زيارة مديرة «USAID» لبيروت.. استكمال لمسيرة الدعم والمشاريع في كل لبنان

سامنثا پاور
التزمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "USAID"، مساعدة الشعب اللبناني خلال مختلف المراحل عبر توفير الدعم للفئات الأكثر حاجة، وآخرها خلال الأزمة الأخيرة، فخصّصت ثلة من المشاريع بملايين الدولارات بغية مواصلة مساندة المجتمع، المقيم واللاجئ في الشمال والجنوب والبقاع وبقية المناطق، لمساعدة الأفراد على تخطي الصعاب، عبر السعي مع الشركاء في الضغط من أجل مكافحة الفساد وتحقيق الاصلاحات تمهيداً للاستقرار على مختلف المستويات. وما زيارة مديرة الوكالة سامنثا باور الى لبنان، إلا تأكيد على النهج المتبع من أجل تمكين كل شرائح المجتمع على المواجهة، بغض النظر عن الاعتبارات السياسية التي أغرقت البلاد في أسوأ مرحلة على مر التاريخ.

تندرج زيارة باور في إطار المضي بمسيرة بذل الجهود للاطلاع عن كثب على الواقع اللبناني ومتطلباته لتوفير مقومات الصمود لشعبه في أحلك الأيام، والتصدي لتبعات الأزمة، من خلال لقاءات مع القيادات اللبنانية لحثّهم على القيام بواجباتهم، وتقديم مساعدات وتمويل لتمكين الشباب من رسم مستقبل لبنان، ومساعدة الناس خلال هذه الأزمة، لتعزيز النمو الاقتصادي والاستقرار وتلبية الاحتياجات الإنسانية والغذائية كجزء من مساعدات الوكالة.

مساعدة الشعب اللبناني خلال هذه الأزمة لتعزيز النمو الاقتصادي والاستقرار وتلبية الاحتياجات


3 مليار دولار من المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجات الفئات الأكثر عرضة في لبنان، منذ العام 2012، قدمتها الولايات المتحدة عبر الوكالة، التي قدمت أكثر من 156 مليون دولار من المنح الجامعية الكاملة لأكثر من 1600 طالب لبناني ولاجئ، من الذين لم يكن لديهم الإمكانيات للالتحاق بأي جامعة، كما تقوم الوكالة بالاستعانة بشركات محلية لتصميم وتنفيذ المشاريع الجديدة، مما يضمن أن فرص العمل في هذه المشاريع تعود بالفائدة على الاقتصاد المحلي وتعزز الأمن الوظيفي.
دعمت الوكالة حتى الآن نحو 41 مشروعًا للطاقة الشمسية استفاد منها 460,000 مقيم في 70 بلدة وقرية لبنانية، بالإضافة إلى توفير مصدر للكهرباء في أمسّ الحاجة إليه، تشتمل مشاريع ضخ المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية أيضًا على تحديث معدات المعالجة بالكلور في المحطات.

تمويل غذائي وتعليمي.. ومشاريع

لم تتوقف الوكالة عن مد يد العون الى لبنان، وتجلّى ذلك خلال زيارة باور التي أعلنت فيها عن تقديم الولايات المتحدة الاميركية، من خلال الوكالة، العديد من المساعدات وتنفيذ المشاريع التي تعود بالفائدة على كل شرائح المجتمع، فقد تم الكشف عن تقديم أكثر من 72 مليون دولار من المساعدات الغذائية الطارئة لأكثر من 650000 شخص من الأكثر عرضة في لبنان، بما في ذلك اللاجئون من سوريا ودول أخرى، على أن يوفر هذا التمويل، من خلال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، حصصاﹰ غذائية للعائلات اللبنانية بما في ذلك الأرز والعدس والحمص، وقسائم إلكترونية للاجئين السوريين لاستخدامها في المتاجر المحلية، مما سيدعم الاقتصاد اللبناني.
وفي بادرة لمساعدة الطلاب الذين لم يعد بإستطاعتهم تحمّل أعباء الرسوم الجامعية وسط الأزمة الاقتصادية في لبنان، أعلنت باور أن الوكالة سوف تقدم 50 مليون دولار للطلاب اللبنانيين واللاجئين للالتحاق بالجامعة الأميركية في بيروت (AUB) والجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) وجامعة سيدة اللويزة (NDU)، وسوف يُخصّص مبلغ 15 مليون دولار لتقديم 140 منحًة جامعية كاملة للدراسة في الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية للطلاب الذين ليس لديهم إمكانيات مالية ولكنهم يتمتعون بالجدارة الأكاديمية، أما المبلغ الباقي من المساعدات فسوف يُستخدم كدعم مالي جزئي لنحو 3500 طالب على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

