أن يموت وديع وسوف ابن المغني جورج وسوف ، بعد مضاعفات صحية طارئة ألمت به، ونتيجة تدهور صحته بعد عمليّة جراحيّة خضع لها، أمر بالغ الأسى ، ونتيجة غير معقولة وغير مقبولة، واقعياً، على الأقل،بل مرفوضة من العقل ولا تشملها قدرية الحياة والموت،ذلك أن موت الوديع حدث بعد فعل (عملية جراحية لربط المعدة!)، فهل كان من الممكن تفادي هذا الموت، بالعدول عن العملية “التجميلية” التي سعى إليها الفتى المنطلق الى الحياة والعمل الفني بخطوات هادئة جداً، أين منها ومضات الأمل والطموح الكبير؟
سبق الوديع بهذا الموت كثيرون وكثيرات ، ومنهم من عاش وتابع حياته بعد (العمليةالتجميلية) ولكن بحياة (معطوبة!) ، فهل كل من طلب الجمال والكمال، عليه سلوك درب “المغامرة الصحية”!
طالما عاش الانسان في مساحة حياة مفتوحة على حافة الفنون والابداع الواسع، طالما سعى الى امتلاك كل أسباب الفن والجمال، ولو على حساب خسارات كبرى، ولا يهمه اذا “توجت” هذه الخسارة بالموت والفناء!
كان الوديع الراحل صورة صافية عن والده،المغني المحبوب جورج وسوف، كان وارفاً على والده، ووالده ممهوراً في شخصية الوديع ،الجميلة الطيبة الطموحة، لكن قفزة الابن نحو الأعلى،كانت قاسية جداً، تُقارب الصعود السريع، فالتحق بومض البرق الجمالي،لكن قفزته الصاخبة، تردد صداها في العدم والفناء..!
ارقد هانئاً في فردوسك يا وديع.
ولتتحف الحياة بغنائك الوداعي يا جورج وسوف ،
يا أبا وديع.