
أغنية “أم البطل” التي غنتها المطربة المصرية شريفة فاضل، قبل أكثر من نصف قرن، تفقد منشدتها ويتوقف نبض من رتلتها بصوتها الجهوري العذب الدافيء. شريفة فاضل ترحل إلى جوار «البطل» بطلها الشهيد طيار سيد السيد بدير.
توفيت في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد 5 مارس، عن عمر ناهز الـ 84 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.( أبنها البطل الشهيد طيار سيد السيد بدير،من شهداء حرب الاستنزاف .. و استشهد في حرب 73) . و غنت له “ام البطل” .
توفيت بعد صراع مع أمراض الشيخوخة لسنوات، ووعكة صحية ألمت بها مؤخرا.
وأعلن ابن شقيقتها طارق ندا، خبر وفاتها عبر صفحته على فيسبوك.
ورغم غيابها لسنوات طويلة عن الساحة الفنية بسبب مرضها، فإن الوسط الفني والثقافي تفاعل مع رحيلها بشكل واسع ولافت.
شريفة فاضل، صاحبة الاعمال الغنائية المميزة لها العديد من الأعمال التي تعيش في الوجدان، ومنها أغنية “تم البدر بدري”، و”أم البطل”، و”مبروك عليك يا معجباني يا غالي”، و”فلاح كان فايت بيغني”، و”حارة السقايين”، “وآه من الصبر وآه”، و”آه يا المكتوب” و”الليل”، و”أمانة يا بكرة”، و”دور دور”، وغيرها.
شريفة فاضل، واسمها الحقيقي فوقية محمود أحمد ندا، واحدة من مطربات الجيل الذهبي، ولدت في القاهرة أواخر الثلاثينيات، وورثت حلاوة الصوت وقوته من جدها الشيخ أحمد ندا مؤسس مدرسة التلاوة الحديثة وأحد أعظم قراء القرآن الكريم، وتدربت منذ صغرها على الإنشاد الديني والموسيقى.
عاشت الراحلة في القاهرة مع والدتها بعد انفصال أبويها، فدعمتها والدتها فنيا رغم اعتراض والدها. ولحلاوة صوتها، ذاع صيتها، فغنت أمام الملك فاروق الذي أشاد بصوتها في ذلك الوقت.
بعد شهرتها، أحيت شريفة فاضل زفاف هدى عبد الناصر -ابنة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر- وغنت لها “مبروك عليك يا معجباني”، كما كانت حاضرة بشكل دائم في حفلات الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وقدمت له أغنية “أسمر يا سمارة يا أبو دم خفيف”.
كان أول ظهور لشريفة فاضل على الشاشة وهي صغيرة حين طلب أحد المنتجين من والدتها أن تشارك شريفة في فيلم “الأب” في أواخر الأربعينيات، ثم فيلم “أولادي، وداعا يا غرامي”، وبعدها التحقت بمعهد التمثيل لكن تم اعتمادها مستمعة فقط لصغر سنها، ثم لاحقا تم اعتمادها مطربة في الإذاعة.
تميزت بأنها حققت لنفسها مكانة مختلفة وبعيدة عن نجمات الجيل الذهبي في ذلك الوقت، لما تتمتع به من حلاوة الصوت وقوته، فقدمت العديد من الأغنيات الناجحة وأشهرها “حارة السقايين” وهي الأغنية التي أعاد الفنان محمد منير غناءها، وأيضا قدمتها اللبنانية نانسي عجرم في حفلاتها، والأغنية الدينية “تم البدر بدري”.
ومن أغنياتها أيضا “أمانة ما تسهرني يا بكرة”، و”آه من الصبر” و”فلاح والليل”، وغيرها من الأغنيات التي تعاونت فيها مع كبار الملحنين في ذلك العصر، مثل منير مراد ورياض السنباطي ومحمود الشريف ومحمد الموجي وبليغ حمدي وسيد مكاوي.
كما أنها حصلت على فرص سينمائيا بعد زواجها الأول من الفنان السيد بدير، فقدمت أفلاما مثل “حارة السقايين” و”غازية من بني غازي” و”الحب والثمن”.
عاشت شريفة فاضل موقفا دراميا أليما حين رحل ابنها الطيار سيد السيد بدير في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، ورغم الصدمة الشديدة التي ألمت بها، فإنها طلبت من صديقتها الشاعرة نبيلة قنديل أن تكتب لها أغنية عن أم الشهيد، فكتبت لها أغنية “أم البطل” وقام بتلحينها علي إسماعيل، وبالفعل ذهبت في اليوم التالي لتسجيل الأغنية التي حققت نجاحا كبيرا في ذلك الوقت.
وخلال تسعينيات القرن الماضي، قررت شريفة فاضل الابتعاد عن الأضواء، خاصة بعد أن أصيب زوجها اللواء علي زكي بالشلل، فتفرغت لرعايته، وعاشت مع ابنها.