«اليونيفيل».. مشاريع وخدمات جنوب الليطاني تنعش البلدات والقرى وتعزز الشراكة و«العلاقات الطيبة»

الشراكة بين قوات الامم المتحدة “اليونيفيل” وسكان منطقة جنوب الليطاني، تصل الى حد التوأمة، فهذه القوات المؤلفة من ٣٧ دولة اوروبية واسيوية وافريقية، تندمج الى حد كبير ، مع ابناء المدن والبلدات والقرى ، وخاصة بعد تعزيز هذه القوات البالغ عددها حاليا، اكثر من عشرة الاف ضابط وجندي، بناء لقرار مجلس الامن الدولي ١٧٠١، الذي جاء في اعقاب العدوان الاسرائيلي في تموز – اب ٢٠٠٦.
وتعززت هذه العلاقة بمستويات عالية، بفعل سخاء عدد من الوحدات الدولية المقتدرة، في الكثير من البلدات والقرى الواقعة في نطاقها، على اساس التوزيع الجغرافي المنسق مع الحكومة اللبنانية .

لا تخلو مدينة وبلدة وقريةفي منطقة جنوب الليطاني من لوحات تذكارية إلا و تدل على المشاريع المنفذة على قدم وساق في البلدات تساعد القرى في حل مشاكلها الخدماتية


و لا تخلو مدينة وبلدة وقرية، في منطقة جنوب الليطاني، ابتداء من مدينة صور الساحلية والناقورة وصولا الى كفرشوبا وشبعا، مرورا ببنت جبيل وتبنين والخيام ومرجعيون وغيرها من لوحات تذكارية، إلا و تدل على المشاريع المنفذة على قدم وساق في البلدات، تساعد القرى في حل مشاكلها الخدماتية ، لا سيما خدمات البنية التحتية والطاقة والبيئة، خصوصا في الاونة الاخيرة ، بعد تراجع مداخيل وقيمة اموال الصندوق البلدي المستقل ، نتيجة انهيار الليرة اللبنانية.

تتعدى علاقات “اليونيفيل” مع السكان المحليين، المشاريع “الجامدة”، لتصل الى العلاقات الاجتماعية والثقافية والرياضية والتربوية وحتى اللغات، بحيث باتت وحدات “اليونيفيل” في كل بلدة، جزء من النسيج الاجتماعي، فيحضر ممثلون عنها مناسبات تخريج الطلاب على سبيل المثال، وتشارك مباشرة عبر جنودها في الكرنفالات والمهرجانات والسباقات الرياضية، ونسج علاقات مع المرجعيات الروحية على اختلافها، وتنظيم زيارات الى بلادها لممثلبن عن البلديات والمدارس والقوى الامنية، التي بدورها تحصل على دعم لوجستي من قوات اليونيفيل في اكثر من مجال ومنها مجالات التدريب، الى جانب حالات من ( المصاهرة ) التي سجلت على مدى السنوات الماضية، من خلال زواج عدد من الجنود من لبنانيات ، متعددات الطوائف والمذاهب.

تتعدى علاقات “اليونيفيل” مع السكان المحليين، المشاريع “الجامدة” لتصل الى العلاقات الاجتماعية والثقافية والرياضية والتربوية وحتى اللغات

المشاريع المنفذة في منطقة عمليات اليونيفيل، في جنوب الليطاني، لا تعد ولا تحصى ، وقد بلغت قيمتها عشرات ملايين الدولارات، أنفقت على تعبيد الطرقات وشبكات صرف صحي وتأهيل مواقع اثرية، دمرت اسرائيل بعضها خلال عدوانها ( قلعة شمع ) وتامين الطاقة البديلة ( طاقة شمسية ) لعدد كبير من ابار المياه ومولدات كهربائية، وانارة شوارع وتأهيل مبان بلدية وتقديمات مختلفة للمدارس الرسمية والخاصة، وانشاء حدائق عامة وجدران دعم وسيارات لجمع النفايات وسواها.

فالكتيية الكورية الجنوبية، التي قدمت الى الجنوب العام ٢٠٠٧ وتتخذ من منطقة شارنيه بين طيردبا والبرج الشمالي مقرا لها، يدخل في نطاق عملها بلدات طيردبا ، العباسبة ، برج رحال، شبريحا والبرغلية، وتقدم لهذه البلدات على وجه التحديد منذ مجيئها مشاريع كبيرة ، في مجالات البنية التحية ، من ضمنها مد شبكات مجاري صرف صحي وتعبيد وشق طرقات وطاقة شمسية، وترميم مبان بلدية، وانشاء نواد “التايكوندو” في كل بلدة من هذه البلدات، وتدريب على الخياطة وخدمات صحية اسبوعية، وانشاء حدائق ودعم المدارس الرسمية والخاصة.

