
في رحيل الأقطاعي الثقافي حبيب صادق جملة حاول الرئيس بري اتهامه كتهمة كان يعتقد انها مسيئة بغيضة لكن للأمانة لأول مرة نبيه بري يقول شيئا ويكون بها صادق دون ان يدرك او يفهم مبتغاها الحقيقي
نعم حبيب صادق اقطاعي ثقافي بأمتياز يملك كثيرا من الأدب والقصائد الشعرية ويملك كثيرا من الأبحاث والتوثيق عن الجنوبيين وعن فقرائه ومزارعيه وعماله حبيب صادق يملك كثيرا من المقاومات ضد الأحتلال الأسرائيلي يعرف كل قرية كل مدينة كل حي في الجنوب كما يملك المعنى الحقيقي للسيادة الوطنية والأستقلال و يعرف كل اديب وشاعر ومقاوم وام واب جنوبي كل مزارع كل مناضل يملك الحب والوفاء يملك جملة يا عزيزي كلهم اعزاء.
حبيب صادق يملك كل شيء ما عدا المال والعقارات ليس له عائلة صغيرة او ابناء او زوجة يملكون نصف الجنوب ماله حبه للناس ابنائه كل احرار الجنوب هويته جنوبية اصيلة مهنته الكلمة الحرة صفاته الصدق والحب فكان اسمه حبيب صادق منذ ولادته حتى مماته وفي مماته سوف يبقى يطارد نهجكم التدميري في ارثه الثقافي التحرري التغييري في كلماته الخالدة في نفوس الأحرار في قصائده للجنوب للوطن ويبقى لدى الجنوبي ذاكرة زاخرة في صدقه واخلاصه و في قيمه الأخلاقية المتمايزة في تاريخ جبل عامل وبكل ارجاء الوطن .. لكن اكثر ما يهمنا.
حبيب صادق في رحيله يبقى الهاجس الذي يطاردنا في السؤال بالنسبة لنا ولكل الأحرار كيف سنحي ذكراه الدائم انصاف للتاريخ سعيا لتحقيق حلمه التحرري التغييري الديمقراطي لأجل المستقبل ولأجياله الحالية والقادمة
لا شك المرحلة صعبة لا احد بأستطاعته ملأ الفراغ الذي جسده حبيب صادق في حياته ونضاله الطويل لربما ما نخشاه في غيابه غياب البديل او التحليق في فراغ لا احد يسطيع ملئه اليوم او غدا او بعد غد.
مرحلة الغياب لتلك الشخصيات امثال هاني فحص ومحمد حسن الأمين واليوم حبيب صادق وكلما افتقدنا لتلك الشخصيات تتملكنا الخشية في صعوبة البديل في الفرد او المشروع ويهمن علينا الفراغ ويصعب المهمة على عاتق الديمقراطيين والمستقلين والأحرار في الجنوب كأفراد او مجموعات او كأحزاب وتيارات اصابها الأنكفاء واضاعت بوصلة اتجاهات القضية وترهلت وعجزت في الرؤى حتى اصطدمت مع فكر حبيب صادق وكل هذه الشخصيات الجنوبية في العلاقة والسلوك النضالي وبات من الصعب التفريق ما بين الخصوم والحلفاء.
حبيب صادق في حياته كان دوما يدق فينا ناقوس الخطر ليحفز بنا الأرادة وفي مماته ايضا دق فينا ناقوس الخطر ليسأل كل فرد منا هل في امكانكم السير وتحقيق ما كنا نصبوا له جميعا… في التحرر من نير الأستعباد والهيمنة ونكون على قدر الحرية والعدالة ….