«البازار الكبير» يلتحق بإحتجاجات إيران .. و«حقوق الانسان» ترصد مقتل عشرات الاطفال

ايران احتجاجات 2022
يخوض أصحاب المحال التجارية بإيران إضرابا واسعا عن العمل، منذ أمس الثلاثاء، دعما للمتظاهرين مع استمرار الاحتجاجات ضد النظام الديني الحاكم.

وتأتي الدعوات الى الاضراب من قبل تجار “البازار” الايراني الذي يتكون من اصحاب المحلات والمؤسسات التجارية الكبرى، بالتزامن مع حلول الذكرى السنوية الثالثة، لحملة القمع الدامية التي واجهت بها السلطات الإيرانية المتظاهرين عقب الاحتجاجات التي اندلعت عام 2019 بالبلاد.

وأغلق التجار بطهران محالهم في “البازار الكبير”، الذي يمثل شريانا اقتصاديا مهما للبلاد، وخرجوا في احتجاجات رددوا فيها هتافات “الموت للديكتاتور”، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.

وانتشرت قوات الأمن بأعداد كبيرة في المواقع التي سبق وشهدت احتجاجات بالعاصمة، وذلك استعدادا للتصدي لأي تصعيد محتمل، بعدما أعلن عمال الصلب بدورهم خوض إضراب في طهران وفي مدينة أصفهان، وفقا لمقاطع فيديو وصور منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقتل ثلاثة متظاهرين على الأقل، برصاص قوات الأمن في محافظة كردستان الإيرانية، وفق منظمة غير حكومية، في حين شهدت إيران تحركات احتجاجية إحياء لذكرى قتلى سقطوا خلال اضطرابات شهدتها إيران في نوفمبر 2019 على خلفية رفع أسعار الوقود.

اضراب وتظاهرات

فقد أطلقت دعوة للإضراب في البلاد، وأغلقت محال في البازار الكبير في طهران وفي مدن كرمان (جنوب شرق) ومهاباد (شمال غرب) وشيراز ويزد (وسط) وفق تسجيلات فيديو نشرها مرصد “تصوير 1500”.

وادّعت وكالة مهر الإيرانية ان إغلاق غالبية المحال في البازار الكبير جاء بعدما هدد متظاهرون اصحاب المحلات بحرقها اذا لم يلتزموا بالاضراب.

أغلق التجار بطهران محالهم في “البازار الكبير” الذي يمثل شريانا اقتصاديا مهما للبلاد

وتدفق متظاهرون إلى شوارع مدن أخرى من بينها بندر عباس وشيراز حيث شوهدت نساء يلوحن بأغطية الرأس، وكذلك أكدت وكالة “هنكاو” لحقوق الانسان أن إضرابات نفذت في غالبية أنحاء محافظة كردستان.

وكشفت معلومات صحفية محلية عن تعرض مئات المحتجين القاصرين للضرب والاعتقال، فيما واجه آخرون مصيرا أسوأ بعد أن استهدفهم رصاص الأمن، مشيرة إلى أن حياة مجموعة من الأطفال مهددة، مع استمرار المداهمات الأمنية المؤسسات التعليمية لقمع الاحتجاجات.

الفتيان في قلب الاحتجاجات

وكان الشباب الإيراني، بمن فيهم الفتيات والفتيان، في قلب المظاهرات والاشتباكات مع قوات الأمن في الشوارع والحرم الجامعي والمدارس الثانوية، ويقول مسؤولون إيرانيون إن متوسط عمر المتظاهرين يبلغ 15 سنة.

وأوردت “نيويورك تايمز” أن السلطات الإيرانية، “تواجه تمرد القاصرين بنفس التكتيكات التي تواجه بها البالغين، من خلال إطلاق النار والضرب والاعتقال”، بالإضافة إلى استجوابهم وتهديدهم وذويهم، بحسب جماعات حقوقية وأولياء أمور الضحايا.

ونقلت الصحيفة نماذج لحالات استهدف فيها رجال الأمن أطفالا قاصرين، كما هو الحال بالنسبة لفتاة تبلغ من العمر 14 عاما، احتجزت إلى جانب مدمني المخدرات، بعد مشاركتها في احتجاج في مدينة قم، وبعد الإفراج عنها بكفالة، قيل لها إنها ستواجه الآن ملفا جنائيا أمام المحكمة.

السلطات الإيرانية تواجه تمرد القاصرين كما البالغين من خلال إطلاق النار والضرب والاعتقال

نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، ديانا الطحاوي تقول إن ما يجعل هذه الاحتجاجات “مختلفة هو بروز الأطفال وإصرارهم بجرأة على تحدي سلطات بلدهم والمطالبة بمستقبل أفضل”، مشيرة إلى أن السلطات الإيرانية “تستخدم لأدوات القمع المتاحة لقمعهم”.

وقالت منظمة العفو الدولية إنها وثقت وفاة 33 قاصرا قتلوا خلال الاحتجاجات، لكنها ترجح أن الأعداد الحقيقية أعلى، ويقدر محامون ونشطاء حقوقيون أن ما بين 500 إلى 1000 قاصر رهن الاحتجاز.

السابق
مفاجآت «ملك الكابتاغون» في المحاكمة الأخيرة.. و«قاضي عياري» لتمثيل النيابة!
التالي
مع صدور الموازنة.. هكذا اصبحت رسوم معاملات الأحوال الشخصية