
ما يجري اليوم، من حفلة جنون “على مد الوطن”، هو باختصار مفيد و”حزين”، يمثل تداعيات الانهيار لدولة لبنان. والقضاء بطبيعة الحال، وهو ركن اساس، لا يمكن ان يكون بمنأى عن المؤسسات الدستورية، ولا عن القطاعات بمختلف أوجهها سواء كانت رسمية أو خاصة.
القضاء بطبيعة الحال وهو ركن اساس لا يمكن ان يكون بمنأى عن المؤسسات الدستورية ولا عن القطاعات بمختلف أوجهها سواء كانت رسمية أو خاصة
لبنان “يُحتضر” تحت وطأة الفوضى وغياب الدستور. ليس مهماً من يدير هذه الفوضى، أو من يمعن في تقويض العدالة والقانون، الأخطر الأهم هو التفرج على انهيار شامل، يصعب توقع مساراته ومجاريه المدمرة، والثابت ان المنظومة الحاكمة هي ضمنه ولن تنجو منه، مهما بلغت درجة إجرامها، واستعدادها لبيع شعبها مقابل خلاصها.
لبنان “يُحتضر” تحت وطأة الفوضى وغياب الدستور
اللبنانيون ولبنان أول الضحايا، والتصدع في بنيان المجتمع وفي قواعد الحياة الوطنية، بات شديد الخطر، ولم يعد يشكل انتخاب رئيس، ايا كانت هويته، بوابة انقاذ أو خلاص، مما يجرف الكيان في مجرى الهلاك المحتوم.
“نعوة” لبنان ليست تنبيهاً ولا تحذيراً، هي واقع يفضحه موت الدولة، بعد تقطع شرايينها وتوقف مؤسساتها عن النبض.
الخلاص تحول إلى خلاص فردي، طالما تم تقويض فرصه العامة، وتحول لبنان الى لعنة ليس على شعبه فحسب، بل على كل الدول التي كانت تطمح ب”مرقد عنزة” في جغرافيته.
“نعوة” لبنان ليست تنبيهاً ولا تحذيراً هي واقع يفضحه موت الدولة بعد تقطع شرايينها وتوقف مؤسساتها عن النبض
خلاصة القول، انه ثمة إقرار عربي و دولي بأن لبنان دولة “حزب الله”، ويتم التعامل مع شعبه على هذا الأساس.
ولم يعد مهماً أيضاً، ما إذا كان هذا التوصيف هو صحيح أم لا، طالما ان هذه القناعة مرسخة في وعي المنظومة العربية والدولية، وبالتالي، هكذا جرى التعامل في قضية ترسيم الحدود: واشنطن اتفقت على الترسيم مع “حزب الله”، واخرجت حامل جنسيتها العميل المفرج عنه عامر الفاخوري بقرار ملتبس وفي خطوة غير مسبوقة، تحت أنظار الحزب واذرعته.
إزاء كل هذه “الانتصارات” وكل هذه القوة التي تزنر لبنان بالبيارق الصفراء بات اللبنانيون يحلمون ب”الهزيمة الشيطانية” علها تكون أرحم عليهم من “أقواس” النصر الإلهي!
ما يطلبه المجتمع الدولي وواشنطن، يتم تنفيذه بيسر وتنافس، فيما الشعب يجلد يوميا بسياط الممانعة ،ولا يعتد بشكواه أو اعتراضه.
اللبنانيون يعيشون في دولة “حزب الله” المنتصرة، وهو ليس انتصارا بشريا فحسب، بل انتصار إلهي، انتصار في سوريا و العراق، وانتصارات متوالية من طهران إلى الناقورة.
اللبنانيون يعيشون في دولة “حزب الله” المنتصرة وهو ليس انتصارا بشريا فحسب بل انتصار إلهي
هنيئا للبنانيين هذه الانتصارت التاريخية، وهنيئا لدول المشرق العربي، انتصارات حولت دولها إلى اطلال، ومجتمعاتها إلى هياكل شعوب متصدعة. وهنيئا أيضاً لدول المشرق العربي، ألوية النصر المؤزر.
إزاء كل هذه “الانتصارات”، وكل هذه القوة التي تزنر لبنان بالبيارق الصفراء، بات اللبنانيون يحلمون ب”الهزيمة الشيطانية”، علها تكون أرحم عليهم من “أقواس” النصر الإلهي!