الترسيم و«خرافة» الانتصار .. والشعارات!

المفاوضات اللبنانية الاسرائيلية حول الحدود البحرية

لم يتسن للبنان في هذا الزمن الصعب والحرج، ان يُنبِتُ رجالات تتلمس مصالح الوطن، بعيداً عن مصالح الأنا والصهر والعائلة.

لذلك، كانت عملية الترسيم مُجرد موافقات ومُرفقات من خارج حدود الوطن، نتيجة توافق اميركي ايراني، بدأت تباشيره في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان ودولة إسرائيل، وفقاً لتعبير رئيس المجلس النيابي أثناء إعلانه اتفاق الاطار في تشرين الاول من العام ٢٠٢٠.

لا بد من التطرق الى الخطاب السياسي لحزب الله، والذي عودنا على مدى ما يزيد عن ثلاثين عاماً “الموت لامريكا، امريكا الشيطان الاكبر، الموت لاسرائيل وغيرها

كذلك، كرت سُبحة التوافقات على الساحة العراقية من خلال لحظة اجتماع البرلمان العراقي وانتخاب رئيساً لجمهورية العراق، بعد مخاض واحداث قاسية على مدار عام، ومن ثم تكليف رئيس لتشكيل حكومة العراق العتيدة.
كل هذه الامور حدثت فجأة لم تكن في الحسبان، بل نتيجة مسار من المفاوضات بين الجانبين الايراني والاميركي على هامش مفاوضات فيينا، فأتت نتائجها في الساحات والعواصم، التي تقع تحت الوصاية الايرانية.

هنا، لا بد من التطرق الى الخطاب السياسي لحزب الله، والذي عودنا على مدى ما يزيد عن ثلاثين عاماً “الموت لامريكا، امريكا الشيطان الاكبر، الموت لاسرائيل وغيرها”.
اليوم، وبعد ان تمت صفقة الترسيم في لبنان، كيف سيتم تغيير هذه الشعارات، طالما الترسيم تم بإشراف اميركي واعطى الولايات المتحدة صفة المراقبة، في تحديد الشركات المقبولة للحصول على الموافقة، في حال ارادت الدخول، في مناقصات التنقيب والاستخراج على الساحة اللبنانية؟

كيف سيهضم حزب الله تنازله عن الخط ٢٩، وحصة لبنان في حقل كاريش، والتي كانت تقدر بحوالي ٦٠%، وكيف سيتقبل شراكة إسرائيل في حقل قانا بنسبة ١٧%؟

هذا من جهة، ومن جهة أخرى كيف سيهضم حزب الله تنازله عن الخط ٢٩، وحصة لبنان في حقل كاريش، والتي كانت تقدر بحوالي ٦٠%، وكيف سيتقبل شراكة إسرائيل في حقل قانا بنسبة ١٧%، على الرغم من التمويه في ذكر الانتصارات، في حصول لبنان على كامل حقوقه، بينما الطرف الاخر في الاتفاقية، اي دولة إسرائيل، وما اعلنه العديد من قادتها بأن إسرائيل حصلت على كامل حقوقها الامنية والاقتصادية؟

هل اتفاق الترسيم له ملحقات امنية، تُلزم حزب الله وايران في الكف عن استعراض مظاهر القوة عملياً، بينما المسموح لهما استعراض قوة إعلامية؟

وهنا السؤال: هل اتفاق الترسيم له ملحقات امنية، تُلزم حزب الله وايران في الكف عن استعراض مظاهر القوة عملياً، بينما المسموح لهما استعراض قوة إعلامية لا اكثر؟
وهنا يتبع سؤالاً آخر، هل سيتنازل لاحقاً حزب الله عن رأس الناقورة والنقطة B1 والنقاط الاخرى، المتحفظ عليها ليفتح صفحة جديدة في التطبيع مع الكيان الصهيوني، بعد ان تناسى فلسطين وتحرير القدس ؟!

السابق
البيان الختامي لمجموعة السلام العربي: لتسوية الخلاف عبر الحوار
التالي
بعد الانباء عن مغادرة ١٦٠٠ عائلة سورية لبنان.. بوحبيب: «مسيرة النزوح أطول من الترسيم»