتال انرجين الفرنسية وشركاؤها، آني الايطالية وقطر إنرجين.
اتفاق الاطار والمفاوضات
وقد جاءت هذه النتيجة المنتظرة من قبل اللبنانيين، على أمل خروجهم تدريجيا من الازمة الاقتصادية، مع در الاموال من عائدات الغاز ، بعد ثلاث سنوات من إعلان اتفاق الاطار ، من جانب رئيس مجلس النواب نبيه بري في الثاني من تشرين الاول العام ٢٠٢٠. وإنطلقت على أساسه مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، بين لبنان والكيان الاسرائيلي، برعاية أميركية وأممية، فعقدت خمس جولات لهذه الغاية في منطقة رأس الناقورة، دون الوصول إلى اتفاق، بعد تمسك الوفد اللبناني العسكري بالخط ٢٩ ورفض إسرائيل القاطع له، بحيث توقفت جولات المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين ، حلت بعدها الاتصالات الديبلوماسية المكثفة ، ليصل لبنان والكيان الاسرائيلي، برعاية أميركية،بتاريخ ٢٧ / ١٠ / ٢٠٢٢، إلى توقيع اتفاق الترسيم البحري، في منطقة رأس الناقورة ، واعتماد الخط ٢٣، الذي أحدث عاصفة في أوساط لبنانية، وعلى راسها رئاسة الوفد أحتجاجا على التنازلات اللبنانية في حقل كاريش”.
لوري هايتيان
خبيرة النفط والغاز في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا
لوري هايتيان، أوضحت ل “جنوبية” إن “مرحلة الاستكشاف المتمثلة بوصول منصة الاستكشاف الى البلوك رقم ٩، هي واحدة من المراحل، من ضمن صفقة اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وكان فيها، أساس الموقف اللبناني، الحصول من توتال على تعهد بأعمال الحفر ، ضمن خطة مشتركة بين الحكومة اللبنانية وتوتال” .
وإذ لفتت هايتيان الى إن “الحفارة الحالية هي حفارة استكشاف، وبعدها على ضوء النتائج، تقرر توتال، ان تطور اعمال الحفر بمنصة جديدة”، أشارت الى هذه “المنصة ، ليست منصة إنتاج، وإذا وجد الغاز أثناء الاستكشاف، تعلن عن ذلك توتال والحكومة”.
وشددت على انه، “في حال وجد الغاز، في مكمن مشترك بين لبنان وإسرائيل في البلوك ٩ ( حقل قانا ) فعلى توتال إبرام اتفاق مالي مع إسرائيل، وعندها تستطيع توتال متابعة المرحلة الثانية، وهذا ما وقع عليه لبنان ضمن مندرجات إتفاق الترسيم البحري”.
بيان توتال
وأعلنت شركة “توتال إنيرجيز” مشغّل الرّقعة رقم 9، عن وصول منصة الحفر Transocean Barents إلى الرّقعة على بعد حوالى 120 كيلومتراً من بيروت في المياه اللبنانيّة إلى جانب وصول أوّل طائرة هليكوبتر إلى مطار بيروت. هذه المروحيّة، التي تديرها شركة Gulf Helicopters بعدما تعاقدت معها شركة “توتال إنيرجيز إي بي بلوك 9″ ستنقل الفِرق إلى منصة الحفر”.
وأضافت في بيان “يشكّل وصول الآليتيْن خطوة مهمّة في التحضير لحفر البئر الاستكشافيّة في الرّقعة رقم 9 الذي سيبدأ في أواخر شهر آب 2023. كما جرت زيارة ميدانيّة في 16 آب في مطار بيروت بحضور وليد فياض وزير الطاقة والمياه، وعلي حميه وزير الأشغال العامّة والنّقل، إلى جانب ممثلين عن هيئة إدارة قطاع البترول. وشكّلت هذه الزيارة فرصة للتذكير بأنّه تمّ العمل وفقاً لجدول العمليّات والتقدّم بالأنشطة وفقًا للالتزام الذي تعهّد به الشركاء في كانون الثّاني 2023”.
وختمت إن “توتال إنيرجيز” للاستكشاف والإنتاج موجودة في لبنان منذ العام ٢٠١٨، وهو العام الذي تمّ فيه توقيع اتفاقيتيْ الاستكشاف والإنتاج للرّقعتيْن رقم 9 و4. بصفتها المشغّل لهاتيْن الرّقعتيْن أنهت شركة “توتال إنيرجيز” أوّل بئر استكشافيّ تمّ حفره على الإطلاق في المياه اللبنانيّة العميقة، في الرّقعة رقم 4 في أوائل العام 2020. وفقًا لالتزاماتها التعاقديّة مع شريكتيْها “إيني” و”قطر للطاقة”، تستعدّ “توتال إنيرجيز” لحفر بئر اثانٍ. وسيتمّ حفر هذا البئر في الرّقعة رقم 9 خلال العام 2023.