رئيس بلدية العباسية علي عز الدين

العباسية

تستفيد بلدة العباسية، وهي اكبر بلدات المنطقة، التي تقع ضمن عمل الكتيبة لكورية ، من مشاريع عديدة ، بدات منذ العام ٢٠٠٧.
رئيس بلدية العباسية علي عز الدين أكد على “حسن علاقات الصداقة والاخوة مع اليونيفيل بشكل عام والكتيبة الكورية بشكل خاص”.

عزالدين ل”جنوبية”: الكوريون منذ قدومهم قدموا لبلدتنا خدمات ومشاريع كبيرة ساعدت في تخطي العقبات بفعل قلة واردات البلدية

وقال ل “جنوبية” ان “الكوريين منذ قدومهم قدموا لبلدتنا، خدمات ومشاريع كبيرة، ساعدت في تخطي العقبات ، بفعل قلة واردات البلدية، حيث قامت الكتيبة التي تقدم مشروعا كل ستة اشهر، بانشاء ناد للعبة التايكوندوا وتقديم ماكينات خياطة لتدريب النسوة وتعليمهن على هذه المهنة، وانشاء وصلات صرف صحي وتعبيد طرق كثيرة في البلدة، الى جانب سيارة لجمع النفايات وسيارتي جيب لدعم جهاز الشرطة، ونظام طاقة شمسية لاحد الابار وايضا دعم المدارس في نطاق البلدة”.

وأضاف”: ان قيمة هذه المشاريع بلغت مئات الاف الدولارات ، وقد اسهمت بتحسين البلدة ، التي تكن كل التقدير والوفاء للكتيبة الكورية .

رئيس بلدية البستان عدنان الاحمد

البستان

تقع بلدة البستان بمحاذاة الاراضي الفلسطينية، وهي ضمن عمل الكتيبة الغانية، التي تقدم بعض الخدمات الصحية للاهالي.
وأشار رئيس البلدية عدنان الاحمد ان الوحدة الايطالية ، ساعدت في عدد من المشاريع في القرية ، ومنها تاهيل وترمبم مبنى البلدية وانشاء حائط دعم وحديقة عامة ، اضافة الى مساعدات للمدرسة الرسمية ، بينما قدم مكتب التواصل المدني في اليونيفبل محطة لتكرير المياه .

رئيس بلدية البستان عدنان الاحمد

الاحمد ل”جنوبية”: الوحدة الايطالية ساعدت في عدد من المشاريع في القرية ومنها تاهيل وترمبم مبنى البلدية وانشاء حائط دعم وحديقة عامة اضافة الى مساعدات للمدرسة الرسمية

رئيس بلدية البستان خلال تدشين مشاريع مع الايطاليين


وقال ل”جنوبية”، “تربطنا بقوات اليونيفيل ، الموجودة في المنطقة منذ ٤٥ عاما ، علاقات طيبة وودية واحترام متبادل ، مضيفا ان اليونيفيل تشاركنا في مناسبات الاجتماعية والتربوية واصبحت جزء من النسيج الاجتماعي”.

رئيس بلدية علما الشعب جان غفري

علما الشعب

كغيرها من بلدات وقرى جنوب الليطاني، تستفيد بلدة علما الشعب الحدودية في قضاء صور ، من الخدمات التي تقدمها قوات الامم المتحدة المعززة ، وتشمل مشاريع تنموية وخدمية.
وشدد رئيس البلدية جان غفري على اهمية المشاريع التي تمنحها اليونيفيل لبلدة علما الشعب، وقال ل “جنوبية” ان علما الشعب ، قد استفادت من مشروع حيوي ، قدم من بلدية ايطالية، من خلال الكتيبة الايطالية العاملة ضمن اليونيفيل، وهو عبارة عن معصرة زيتون حديثة، تجاوزت كلفتها مع اعمال تاهيل الطرقات المؤدية اليها ، المئتي الف دولار اميركي ، اضافة الى قيام الكتيبة الايطالية بتعبيد بعض الطرقات في البلدة وتقديم مولدات كهربائية وغيرها من الخدمات”.

غفري ل”جنوبية”: علما الشعب استفادت من مشروع حيوي قدم من بلدية ايطالية من خلال الكتيبة الايطالية وهو عبارة عن معصرة زيتون حديثة، تجاوزت كلفتها مع اعمال تاهيل الطرقات المؤدية اليها المئتي الف دولار اميركي


واشار غفري الى “ان القوة الفرنسية ، منحت لمبات لانارة الشوارع، آملا المزيد من الدعم والمشاريع من اليونيفيل ، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها البلديات بشكل متزايد منذ العام ٢٠١٩”.
ولفت الى ان “العلاقة مع اليونيفيل بشكل عام ، هي علاقة ممتازة واخوية ، ولا يوجد اي سوء بيننا وبينهم.

رئيس بلدية عيتا الشعب محمد سرور
من خدمات اليونيفيل في عيتا الشعب
السابق
كيفية الإستفادة القصوى من الألواح الشمسية في فترة الشتاء
التالي
بالصور: الراعي في الفاتيكان