
في العاشر من شهر ايار من العام 2021 ، أوقف ع.ح. في مطار رفيق الحريري الدولي لدى عودته من العراق، وهو لا يزال موقوفا بتهمة التعامل مع العدو الاسرائيلي وتزويده بمعلومات امنية، منها ما يتعلق بمراكز وجود الاسلحة والصواريخ والمعابر والترسانات العائدة لحزب الله والمواقع السيبرانية في الجنوب، وذلك مقابل تلقيه مبالغ مالية.
يتفوّق” بشخصه على اهمية التهمة الموجهة اليه فالشاب العشريني هو من مقاتلي حزب الله وقد شارك الى جانب الحزب في القتال في سوريا لما يتمتع به من قدرات عسكرية
“يتفوّق” المتهم ع.ح بشخصه على اهمية التهمة الموجهة اليه، فالشاب العشريني هو من مقاتلي حزب الله وقد شارك الى جانب الحزب في القتال في سوريا، لما يتمتع به من قدرات عسكرية بعد خضوعه لعدة تدريبات في هذا المجال، لينتقل بعدها الى القتال في عرسال حيث أصيب، ونال نتيجة ذلك إجازة لمدة شهرين.
هكذا يروي “سيرته القتالية ” اثناء مثوله امام المحكمة العسكرية لمحاكمته بالتهمة الموجهة اليه التي أنكرها و”ألبسها” الى شقيقه الفار، قائلا عن الاخير انه”شاذ ” وكان لديه صديق اسرائيلي مرتبط بالموساد، وهو شاركه(اي شقيقه) في القتال في سوريا، قبل ان يغادر لبنان منذ العام 2019 .
في العام 2018 ، قدّم ع.ح للحزب طلب إنقطاع عن الخدمة وإذن سفر، بحثا عن “لقمة عيشه”، فكان له ما أراد.سبق ذلك تقديمه سيرته الذاتية لشركة تدريب عسكري على”الفايسبوك” للعمل كحارس امني لاحدى “المولات” او مواقف السيارات في الامارات العربية المتحدة. وبالفعل تلقى اتصالا من شخص في النمسا، عرّف عن نفسه بانه يدعى امير عارضا عليه العمل، ليكتشف ع.ح. بعد شهرين من ذلك ان اميرا ليس سوى ضابط موساد ، فسارع الى ابلاغ الحزب “مركز وحدة ال900 في مكافحة التجسس” حيث طلب منه شخص في ذلك المركز ملاقاته قرب محل “إكسبرس” ونقله هذا الشخص الذي عرف عن نفسه بانه يدعى عادل الى المركز، فخضع للتحقيق ثم طلبوا منه قطع التواصل مع أمير، وقالوا له:”نحنا منتواصل مع الدولة”.
بعد ان استحصل عبد الرضا على””إذن سفر” من الحزب غادر لبنان،”فحالتي النفسية ساءت بعد مشكلة حصلت معي عندما أصبت في عرسال”، ثم عاد ليقول:”حالتي النفسية ما كانت منيحة وتركت الحزب بسبب ما عانيت من إضطراب ما بعد الصدمة من الحرب في سوريا”، وهو كان أفاد في التحقيق الاولي انه بعد التواصل مع الضابط الاسرائيلي عاد الى خدمته في الحزب، ليعود ويقول امام المحكمة:”تواصل معي امير في شهر تموز من العام 2018 ثم بعد شهرين من ذلك علمت انه من الموساد وانا كنت في اجازة لمدة شهرين”.
يتابع المتهم “روايته” امام المحكمة وكيف سافر من لبنان الى البحرين ثم تايلاند حيث التقى شقيقه هناك وعندما علم انه يعمل مع الموساد
يتابع المتهم “روايته” امام المحكمة، وكيف سافر من لبنان الى البحرين ثم تايلاند حيث التقى شقيقه هناك وعندما علم انه يعمل مع الموساد انقطعت علاقته به لينتقل بعدها الى قطر فتركيا حيث نال فرصة عمل افضل ومكث فيها عاماً كاملاً حيث كان يعمل في صالون للحلاقة، وليس كحارس أمني ، نافياً تزويد “امير” اي معلومات امنية عن الحزب او تلقيه حوالات مالية منه، “وما الحوالتين التي يبلغ مجموعهما 1900 دولار سوى من شقيقه محمد ومصدرهما النمسا لا بل هما اكثر من هذا المبلغ”.
رواية المتهم استوقفت رئيس”العسكرية ” العميد روجيه الحلو كما ممثل النيابة العامة القاضي هاني حلمي الحجار، اللذين أمطراه بوابل من الاسئلة .
