
لاشك ان لبنان ومنذ الخامس والعشرين من ايار العام ٢٠٠٠، يُعتبر هذا اليوم عيداً وطنياً تُقفل فيه كل المؤسسات الرسمية والحكومية والبلديات وتوابعها، مما يُعبر عن نصر اللبنانيين على الاحتلال الصهيوني، وإجباره على الانسحاب من لبنان، دون خضوع لبنان لإجراء مفاوضات وتوقيع اتفاقية سلام مع العدو الصهيوني.
يُعتبر هذا اليوم يوماً وطنياً بامتياز بعيداً عن بروبغندا حزب الله
بذلك ، يُعتبر هذا اليوم يوماً وطنياً بامتياز بعيداً عن بروبغندا حزب الله، وما ينسبه لنفسه من ان التحرير جاء بناءاً لنتيجة مقاومته الاسلامية، ويختصر بمقاومته وحدها المقاومة والانتصار، وهو بذلك ينسى كل التاريخ اللبناني بشكلٍ عام والجنوبيين خاصة، مختصراً بمقاومته كل شيء، متناسياً ان الجنوب اللبناني ومقاومته، تسبق حزب الله بعشرات السنوات، وخصوصا في العقود الاخيرة، المقاومة الوطنية ” جمول “، والتي تأسست في السادس عشر من ايلول ، حين تم إعلان إنشاء المقاومة الوطنية في هذا التاريخ، وبناء عليه إنطلقت اعمال المقاومة في كل الاراضي اللبنانية، الخاضعة لاحتلال جيش العدو الصهيوني، وفي اواخر شهر نيسان، وتحت ضربات المقاومة الوطنية أُجبر جيش العدو على الانسحاب، وابقى قوات، فيما يُسمى الشريط الحدود المحتل، والذي كانت قد احتلته إسرائيل في اذار من العام ١٩٧٨ .
مختصراً بمقاومته كل شيء متناسياً ان الجنوب اللبناني ومقاومته تسبق حزب الله بعشرات السنوات
كل هذه البطولات التي اجبرت العدو الاسرائيلي على الانسحاب، من مُجمل الاراضي اللبنانية المحتلة، وبقائه في الشريط الحدودي المُتاخم لفلسطين المحتلة، تناساه حزب الله ونسج روايات، تختصر كل اعمال المقاومات التي سبقته، والتي كانت وطنية ، بمقاومته الاسلامية الشيعية، مختصراً التاريخ البطولي المقاوم، لكل المقاومين وحصر الامر بنفسه، وهذا يُعتبر تزويراً للتاريخ ومسح تاريخ النضال الوطني اللبناني، وكأن النضال والمقاومة ولدت مع حزبه، وهذا الامر مسيء للبنان ولكل الوطنيين، الذين أُستشِهدوا وضحوا على مدى عقود من الزمن، قبل ولادة حزب الله، وهذا الامر يُعتبر تزويرا حقيقياً للتاريخ ولحركة النضال الوطني اللبناني، والتي شارك فيها المناضلين اللبنانيين من مختلف فئات نسيجه الاجتماعي.
هذا الامر يُعتبر تزويرا حقيقياً للتاريخ ولحركة النضال الوطني اللبناني والتي شارك فيها المناضلين اللبنانيين من مختلف فئات نسيجه الاجتماعي
وهنا لا بد من توجيه السؤالين التالين:
١ – إذا فعلاً تاريخ الخامس وعشرين من ايار هو عيد وطني للتحرير ، فإذاً لماذا استمر حزب الله باحتفاظه بسلاحه بعد مرور ثلاث وعشرين عاماً على يوم التحرير ؟!
٢- الاحتفاظ بالسلاح يؤكد على عدم الانتهاء من تحرير الارض من رجس الاحتلال ، وبذلك يكون لا لزوم للعيد والاحتفالات، وبذلك يكون العيد لا لزوم له، وبالتالي ماهو لزوم الاحتفال بعيد تحرير لم يحصل بعد؟!