الحسين لم يكن شيعياً ولا سنياً!

مرقد الامام الحسين

كتب جبران بعلبكي في منشور على حسابه عبر “الفيسبوك”: “كانت ايام عاشوراء العشر تمر في قرانا كالنسيم ودموعنا كانت صافية كقطرات ندى إذ كنا يا صاحبي اقرب إلى الحسين بصدقنا وعفويتنا وبساطة حياتنا وعلاقات الرحمة التي كانت سائدة بين الناس تشهد على ذلك. كنا أغنياء واعزاء رغم فقر احوالنا”.

وأضاف، “كان الشيخ، ومن دون مقابل مادي، يتلو علينا السيرة الحسينية وكنا نبكي على مصابه وعلى أحوالنا، كأننا وحدة حال معه. كنا نجول في أزقة الضيعة حاملين مشاعل نصنعها بايدينا ونحن نردد
أااه حُسينً أااه حُسيناً سيّدي
قوم يا بو الحسن شوف
قوم أنظر للطفوف
قوم أُنظر للعباس
قوم أُنظر لزينب زينب تبكي اخاها
زينبٌ تبكي أخاها عندما الطاغي سباها
إنده بو الحسنين حيدر، أبو الفضل يا عباس
بالدم بالروح نفديك يا حسين”.

وتابع، “كانت الهريسة من دون زفر، لا دجاج يزينها ولا لحمة تسيل لعاب الأفواه الجائعة والبسكويت والراحة كانت ذخيرة مجالس العزاء المحببة تحلي اظراس الكبار قبل الصغار”.

ولفت الى انه “كان الدين حينها متصالحا مع أهله وبيئته وكان الايمامو علي العادل والمنصف وملك البلاغة لكل الناس ولم يكن الحسين يوما حكرا لهذا او ذاك يستعملون سيرته لحصد مزيد من السلطة وتكديس الأموال والتمتع بثمار الدنيا. جاءت موقعة كربلاء لتعبر عن عمق التناقضات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والقبلية التي كانت تميز ذلك العصر وتميز عصرنا لناحية الظلم السائد والاستغلال القائم الان. انتصرت قريش بما كانت تمثله على من كان نصيرا للعدالة الإجتماعية ويمثل قسما كبيرا من عامة المسلمين إذ أن الحسين في هذه المعركة لم يكن شيعيا ولا سنيا”.

وتابع، “كان هذا الثائر النبيل ولا زال ملهما لكل من اراد الثورة ضد الظلم والذل والعدوان. أما اليوم وبعدما ضربتنا سوسة التطور يا طويل العمر واصبح الاستهلاك دينا جديدا يطحننا وتحولت عاشوراء إلى كرنفال وموسم للبضائع الصينية وسوق تجاري يحقق فيه التجار ارباحا خيالية وايام نواح ونواحين وامسيات لطم نتفنن في تلحينها ونتمايل مع نغماتها مدفوعة الأجر وبالدولار الأمريكي ذاته يقبضه من يستثير مشاعر الناس ويبكيهم على الحسين، ايام التبذير في المأكل والمشرب بدل الصيام عنهما تحسسا مع جوعه وعطشه هو وذريته وأصحابه في ايام كربلاء. ايام للتحريض ضد الغير ولشد العصب الطائفي البعيد عن الحسين ورسالته”.

وختم، “الحسين يا جماعة اكبر من مذهب واوسع من دين، مذهبه الثورة ضد الظلم والاستبداد اينما كان، مذهبه ينصر الضعيف ضد القوي، مذهبه ضد الفساد والفاسدين ومنتهكي كرامات البشر وناهبي مال الناس والمشاعات والمال العام وهم معروفون بالاسماء. مذهب الحسين التكاتف بين الناس وإنصاف الفقير وليس بالشفقة عليه وإذلاله بإعاشة من هنا ودواء من هناك بل عن طريق إسقاط هذا النظام المسخ وبناء مؤسسات تصون كرامات الناس وتحميهم من الفقر والعوز ليصبح ذلك حقا مكفولا من حقوق كل اهل البلاد”.

السابق
هل دخل العالم عصر «غليان الأرض»؟!
التالي
شلل اداري وتربوي في صيدا غداً.. اليكم الحصيلة الأولية لاشتباكات عين الحلوة