لم تتوقف الوكالة عن مد يد العون الى لبنان وتجلّى ذلك خلال زيارة باور التي أعلنت فيها عن تقديم العديد من المساعدات


وبغية تأمين المياه بشكل فعال ومتواصل، وخفض التكاليف التشغيلية وتقليل الاعتماد على الوقود، للذين هم بأمسّ الحاجة إلى ذلك، كشفت باور خلال تواجدها في البقاع الغربي عن تمويل بقيمة 8.5 مليون دولار لدعم 22 مشروعًا جديدًا لضخ المياه، عبر الطاقة الشمسية في لبنان سيتم تنفيذها خلال العامين المقبلين، وسيستفيد منها أكثر من 150 بلدة وقرية وأكثر من نصف مليون مواطن لبناني ولاجئ ، وذلك أثناء قيامها بجولة في موقع ضخ للمياه يعمل بالطاقة الشمسية ويقوم بتشغيل مضخة توفر المياه لـ 19,000 شخص، بما في ذلك 12,350 من السكان اللبنانيين و6,650 لاجئ.

مديرة الوكالة الاميركية للتنمية الدولية سامنثا باور

برامج انمائية ومساعدات تقنية على مستوى الوطن

سلكت الوكالة طريق الدعم لمختلف الشرائح في لبنان منذ سنوات عبر سلسلة مشاريع بغية النهوض بمختلف القطاعات، وهي لا تزال مستمرة حتى اليوم”، ومنها برنامج” بلدي” الذي اطلق في العام 2013، الدعوة الاولى للبلديات ومنظمات المجتمع المدني من أجل تقديم طلباتها، من أجل إفادة وتحسين سبل العيش لأكثر من 100،000 شخص، وقدم الدعم الى عشرات البلديات والجمعيات في كل المناطق، من خلال توفير منح تنافسية عينية ومساعدة تقنية من أجل تنفيذ أنشطة انمائية مجتمعية، وتعزيز قدرة البلديات على معالجة الاحتياجات الإنمائية الطويلة الامد.
في الرابع والعشرين من أيلول 2021، منحت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) عقدًا لشركة IMC Worldwide, Inc لتنفيذ النشاط الابتكاري في مجال الطاقة المتجددة وبأسعار معقولة للجميع، (INARA) وذلك ضمن إطار تقديم المساعدة والخدمات الأساسية (IDEAS)، وهو مشروع مصمم لتقديم ما يصل إلى 29 مليون دولار من أجل توفير طاقة موثوقة ومستدامة في جميع مناطق لبنان، ولا يزال هناك مشاريع قيد التنفيذ في جميع أنحاء لبنان لتوفير الكهرباء الاحتياطية والمياه.

سلكت الوكالة طريق الدعم لمختلف الشرائح في لبنان منذ سنوات عبر سلسلة مشاريع لا تزال مستمرة حتى اليوم


يمتد برنامج CSP التابع لـUSAID والبالغة قيمته 100 مليون دولار أميركي من 2018 حتى 2025، وهو يقدم مجموعة واسعة من الدعم للمجتمعات المحرومة والضعيفة لتحسين الخدمات الأساسية وتعزيز الفرص الاقتصادية، لا سيما في مناطق الشمال والجنوب والبقاع، وهو يدخل في شراكات مع البلديات والمجتمع المدني والقطاع الخاص لتخفيف مصادر التوتر في المجتمعات المحلية عبر إصلاح وإعادة تأهيل البنى التحتية الخفيفة وتوفير المعدات مثل خزانات المياه والمولدات والمحولات الكهربائية.
يدعم “برنامج تمكين المناطق الريفية والزراعة في لبنان” (ARE) الممول من الوكالة بقيمة 57 مليون دولار أميركي،(والممتد من سنة 2020 حتى سنة 2025)، الصناعات والمجتمعات الريفية اللبنانية في الحصول على الموارد التقنية والمالية الضرورية لتعزيز إنتاجيتها وزيادة مبيعاتها محلياً، إقليمياً ودولياً (صادراتها)، مما سيساهم في تحسين دخلها المادي ولشركائها وضمان استدامة سبل عيش العاملين فيها، وتعزيز أمنهم الغذائي.

السابق
الورقة البيضاء «تسوّد» وجه «الموالاة»!
التالي
ميقاتي استقبل مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية: اهتمام الحكومة يتركز على حل معضلة الكهرباء