خطّة بيل غيتس.. لِتَجَنُّبِ كارثةٍ مُناخية

خطّة بيل غيتس كتاب لِتَجَنُّبِ كارثةٍ مُناخية

تتزايدُ الأضرار البالغةُ الجَسامةِ، التي يُخلِّفُها التّغييرُ المناخيّ على الحياة البشرية، في كلّ لحظةٍ. واستمرار تَزايُد هذه الأضرار ، يُنذِرُ بِحدوث كارثةٍ مُناخية ، يَتوقّع حصولَها بيل غيتس ، الذي يُسجِّل تَوَقُّعَه هذا، في كتابه الصادر، حديثاً، عن “شركة المطبوعات” في بيروت، تحت عنوان: “كيف نَجتنِبُ كارثةً مُناخيّة: ألحلولُ المتوافرة والاختراقات اللاّزمة”، (في طبعة عربية أولى 2022: ترجمة: فاديا قرعان).

بيل غيتس

وبيل غيتس هو: تقنيّ ورائد أعمال وصاحب أعمال خيريّة. في العام 1975، شارك في تأسيس شركة مايكروسوفت مع صديق طفولته بُّول( بتشديد الباء) ألن؛ واليوم هو رئيس مشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس. أطلق غيتس صندوق” بريك ثرو إينرجي “الاستثماري، بهدف تسويق الطاقة النظيفة وغيرها من التكنولوجيات المتعلّقة بالمُناخ.

إنّ التَّغّيُّر المناخي – وعلى ما يُقرِّر بيل غيتس في كتابه هذا – سبَّبَتهُ انبعاثاتُ الأطنانِ الملياريةِ الهائلة ل غازات الاحتباس الحراري أو الغازات الدّفيئة التي يضيفها العالم سنويّاً إلى الغلاف الجويّ.

التغيُّر المناخي سبَّبته انبعاثات الأطنان الملياريَّة الهائلة لغازات الاحتباس الحراري التي يضيفها العالم سنويّاً إلى الغلاف الجوي


ويشير هذا الكتاب، إلى أنّ بيل غيتس : صَرفَ عقداً من الزمن في تقصّي أسباب التغيُّر المناخي ونتائجه. وبمساعدة أهل الاختصاص في علوم الفيزياء والكميمياء والأحياء والهندسة والعلوم السياسية والمالية، ركَّز في ما ينبغي فِعله لوقف انزلاق العالم نحو كارثةٍ بيئيّة حتميّة.

مُنطوياتُ هذا الكتاب

وفي هذا الكتاب، يوضح غيتس ما يُحوجنا إلى بلوغ الصافي الصّفري لانيعاثات غازات الدفيئة ويشرح بالتفصيل ما علينا فِعله لتحقيق هذا الهدف البالغ الأهمية، ويمدّنا بتوصيفٍ حاذِق للتحدّيات التي نواجهها. وبالارتكاز على فهمه للابتكار وما يلزم لتوليد أفكارٍ جديدة، يصف غيتس المجالات التي تسهم فيها التكنولوجيا سلفاً، للحدّ من الانبعاثات، كما يصف المواضع والحيثيات التي من شأنها أن تجعل التكنولوجيا الحالية أشدّ فعّالية، موضحاً المجالات التي تستدعي اختراقات تكنولوجية، محدِّداً الجهات العاملة على هذه الابتكارات الجوهرية. وأخيراً، يطرح خطّةً ملموسة وعملية لتحقيق الهدف المتمثل في بلوغ صفر انبعاثات، مقترحاً سياسات على الحكومات اعتمادها وخطوات علينا كأفراد اتخاذها لمساءلة حكوماتنا ومستخدِمينا وأنفسنا في هذه المؤسَّسة المحورية. وكما يوضح غيتس، لن يكون من البساطة أو السهولة بلوغ صفر انبعاثات، لكن إذا اتّبعنا الخطة التي يطرحها، فإنّ إصابة الهدف ستكون حتماً على مرمى قوسٍ منّا.

