
صوتها العالي والمدوزن، رفع من شأن حضورها في المساحة الطربية الحديثة. رنين الشعار، الفنانة الهادئة والطموحة بإبداعاتها الكثيرة، حققت مكانة خاصة في الغناء الطربي الحديث، جاءت باكراً للغناء والطرب
ومنذ ظهورها في “سوبر ستار” قبل سنوات، وهي في مدارها الفني الخاص، تعمل وتواصل العمل والجهد الكبير.
عملت على ألبومها الخاص، وعلى أغانيها الخاصة، وتعمل على المزيد من هذا النشاط الفني الغنائي الخاص الذي يحدد هويتها الطربية بامتياز.
رنين الفنانة ابنة الفنان عبد الكريم الشعار، في مكانة طربية مميزة ،تتحدث وتقول: “أحياناً، لا تبدو لي صدفةً أن والديّ (أبي وأمي) أطلقا عليَّ اسمي، الذي يعرّف برنين الموسقى، بالموسيقى، وبإحدى أغنيات أم كلثوم على وجه الدقة“.

أصافت : ” علاقتي مع الصوت كانت منذ صغري . منذ طفولتي حملت هذه العلاقة مع الصوت ، حيث كنت أقف الى جانب آلة التسجيل وأغني معها، أدندن، أردد كلمات لا أفهمها، ثم أعود وأستمع الى ما سجلته. وأذكر، خلال المرحلة المدرسية، كان زملائي يطلبون مني الغناء كي يعرضوا عن إكمال حصصهم الدراسية، فكنت بمثابة باب خروجهم من الصف. وهذه المرحلة حاضرة في ذهني دائماً ولا تغيب. وما أريد توضيحه هنا هو أنني لم أبدأ مع الصوت من جانب الغناء، بل من جهة المسمع والإصغاء، وكنت أجد المسمع أهم من المغنى ويساعدني في تلقف وفهم واداء الصوت.فقد واظبت على الإستماع الى الأغاني والألحان والموسيقى ،إلى أي موسيقى أو أغنية أو لحن، وكم عشت الحزن ، في كل مرة، أستمعت بها الى المغنى والصوت الطربي. ولم أكن أعرف سببه، سبب هذا الحزن الذي يشب من الصوت والمسمع ويلتف على قلبي وحنجرتي.”
وتشرح قائلة :” يمكنني القول إن علاقتي الإحساسية والشعورية بالمسموع، كانت بإيقاعه أو مقامه تحديداً، أقوى من علاقتي بالمعنى الذي تتضمنه كلمات الأغنية أو نصها مهما كان“.
تفصح رنين وتعترف أنها لم تدرك قدرتها الصوتية الا عندما سافرت إلى الولايات المتحدة الأميركية للتحصيل العلمي. وتقول : ” خرجت أو ابتعدت عن وسطيّ الموسيقى والغناء في لبنان،وتوجهت الى مساحة علم أخرى، تخصصت في المجال الإقتصادي، وفي تلك المرحلة الزمنية والمكانية، شعرت بغربة وبمعنى الغربة وقوتها وقسوتها، لكني سعيت و حاولت تخفيفها مباشرةً عبر صوتي وعبر الغناء والدندة المسؤولة والصارمة، إذ كنت أجلس مع نفسي على شرفة مكاني وغربتي، أجلس وحيدةً وأغني. في تلك الفترة كانت حنجرتي صديقتي الوحيدة . حنجرتي أصبحت صديقتي ورفيقتي الدائمة، وقد فعلت فعلها في حياتي ، شدتني إلى الإهتمام بها، والإعتناء بطبقاتها ومساحاتها الصوتية. ومن يومها وأنا مدمنة على حنجرتي و صوتي“..
في صغري حفظت أغنيات كثيرة، كانت “أكبر” مني ـــ تقول رنين ــ ” أغنيات أكبر أو أضخم، كأغاني أم كلثوم على سبيل المثال لا الحصر. كنت أحفظ وأردد من دون أن أفهم معنى الأغنيه، لكني، وبالفعل نفسه، أي الترداد، يعتريني شعور بالمتعة، التي لم أكن أتحملها. لقد كان الإحساس بالطرب والأغنية أكثر حضوراً من معناها . الا أنه فيما بعد وقفت أمام ذاتي، سألت نفسي إن كنت أريد الاحتراف في الموسيقى، والدراسة في الكونسرفتوار، إلا أني عدلت عن هذا القرار، ووجدت أن الغناء على “فطرتي” ملائم أكثر لي ويناسبني بامتياز“.
تتوقف رنين عند محطات فنية عبرتها او انطلقت من خلالها : ” في مراحل أولى، حاولت تقليد المطربين، الذين استمعت إلى أغنياتهم، بنبرتي أحاكي نبراتهم، وبحركتي أحاكي حركاتهم. لم يكن تصوري عن صوتي موجوداً بعد، وفي مرحلة لاحقة، بدأ هذا التصور يتضح أمامي، وبعدها عرجت على مرحلة أخرى، وتلتها مراحل . أما اليوم، فلا مشكلة عندي في غناء أي نوع، أو أي نمط او أي لون طربي “.
الغناء بالنسبة للفنانة رنين الشعار ليس مرتبةً اجتماعية محددة ومرسومة للفنان، ” الغناء هو طريق طويل وبالتأكيد لا حدود له، وما على الفنان الا السير في هذا الدرب “العسير” والجميل والممتع والذي يحمل كا المفاجآت الجميلة والنوعية، والساحرة في أغلب الأحيان.. في الغناء ترى الأمور من حولك بطرق جديدة وصور جديدة وآفاق مفتوحة، وكل هذا يساعد الفنان على تقديم الجديد والتجدد.”
فنانة ابنة فنان . رنين الشعار فنانة ابنة الفنان الكبير عبد الكريم الشعار ، تتعامل مع والدها الفنان من منطلق خاص، وتفصل بين التأثر والتوجيه من قبل الأب وتقول : “والدي كان أول أذن تسمع صوتي، ورغم ذلك، أفصل فيه الوالد عن الفنان. أنه مثالي الأعلى، وهو، حتى اليوم، لا يزال، يدفعني إلى طلب المزيد من العمل والجهد في سبيل رفع شأن عملي الفني الغنائي. لا شك أنني تأثرت به، وحاولت تقليده، ولكن كل هذا لا يمنع من وجود الإختلاف بيننا، فنحن على مسافة من بعضنا ، وفي تلك المسافة تنمو وتعبر الموهبة والغناء والطرب بهدوء وطمأنينة في أيامنا وحياتنا “.