
يبدو ان المملكة العربية السعودية كسرت حاجز الصمت، ورمت بكرة الإستحقاق الرئاسي في جحر المرجعيات اللبنانية، الذين إعتادوا على إنتظار كلمة سر خارجية ترشدهم الطريق، بعد أن أضاعوا دولة القانون، وتاهوا في زواريب الدويلات الحزبية والطائفية والمصالح الخاصة.
السفير السعودي وليد البخاري المدجّج برسالة ملكية من وحي تبريد الجبهات، أعلن في أعقاب جولته على القوى الفاعلة الحياد الإيجابي لبلاده، وانها لا تعترض على أي مرشح يحظى بثقة اللبنانيين وتوافقهم ويصل من خلال المجلس النيابي”.
مواقف السعودية التي تعبّد طريق مملكتها نحو القمم، جعلت رئيس مجلس النوّاب نبيه بري يتنفس الصعداء، بحسب مصادر سياسية متابعة ل”جنوبية”، “والبدء برحلة البحث عن ضالته ونجمه، وإستعادة مكانته الحوارية وهيبته السياسية التي فقدها خلال سنوات العهد السابق، ووضعه حليفه اللدود “حزب الله” في موقع التصادم والقطيعة مع معظم الأطراف اللبنانية، وخصوصا المسيحية بعد أن كان مرجعية يلتقي الجميع تحت عباتها وينال إحترامها”.
بري قرأ الرسائل السعودية والاميركية، جيدا وهو سيستانف إتصالاته ولقاءاته بعد أن يضعه نائبه الياس بو صعب في نتيجة جولته الإستكشافية
مصادر مقربة من “عين التينة” كشفت ل”جنوبية” أن بري قرأ الرسائل السعودية والاميركية، جيدا وهو سيستانف إتصالاته ولقاءاته بعد أن يضعه نائبه الياس بو صعب في نتيجة جولته الإستكشافية، ليستكمل بري المبادرة في محاولة لبلورة خيوط إقتراحات لحلّ سياسي، على أساس سلة إنقاذية كاملة تتقاطع مع مواقف الدول الخمس المعنية بالملف اللبناني، وتحظى بدعمهم وتأييدهم وتعاونهم لإخراج لبنان من أزمته الإقتصادية والمالية”.
بري بصدد الدعوة لجلسة إنتخاب رئاسية قبل بلوغ الجميع سن الرشد الوطني
و نفت المصادر أن يكون “بري بصدد الدعوة لجلسة إنتخاب رئاسية قبل بلوغ الجميع سن الرشد الوطني، وهو سيستنزف جميع وسائله في تدوير الزوايا، ويستخدم جميع أرانبه لإخراج الحد الأدنى من التوافق السياسي، الذي يخوّله الذهاب الى المجلس النيابي بروح التوافق الديموقراطي لا التصادم”.
ونقلت عنه “امله بخروج الدخان الأبيض من قصر بعبدا في مهلة أقصاها نهاية حزيران، خصوصا أن الأوضاع الإقتصادية والمالية والأمنية تنذر بانهيار وإنفجار إجتماعي قريب، وهذا يتطلب الاسراع في إنجاز الاستحقاقات بما يتلاءم مع الجو الإيجابي السائد في المنطقة”.
بري عدل عن فكرة عقد أي جلسة قد تعكر صفو أجواء التهدئة
الروح الإيجابية للمملكة العربية السعودية وإفصاحها بعدم وجود فيتو على أي مرشح رئاسي رأت فيه مصادر “عين التينة”، نقطة تحرر وتحوّل للنواب السنة المترددين لحسم خياراتهم، وتأييدهم لسليمان فرنجية، ليتخطى رصيده ٦٥ صوتا”، واستدركت بالقول”: إلّا أن بري عدل عن فكرة عقد أي جلسة قد تعكر صفو أجواء التهدئة، وتأتي بنتيجة سلبية ولا تساهم في تقريب الحل المنشود أميركيا وسعوديا”.
وبحسب المصادر عينها فإن “بري بدأ بتشغيل مروحة إتصالات ستشمل كل القوى السياسية بشكل مباشر وغير مباشر، متسلحا بالإتفاق السعودي الإيراني ومواقف البلدين المعلن من الإستحقاق الرئاسي، باعتبار أن الحل يأتي من الداخل وليس من الخارج”.