
على وقع تهويل “الثنائي الشيعي”, بالنزول الى المجلس النيابي وإنتخاب مرشحهم الرئاسي سليمان فرنجية ب ٦٥ صوتا، جاءت حسابات بيدرهم مخالفة لحسابات الحقل، فقد كشفت مصادر مقربة من عين التينة ل”جنوبية”، أن “الثنائي الشيعي فشل في جمع هذا العدد من النواب، حيث مالت أهواء عدد من النواب السنة والمستقلّين الذين كانوا يدورون في فلك “الثنائي” وكان يراهن عليهم، باتجاه قائد الجيش جوزاف عون، الذي أصبح يحظى أيضا بتأييد علني، من القوات اللبنانية واللقاء الديموقراطي وعدد من القوى السياسية”.
هذه النتيجة جعلت “حزب الله” و”حركة أمل”، بحسب المصادر، “يعودان أدراجهما، الى خطاب المربع الأول والدعوة للحوار، والتوافق على مرشح بين الأفرقاء”، لكن من دون ان تستبعد المصادر عينها، أن “ينزل “الثنائي” في الوقت الراهن الى الجلسة، باسم مرشحهم فرنجية بدل الورقة البيضاء، التي إعتمدت على مدار ١١ جلسة فراغ “لأن ذلك سيؤدي الى حرقه”.
مصادر مقربة من عين التينة : “الثنائي الشيعي فشل في جمع 65 نائباً حيث مالت أهواء عدد من النواب السنة والمستقلّين الذين كانوا يدورون في فلك “الثنائي”
وإكدت المصادر ، “أن لا تحديد لجلسة لانتخاب رئيس في المدى القريب، مع غياب أي مؤشرات إيجابية أو مبادرات جدّية، رغم التواصل بين القوى السياسية لجس نبض ما تخفيه للمرحلة الثانية من المعركة الرئاسية المنتظرة، وتشمل مروحة التواصل القوات اللبنانية ومعظم القوى السياسية”.
و إذ تميل أجواء “عين التينة”، بحسب المصادر، الى “إمكان التخلي عن فرنجية لصالح قائد الجيش، في حال جاءت الرياح الخارجية مؤاتية له وهو مستعد للسير بركبها، حتى لو بقي “حزب الله” في مربّع زغرتا، أكدت أن “أولوية بري هي فرنجية، إلا أن مواصفات جوزاف عون الرئاسية غير بعيد،ة عن المواصفات التي حددها رئيس حركة أمل في ذكرى تغييب السيد موسى الصدر في آب العام الماضي، واذا ما تم التوافق عليه بين القوى المسيحية، فلن يكون بري عائقا أو حجر عثرة أمام تعديل الدستور لإنتخابه، حتى لو رفض “حزب الله” ذلك، خصوصا أن تجربة عون التي فرضها الحزب على حليفه كانت مريرة”.
و في المقابل لفتت مصادر مقربة من حارة حريك، ان “حزب الله لن يستغني عن فرنجية، وهو مستعد لإعادة تجربة فترة الفراغ التي سبقت إنتخاب ميشال عون رئيسا، وقد عبّر عن رفضه لطرح إسم قائد الجيش متحججا، بأن ذلك يحتاج لتعديل دستوري “غير وارد”، وكذلك تأمين نصاب الثلثين أي ٨٦ صوتا”.
وذهبت المصادر عينها الى أبعد من ذلك “تبق الحصة” بالقول”: الحقيقة غير المعلنة في موقف الحزب، هي إرتهان قائد الجيش للإملاءات الأميركية، ووقوفه الى جانب الإحتجاجات التي اندلعت عام ٢٠١٩، فيما فرنجية رجل عروبي، والتجارب أثبتت ثبات مواقفه الى جانب محور الممانعة والمقاومة”.
“حزب الله” لن يستغني عن فرنجية وهو مستعد لإعادة تجربة فترة الفراغ التي سبقت إنتخاب ميشال عون رئيسا
وأما مصادر متابعة للحراك الرئاسي، فاعتبرت “أن وصول فرنجية الى قصر بعبدا، يعدّ كارثة على الدولة ومؤسساتها، وهذا لن ترضى به القوى التغييرية والدول المعنية بالملف اللبناني”.
إقرأ أيضاً: سخونة حكومية وقضائية تكسر البرودة المناخية..ورهان على إشارات رئاسية من لقاء باريس!
وأشارت الى أن “عهد فرنجية سيكون بمثابة إستمرار وتمديد للعهد السابق، وإنهيار شامل في حال نجح الثنائي في ايصاله لكرسي الرئاسة، وهذا مستبعد حتى الآن”.
وفي كل الأحوال، اكدت إقليمية ل “جنوبية”، ان “القوى الساسية تنتظر لمعرفة خارطة طريقها، ما سيتمخّض عن إجتماع باريس بشأن لبنان، والذي من المقرر أن يعقد بداية الاسبوع المقبل، وسيضم الى جانب فرنسا، مندوبين عن الولايات المتحدة الأميركية والسعودية وقطر وقد تنضم مصر إليهم في حال عدم تأجيله”.