بين اليوم والامس.. «عاشوراء مؤدلجة» جنوباً تنقلب على الحسين و«شيعته»!

عاشوراء

التبدل في إحياء مجالس عاشوراء (واقعة كربلاء) التي استشهد فيها الامام الحسين والكثير من انصاره، قد وصل الى حدود الانقلاب في البيئة الشيعية الجنوبية، فحلت مكان المجالس العاشورائية الهادئة والبسيطة والهادفة في نفس الوقت ، تشبه بيئة الجنوب واهله، مجالس :مؤدلجة” عقائديا وسياسيا، تشكل محطة سنوية للتعبئة من جهة، ومبالغة العديد من قراء وقارئات المجالس الحسينية، في سرد معركة كربلاء واستشهاد الامام الحسين.

فمنذ النصف الثاني، من ثمانينات القرن الماضي، بدأت تتغير شعائر وطقوس هذه المناسبة، مع دخول المد الايراني، من بوابة حزب الله، والتي تلاقي انتقادات من رجال دين من نفس البيئة الشيعية ، نظرا للمغالاة والتفجيع، والذين يواجهون بالتكفير.

خلال هذا العام، وقبله من الاعوام، التي سبقت جائحة كورونا، استمر رأب الصدع بين “حركة امل” و”حزب الله” ، اللذين ، يتقارب قراء العزاء من انصارههما، في المغالاة وادخال عناصر ثورية على المجالس العاشورائية، متجاوزة في بعض الاحيان الخمسين دقيقة لكل مجلس حسيني ، وهذا ما لم يستسغه الكثير من انصار الفريقين والناس العاديين، لناحية حجم التعظيم والروايات حول واقعة كربلاء، التي لم يسمع بها آباءهم ، الذين كانوا يستمعون الى مجالس عزاء ولطميات محببة، ما يزالون يحفظونها الى الان.

اقامة المجالس العاشورية المشتركة، في بلدات وقرى عديدة، بين حزب الله وحركة امل ، وابقاء ثنائية المجالس والمسيرات العاشورائية في المدن تحديدا (النبطية ، صور ، وبنت جبيل )، لم يلغ التنافس على جذب وتحشيد فئة الاولاد ( الكشافة ) كواحد من عناصر التأطير العقائدي والسياسي اولا، بلبوس ديني ، يقوي العصبية والتطرف.

حول حزب الله مناسبة عاشوراء، على امتداد ايامها العشرة الى استنهاض سياسي كبير

على مدى العقود الثلاثة الماضية خصوصا، حول حزب الله مناسبة عاشوراء، على امتداد ايامها العشرة ، ومنها مسيرات العاشر من محرم ومجالس الثلاثة ايام، التي تلي العاشر من محرم ( حرق الخيم ) الى استنهاض سياسي كبير، كان واحدا من اسباب تقدمه المستمر على حركة أمل، التي تجهد لكي تبقى في منافسة ولو غير متساوية مع حزب الله، الذي يملك امكانات مادية ولوجستية ضخمة تتفوق على دولة بكاملها.

لا تغيب بعض ظواهر حز الرؤوس وضرب الاجساد بالجنازير في النبطية وصور وغيرهما من البلدات التي تحيي تجسيد واقعة كربلاء بعروض مسرحية

وفي الجنوب، حيث ترتفع الرايات السود والشعارات الحسينية على الطرقات والمباني والساحات والمضافات، من راحة وحلويات وهريسة، من الزهراني الى النبطية وصور ومرجعيون وبنت جبيل ، لا تغيب بعض ظواهر حز الرؤوس وضرب الاجساد بالجنازير، في النبطية وصور وغيرهما من البلدات التي تحيي تجسيد واقعة كربلاء بعروض مسرحية، يشارك فيها ممثلون معروفون، كما هو الحال في النبطية ، التي تتربع على خصوصية احياء العاشر ، كتقليد مضى عليه حوالي قرن من الزمن.

السابق
بعد تصعيد نصرالله.. سفيرة السويد تغادر لبنان!
التالي
دولار «صيرفة».. كم سجل اليوم؟