ففي سؤال لرئيس المحكمة كيف انه سافر الى شقيقه في تايلاند وهو يعلم بانه مرتبط بالموساد، اجاب، بانه علم بذلك عندما سافر اليه. وهل هي صدفة تواصله مع امير وهو ضابط اسرائيلي وشقيقه بالموساد، قال:”عندما علمت ان لشقيقي علاقة مع اليهود غادرت تايلاند التي مكثت فيها اربعة اشهر ، ولم ألتق خلالها بشقيقي سوى مرتين”. ويبرر سبب قبوله بحوالتين من شقيقه بانهما لأمه “لانها كانت آخدي قرض”.
كان المتهم يملك ثلاثة خطوط هاتفية احدها فرنسي يستخدم عليه الواتساب فقط، اما الخطان الآخران ف”واحد للشغل وواحد للاهل”. وما ضبط على احد ذاكرة الخطوط من فيديو وشخص يحمل علما اسرائيليا ، زعم المتهم انه لشقيقه،” فهو اعطاني هاتفه قبل مغادرته لبنان”.
في التحقيق الاولي، ذكر المتهم انه زوّد مشغله بمعلومات يعرفها عن “معبر صالح” في عرسال، وان لهذا المعبر اهمية كبرى للحزب والفيلق الايراني ، وجاء امام المحكمة ليقول:”هذا شات نسخته وارسلته من هاتفي اللبناني الى الفرنسي لقراءته “.اماعن وحدة مركز التجسس السيبراني التي قال عنها سابقا بان مركزها في النبطية ، وهي من اهم معهد للدراسات الدينية وللرصد، فأجاب:”حزب الله نشره وانا نسخته لقراءته لاحقا”. وعن سبب سفره الى العراق افاد بانه كان بمناسبة شهر رمضان ومن هناك اراد العودة الى لبنان لزيارة اهله حيث اوقف في المطار.
وسئل عن عدة اشخاص قال انه لا يعرفهم فيما استخدم اسم دانيال الريس كإسم وهمي له على الانترنيت ل”تسجيل ألعاب عليه”. وعن محادثات تلقاها من ارقام اسرائيلية، اجاب بانه نشر اعلانا على الفايسبوك “وحاكاني اكثر من مئة رقم”، وكان حينها في تركيا.
وفي سؤال للقاضي الحجار كيف انه تواصل مع شركة اماراتية من اجل العمل فيها وذكر لها انه مقاتل مع حزب الله، “الا تعلم علاقة حزب الله مع الامارات”، فأجاب:” مش صحبي، أعداء”، ثم إستدرك:”طلبت الشركة موظفين وحرس مولات ولن يكون لذلك علاقة بحزب الله”، ليتدخل وكيل المتهم المحامي شوقي شريم معلّقا:”انا لست من حزب الله وأدافع عنه”.
أكد المتهم انه بالتحقيق معه في وزارة الدفاع ذكر بانه ابلغ حزب الله بموضوع تواصله مع أمير ليعلق رئيس المحكمة بان هذه الواقعة ليست مذكورة في التحقيق الاولي.
وعاد القاضي الحجار يسأل المتهم:”لدى الامارات تصنيفات عن حزب الله فكيف يعقل ان تحدد لها الجهة التي تنتمي اليها، فهل ان هذا الامر يجعلها مهتمة بتوظيفك، فأجاب:”الشركة تهتم بالخبرات، وحزب الله يقدم تدريبات عالية على المستوى الامني والشخصي”.
وأكد المتهم انه بالتحقيق معه في وزارة الدفاع ذكر بانه ابلغ حزب الله بموضوع تواصله مع أمير، ليعلق رئيس المحكمة بان هذه الواقعة ليست مذكورة في التحقيق الاولي.
وما لم يقله المتهم، قاله وكيله الذي صرح بان “إعتداء جنسيا تعرض له شقيقه في سوريا وان هذا الاعتداء هو الذي خلق أزمة بينه وبين الحزب”.
وقبل ان ترفع المحكمة الجلسة الى ايلول المقبل ، تقرر تسطير كتاب الى شركتي الخلوي لتزويد المحكمة بداتا الاتصالات العائدة لهواتف المتهم التي استخدمها وكذلك تحديد موقعها الجغرافي في تواريخ محددة. وكذلك تقرر توجيه كتاب الى مديرية المخابرات لتحديد ما اذا كان المتهم قد افاد اوليا انه ابلغ حزب الله بالتواصل. كما طلب القاضي الحجار اجراء دراسة امنية على حركة هواتف المتهم وفي اي مواقع شهدت اعتداءات اسرائيلية.
وكان للمتهم طلب من المحكمة يتعلق بعرض مقابلة اجراها شقيقه مع صحافي اسرائيلي قال عنها”انها هي اساس القضية”.