«بيروت في عين العاصفة» بمتحف «سرسق» للمخرجة مي مصري!

فيلم بيروت في عين العاصفة

ما إن استعاد متحف سرسق حيويته بعد ترميمه وتأهيله جراء تفجير المرفأ المشؤوم،عادت الحركة والنشاط الثقافي والفني والموسيقي الى صالات القصر،وفي سياق هذه الحركة الثقافية الزاخرة،
نظم “نادي لكلّ الناس”، بالتعاون مع متحف سرسق، عرض وحضور فيلم (بيروت في عين العاصفة) للمخرجة مي المصري، يوم الجمعة 9 حزيران الجاري، في صالة المتحف سرسق.
تلا العرض حوار مع المخرجة ولُجين وحنين رباح اللتين شاركتا في الفيلم الوثائقي.

(الفيلم)

“بيروت في عين العاصفة، إخراج مي المصري ومدة العرض: ٧٤ دقيقة”.
أربع شابات في بيروت يوثقن انتفاضة تشرين الأول ٢٠١٩ ضد النظام الحاكم في لبنان:الصحافيّة حنين، والمصوّرة العراقية لجين، ونويل وميشيل، وهما شقيقتان فنانتان جعلت أغانيهما الطليعية صوتًا لجيلهن. المزاج السائد هو مزاج الأمل والتغيير. لكن بعد بضعة أشهر، أغلقت Covid-19 المدينة، وتبخر كل التفاؤل مع الانفجار الهائل في ميناء بيروت. هل ستتمسك الشابات بحلمهن بلبنان جديد؟ من خلال قصصهن، يستكشف الفيلم علاقة النساء في بيروت، مدينة في عين العاصفة.
أهمية الفيلم أنه ينتقد السلطة والمنظومة بغضب صامت-متفجّر ،إذ يتم الغمز واللمز، عند العائلة ككل عبر الكلمة، ولن تختلف المشاهد في توصيف هذا الغضب الساطع.

اقرأ أيضاً: المطربة رنين طربة الصوت الحائم

البنتان في الفيلم تكتبان وتعبران بنمط موسيقي لافت ومحرض على الأمل، وذلك من خلال تلك الغمزات لموسيقى الروك وسط بيروت وشعارات يرددها المتظاهرون وتستلهم منها الفتاتان كلمات تغنيانها وتعودان بها الى ميدان الحراك.
وتبقى بيروت هي القصة المحورية للفيلم ، وتخرجها المصري عبر الشخصيات فتكون اللقطات قريبة من عيون الشابات عندما تتحدثن عن بيروت وتتسع اللقطة عندما يتحول الحديث عن بيئة الشخصيات.

العاصمة بيروت حكاية مشحونة تراها في عيون البطلات أما البيئة فهي أوسع وهي المحرك الأساسي لكل فعل ورؤية في الفيلم.
بدأ الفيلم بلقطات ضبابية ينتهي بالحيرة بشهادات محملة بالأماني بعيدا عن الرجاء، شهادات تأتي على لسان الشابة العراقية التي تقول مهما يحدث فالشعب مستحيل يقبل.

لا تتخلى المخرجة مي المصري عن تقنيتها في السرد والحكاية كلما تعلق الأمر بالاحتجاج والاعتصامات التي تعتبرها رمالا متحركة متغيرة ، ولكن تنتقل المخرجة لتروي لنا مرحلة جديدة في حياة الشابات خلال فترة الكورونا والتي قطعت الاحتجاجات لتطل علينا الشابات من خلال شاشات مختلفة ومتعددة فيصبح التواصل بين الفرد والآخر يمر حتما عبر شاشة التلفزيون او وسائل التواصل الاجتماعي، وهو وضع لم تفرضه العزلة المفروضة بسبب الأزمة الصحية فقط ولكن أيضا خمود وهج الاحتجاج وانطفاء شعلة الحماس بالتغيير والإيمان به، وهي حالة وصلت إليها الجماهير التي طالبت بالتغيير مثلها مثل مختلف البلدان العربية وآمنت به ولكن سرعان ما تشتتت صفوفها وبحت أصواتها لما اصطدمت بواقع عنيد تقوده منظومة غير مستعدة للتنازل عن صلاحياتها.
“زبدة” الفيلم تكمن في تعرية المنظومة الحاكمة التي حوّلت البلاد الى جحيم يومي!

اقرأ أيضاً: فريد الأطرش نصف قرن على رحيله.. حضور لا يُضاهى!

السابق
حلقة تشاوريّة إقليمية عن الدين: للكفّ عن تسييسه وتديين السياسة
التالي
لا رئيس من دون «7 أيار» جديد؟!