ويأتي الخبر من الأرض السمراء، ارض الكنانة الطيبة، أرض الفن والشعر والأدب، خبر غياب الشاعر محمود قرني، أحد أبرز شعراء جيل الثمانينيات من القرن العشرين في القصيدة العربية.
ولدَ محمود1961 على أطراف مدينة الفيوم، لكنه حملَ أحلامه وانتقل إلى القاهرة واستقر فيها، بعدما حصل على الليسانس في القانون من جامعة القاهرة 1985.
أسس «قرني» مع شعراء آخرين ملتقى قصيدة النثر بالقاهرة لدورتين متصلتين في 2009 و2010 بمشاركة أكثر من أربعين شاعرا عربيا، كما أسس جماعة شعراء «غضب» المعنية بقصيدة النثر، وشارك في تأسيس العديد من الفعاليات الثقافية.
(أبرز أعماله) :
«حمامات الإنشاد»، «خيول على قطيفة البيت»، «هواء لشجرات العام»، «طرق طيبة للحفاة»، «الشيطان في حقل التوت»، «أوقات مثالية لمحبة الأعداء»، «قصائد الغرقى»، «لعنات مشرقية».
ورغم معاناته مع المرض، أصدر «قرني» عام 2022 ثلاثة كتب: «خاتم فيروزى لحكيم العائلة» مختارات شعرية (الهيئة العامة لقصور الثقافة) وكتابا يضم دوادوين من شعره بعنوان «خارطة مضللة لمساكن الأفلاك» (الهيئة المصرية العامة للكتاب) وأخيرا ديوانه الشعرى الأحدث «مسامرات في الحياة».
محمود قرني شاعر مجدد، ومثقف واسع الاطلاع، وفاعل في الحياة الثقافية المصرية والعربية.
كتب في عز مرضه وعذابه:«إننى معتلٌّ يا أمي»… ورغم معاناته التي انتهت بوفاته، ظلّ يُردد:
«وأنا رجل قتلنى وضوحى / لا أرغب في امتلاك شيء / سوى سلة من حروف الهجاء / أحاول هندستها حسب رغبات / يصفها العقلاء بأنها مجرد أضاليل» .