
شعر وسيرة ومزايا الشاعر الراحل محمد علي شمس الدين ، حضرت في الندوة، التي إقامتها جمعية تقدم المرأة في النبطية والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي، في قاعة الاحتفالات في جمعية تقدم المرأة (النبطية، كفرجوز)، حاضر فيها الدكتور عبد المجيد زراقط، الناقد الشاعر سلمان زين الدين، الشاعر الدكتور داوود مهنّا، وأدارها مسؤول اللجنة الثقافية في المجلس الثقافي (فرع النبطية) عبد المنعم عطوي، بحضور حشد من الفاعليات النسائية والأكاديمية والثقافية والتربوية والاجتماعية.
وقال عطوي في تقديمه، “ربما وجود الشاعر لا يقلّل وجود المآسي، لكنه يجعل الحياة ممكنة، لأنّه يظهر لنا جماليّة الوجود .
زين الدين
وتحت عنوان “محمد علي شمس الدين: نصف قرن من الشعر” قال الشاعر سلمان زين الدين: “ذات قصيدة، سأل الشاعر محمد علي شمس الدين صديقه الشاعر جوزف حرب، غداة رحيله: “أسئمْتَ هذا المشهدَ البدويَّ/ في مدنِ الذبيحةِ والخرابْ/ فرحلْتَ/ أم أنّ البنفسجَ لم يعدْ يكفي/ ليرتُقَ ما تفسَّخ من نسيجِ الأرضِ/ والطرقاتُ قُطّاعٌ وسيّافونَ/ قد جعلوا هواهُمْ في الخديعةِ ربَّهُمْ/ فإذا رمَوْا أو صوّبوا/ قتلوا القمرْ؟”. غير أن جوزف لم يجب لعلمه أن محمد يعرف الجواب. وأراني أطرح السؤال نفسه عليه، في هذه العشية، رغم علمي أن محمد لن يجيب، لأنني، بدوري، أعرف الجواب، ذلك أن الذي يصعّد في معراج الشعر أو يحفر في باطنه لن يسأم أبدًا.
مهنا
واستعرض الشاعر داوود مهنا محطات من حياة الشاعر، من مولده في قرية بيت ياحون في قضاء بنت جبيل، ومدرسته الأولى، إلى انتقاله مع والده إلى العاصمة بيروت والتدرج في التعليم، الثانوي فدار المعلمين والمعلمات ثم الجامعة والدراسات الجامعية، وقصائده المحاولات والتي لم تنشر، إلى قصائده الأولى في مراحل الشعر المتصاعد.
زراقط
زراقط قال: للموت حضور في شعر أبي عليٍّ ونثره. في كتاب: “حلقات العزلة”، كتابه الممتع والمؤنس والمضيء، طرح هذا السؤال الوجودي والأزلي: “ماذا يفعل الانسان في مواجهة مقبرة كبيرة هي التاريخ يرفرف فوقها علم بشكل غراب اسمه الموت.
واضاف زراقط “:عبَّر الراحل شمس الدين عن المعاناة الانسانية في شعره، وفي نثره، ففي كتاب “الطواف”، وهو سيرة شخصية وشعرية، كانت هذه المعاناة طوافاً ذا قدسية، يرقى الى مستوى العبادة، وينطق برؤية تنتمي الى “أيوب الصبر والرجاء”، وليس الى “سيزيف العبث والخواء”.