مع وضع رئيس مجلس إدارة “بنك الموارد” الوزير السابق مروان خير الدين تحت المراقبة القضائية في فرنسا، بدأ كل من له صلة بالتحقيقات التي يجريها القضاء الاوروبي في ملفات مالية، “يتحسسون رؤوسهم”، واولهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ، الذي ارتبط الاتهام الفرنسي الذي وجّه لخير الدين رسميا به حين اشار الى “اختلاسه اموالا عامة من قبل موظف عمومي(سلامة) على حساب الدولة اللبنانية وخيانة الامانة وإفساد موظف عمومي”.
وفيما ينتظر ان يمثل خير الدين امام قاضي التحقيق أود بوروزي التي تتولى التحقيق في هذا الملف، وترأس الوفد القضائي الاوروبي الى لبنان، تتجه الانظار الى يوم الثلاثاء في الخامس والعشرين من الجاري، حيث سيستأنف الوفد تحقيقاته مع اشخاص آخرين، ويضم الى قضاة فرنسيين محققين من لوكسمبورغ.
على لائحة المستمع اليهم كشهود ومشتبه بهم في هذه المرحلة الثالثة من تحقيقات الوفد ستة اشخاص وفق ما كشفت مصادر قضائية ل”جنوبية” التي اوضحت ان رجا سلامة وماريان الحويك استدعيا الى التحقيق امام الوفد والذي سيتم بواسطة قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل بو سمرا، بصفة مشتبه بهما، فيما الاربعة الآخرين سيستمع اليهم كشهود وابرزهم وزير المال في حكومة تصريف الاعمال يوسف الخليل الذي كان كان مديرا للعمليات المالية في المصرف المركزي، وكل من رجا ابو عسلي مدير التنظيم والتطوير في المصرف، وندى معلوف من شركة “ديلويت” ووليد نقفور من شركة”ارنست اند يونغ”، وهاتان الشركتان توليتا عمليات التدقيق في حسابات المصرف المركزي.
القاضية الفرنسية بوروزي أصرّت على الاستماع شخصيا الى نقفور الذي إعتذر عن الحضور في المرحلة الاولى من التحقيقات
وفي هذا الاطار ، كشفت المصادر ان القاضية الفرنسية بوروزي “أصرّت على الاستماع شخصيا الى نقفور الذي إعتذر عن الحضور في المرحلة الاولى من تحقيقات الوفد في كانون الثاني الماضي، بسبب وفاة والدته، فيما كانت طلبت من القضاء اللبناني الاستماع الى افادة خليل آصاف العضو السابق لهيئة الرقابة على المصارف بعدما اعتذر الاخير عن حضور جلسة استماعه كانت محددة في 16 كانون الثاني الماضي بداعي المرض. وبالفعل فان المحامية العامة التمييزية القاضية ميرنا كلاس قد استمعت الى آصاف وزودّ الوفد القضائي نسخة عن افادته.
وفيما لم يتبلغ الحاكم رسميا من النيابة العامة التمييزية موعد جلسة استجوابه امام القاضية بورزي في فرنسا والمحددة في 16 أيار المقبل، وفق ما اكدت مصادر قضائية، فانه ينتظر ان ترفع القاضية غادة عون قرار منع السفر عن سلامة الصادر عنها منذ كانون الثاني 2022 ، لعدم إعطائه اي حجة او عذر في عدم مثوله امام القضاء الفرنسي، علما ان سلامة مطلوب استجوابه امام القاضي بو سمرا في جلسة سبق ان حددها له في 18 ايار المقبل ب”الملف اللبناني” الملاحق به الى جانب شقيقه رجا وماريان الحويك.
ينتظر ان ترفع القاضية غادة عون قرار منع السفر عن سلامة الصادر عنها منذ كانون الثاني 2022 ، لعدم إعطائه اي حجة او عذر في عدم مثوله امام القضاء الفرنسي
ووفق المصادر، فان ارجاء الجلسة الى هذا التاريخ الذي جاء بسبب تقديم المدعى عليهم مذكرة دفوع شكلية يطلبون بموجبها إخراج الدولة اللبنانية الممثلة بهيئة القضايا في وزارة العدل من الملف ، لعدم الصفة وعدم حصولها على اذن مسبق من وزير المال يوسف الخليل، بعدما اتخذت صفة الادعاء الشخصي عليهم، قد يعقبها”إرجاءات”، في حالة وحيدة، وهي ردّ بو سمرا مذكرة الدفوع بعد ابداء رأي النيابة العامة الاستئنافية، بحيث سيتجه المدعى عليهم الى إستئنافها ومن ثم تمييزها، في إجراءات قد تُدخل الملف في مسار طويل، يكون حينها بو سمرا قد أحيل الى التقاعد في تشرين الاول المقبل، وإنْ كان من نُقل عنه ان”لديه النيّة في إنهاء تحقيقاته في الملف قبل هذا التاريخ”.