علماء من الجنوب (1): الشيخ محمد تقي الفقيه والمرجعية العاملية

هو الفقيه والأصولي المعاصر، الذي يختصر تاريخ الحوزة العلمية العاملية في القرن الأخير، ما بين حوزة النجف الأشرف ومشهد السيدة زينب (عليها السلام) بريف دمشق، حيث كان يؤم الجماعة في حضرتها، بين الفينة والأخرى وبين بلاد عاملة المباركة ..

كانت الحوزة النجفية قد أولته مهمة امتحان طلاب العلم الديني للعامليين خصوصاً واللبنانيين عموماً، الذين كانوا يفدون إلى النجف الأشرف، بهدف تحصيل العلوم الدينية في حلقات الدرس فيها.

تصدى الشيخ محمد تقي الفقيه لهذه المهمة، بكل تفانٍ وإخلاص يوم كان يدرس ويدرِّس فيها، واستطاع أن يحافظ على المستوى العلمي للطلاب العامليين

وقد تصدى الشيخ محمد تقي الفقيه لهذه المهمة، بكل تفانٍ وإخلاص يوم كان يدرس ويدرِّس فيها، واستطاع أن يحافظ على المستوى العلمي للطلاب العامليين، وتنظيم حلقات الدرس لهم، كما تمكن بمساعيه الطيبة من تأسيس المدرسة اللبنانية في النجف الأشرف، التي كانت وما زالت أكثر من حاجة للمهاجرين من طلاب العلم الديني من ربوع لبنان

والتزم حضور دروس الفقهاء والأصوليين العظام، وتخرج من درس المرجع الراحل السيد محسن الطباطبائي الحكيم، ليعود إلى بيروت ويعقد الدروس الحوزوية بكل مراحلها، سيما الدروس العليا الفقهية والأصولية.

وأقام صلاة الجماعة في مسجد الشياح، لينتقل بعدها إلى بلده حاريص ومدينة صور مواصلاً كفاحه لتخريج العلماء بالتدريس والتأليف، ومتصدياً للمرجعية الدينية ليعطي صورة ناصعة عن المرجعية العاملية في هذا العصر

أشهر كتبه الفقهية كتابه: ” قواعد الفقيه ” الذي أقبل عليه كل الفقهاء وصار مرجعاً لمعرفة مصادر القواعد الفقهية، التي يعتمدها الفقهاء في الاستدلال ..

وكتب : ” مباني الفقيه ” و : ” البداية ” في البحوث الأصولية و : ” مكاسب الفقيه ” و : ” مناسك الفقيه ” .. وكانت رسالته العملية : ” عمدة المتفقه ” مرجعاً لمقلديه في جبل عامل وفي بلاد الشام ..

يوم حصل النزاع المسلح بين “حزب الله” و”حركة أمل”، أرادوا أخذ الفتوى من الشيخ الفقيه مما كان سيؤجج الفتنة أكثر، فطردهم صارخاً فيهم : “لا تستفتوننا إلا في الدماء”

وصنف في التاريج الجنوبي كتابه : ” جبل عامل في التاريخ ” ؛ وفي النوادر كتابه : ” حجر وطين ” .. في عدة أجزاء .. إلى جانب عشرات الكتب الفقهية والأصولية والأبحاث العلمية والدينية لتعليم الناشئة .. وكان لحركته وجهوده دور بارز في قيام الحالة الدينية المعاصرة في لبنان ..

ويوم حصل النزاع المسلح بين “حزب الله” و”حركة أمل”، أرادوا أخذ الفتوى من الشيخ الفقيه مما كان سيؤجج الفتنة أكثر، فطردهم صارخاً فيهم : ” لا تستفتوننا إلا في الدماء ” ..

وهكذا كان في تقواه وورعه .. ليكون ” عالماً من جنوبي”.

السابق
في استعادة «عزيزي»
التالي
خاص «جنوبية»: لصق صور قضاة وسياسيين وامنيين «مطلوبين» بملف المرفأ!