ينبِّهنا هذا الكتاب إلى ما ينبغي فِعله لوقف انزلاق العالم نحو كارثة بيئيّة حتميّة

طُموحٌ علينا تحقيقه

ويحتوي كتاب: “كيف نَجتَنِبُ كارثة مُناخيّة”، على: مقدّمة؛ واثني عشر فصلاً(وهي فصول تجمعها خمسة أقسام)؛ وخاتمة.
ومما يقوله الكاتب ففي مقدذمة هذا الكتاب، التي حملت عنوان: “من 52 ملياراً إلى صفر: “على مستوى التّغيُّر المناخي، عليك ان تحفظ رقمين أساسيين: الأول هو 52 ملياراً والثاني هو الصفر.
“تمثّل الاثنا وخمسون ملياراً عدد أطنان غازات الاحتباس الحراري أو الغازات الدفيئة التي يضيفها العالم سنويّاً إلى الغلاف الجوي؛ وفي حين أنّ هذا العدد قد يزيد أو يقلّ بعض الشيء من سنة إلى أخرى، إلاّ أنّه آخذٌ بالإجمال في الارتفاع. هذا ما وصلنا إليه حالياً.

المطلوب هو أن نتوقّف عن إنتاج مزيدٍ من غازات الاحتباس الحراري إلى الغلاف الجوي حتّى لا ترتفع درجات الحرارة أكثر


أمّا الصفر، فيمثِّل العدد الذي نطمح إلى بلوغه. فللحدّ من الاحتباس الحراري وتفادي أسوأ العواقب المترتّبة عن التغيُّر المناخي والتي من المتوقَّع أن تكون وخيمةً، على الإنسان أن يتوقّف عن إضافة غازات الاحتباس الحراري إلى الغلاف الجوي…لتفادي كارثةٍ مناخية.
“لم يكن من الممكن أن أتصور قبل عقدين من الزمن أنني قد أتحدّث يوماً في العلن عن التّغيُّر المناخي، أو حتى أن أؤلّف كتاباً عن هذا الموضوع. فأنا متخصص في البرمجيات وليس في علم المناخ، وأعمل حاليّاً بدوام كامل مع زوجتي ميليندا في مؤسَّسة بيل غيتس حيث نُركِّز بشكل أساسي على الصحة العالمية والنموّ والتعليم في الولايات المتحدة.” بدأ تركيزي يميل نحو التغيُّر المناخي بصورة غير مباشرة من خلال اهتمامي (في بداية الألفية الجديدة) بمشكلة الافتقار إلى الطاقة.

قَناعةٌ عَزَّزتها ثلاثة أمور

و”على مرّ السنين، تعزّزت قناعتي في ثلاثة أمور :
1- لاجتناب الكارثة المناخية، علينا أن نبلغ نقطة الصفر.
2- علينا أن نعمِّم استخدام الأدوات المتوافرة لدينا، كالطاقة الشمسية والريح، بشكل اسرع وأكثر ذكاءً.
3- وعلينا أن نخترع إختراقية متقدّمة ونطبّقها، تساعدنا على إكمال الدرب ( لبلوغ نقطة الصفر).
“… فالمطلوب هو أن نتوقف عن إنتاج مزيد من غازات الاحتباس الحراري إلى الغلاف الجوي حتى لا ترتفع درجات الحرارة أكثر. إليكَ تشبيه مفيد جدّاً: يشبه المناخ حوض استحمام يمتلئ شيئاً فشيئاً بالمياه. يمكن إبطال دفقِ المياه إلى أقصى حدّ ممكن، ولكنّ الحوض سيمتلئ في نهاية المطاف وسينسكب الماء على الأرض. هذه هي الكارثة التي ينبغي لنا أن نجتنبها.
و”يتطلّب التّصدي للتغيُّر المناخي توفير طاقةٍ نظيفة موثوقة وبخسة الثَّمن تماماً مثل تلك التي يوفّرها الوقود الأحفوري”.
ويضيف الكاتب في مقدّمة هذا الكتاب التوضيحات والشروحات التالية:

طروحات هذا الكتاب

“يطرح هذا الكتاب سُبُل المضيّ قُدُماً وسلسلة من الخطوات التي بوسعنا اتّخاذها لاستغلال الفرصة المتاحة لنا لاجتناب كارثة مناخية. فهو مقسَّمٌ إلى خمسة أقسام:
“لماذا نقطة الصفر؟ في الفصل الأول سأشرح بشكل مفصّل الأسباب الموجبة لبلوغ نقطة الصفر، بما في ذلك ما نعرفه (وما لانعرفه) عن التأثير الذي سيخلّفه ارتفاع درجات الحرارة على الناس في مختلف أنحاء العالم.
“ألأخبار السّيّئة: الرحلة نحو نقطة الصفر ستكون شاقّةً. سنخصّص في الفصل الثاني بعض الوقت لإعادة النّظر في التّحديات التي سنواجهها.
“ألتّحاور القائم على حُسن الاطلاع في موضوع التغيُّر المناخي. سأتطرق في الفصل الثالث إلى بعض الإحصائيات الملتبسة التي بلغت مسامع الناس وأستعرض مجموعة من الأسئلة أحتفظ بها في ذهني بعد كلّ حوار أجريه عن التغيُّر المناخي.

يتطلّب التّصدّي للتغيُّر المناخي توفير طاقةٍ موثوقة وبَخسَةِ الثَّمن تماماً مثل تلك التي يُوفِّرها الوقود الأحفوري


” ألأخبار الجيّدة: بوسعنا تحقيق ذلك. في الفصول الرابع إلى التاسع سأبحث في المجالات حيث يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تفي بالغرض والمجالات حيث نحتاج إلى اختراقاتٍ جديدة. إنّه الجزء الأكبر من الكتاب لأنّ الموضوعات التي يغطّيها كثيرة.
“في حين أنني سأحرص على تقديم بعض التكنولوجيات التي تثير حماستي بشكلٍ خاص.
“ألخطوات التي بوسعنا اتّخاذها حاليّاً: قمت بتأليف هذا الكتاب ليس لأنني كنت مدركاً لمشكلة التّغيُّر المناخي فحسب، بل لأنني أدركت أيضاً أنّ الفرصة متاحة لمعالجتها. (ويستطرد الكاتب في قوله هذا بتحديده طبيعة الفرصة التي يقصدهاهنا).

ويُنهي المؤلِّف مقدّمة هذا الكتاب بالآتي:

“نحن اليوم في حاجة إلى خطّةٍ عملية لتحقيق أهدافنا. (ويقول إنّ هذه الخطة هي العنصر الثالث للفرصة المقصودة).
“فكما أنّ الدافع وراء طموحاتنا ينبثق من تقديرنا لعلم المناخ، كان الدافع وراء أيّ خطة عملية لخفض الانبعاثات منبثقاً من مجالات أخرى كالفيزياء والكيمياء والأحياء والهندسة والعلوم السياسية والإقتصاد والشؤون لالمالية وسوى ذلك. ففي الفصول الأخيرة من هذا الكتاب، سأقترح خطة مرتكزة على ما تلقّيتُه من إرشادٍ من الخبراء في هذه المجالات كلّها. وسأركِّز في الفصلين العاشر والحادي عشر على السياسات التي بإمكان الحكومات اعتمادها، بينما سأقترح في الفصل الثاني عشر الخطوات التي بإمكان كلّ منّا القيام بها لمساعدة العالم على بلوغ نقطة الصفر. فسواء كنتَ مسؤولاً حكوميّاً، أو مقاولاً، أو ناخباً وحياتكَ مثقلة بالعمل بحيث لا تنعم بكثير من أوقات الفراغ (أو كل ما سبق)، إليكَ بعض الأمور التي بإمكانك القيام بها للمساعدة على اجتناب الكارثة المناخية.

السابق
الصين تقطع «طريق الشرق» على إيران!
التالي
فيديو يوثق لحظة تعرّض آلية اليونيفيل لإطلاق نار في العاقبية!