وفي السياق تكشف مصادر في جمعية المودعين لـ”جنوبية”، ان ما يجري هو “صفقة” بين المصارف والحكومة و”الداخلية” لتبرير الاضراب وللتهرب من اعطاء الناس حقوقهم ولوضع المودعين في مواجهة القوى الامنية، اي ان تتحول الاخيرة الى “حائط صد” اولي بين المودعين واموالهم، لترتاح البنوك واصحابها!
افراج عن مقتحمي المصارف
على صعيد متابعة الامور القضائية الناجمة عن اقتحام المصارف، صدر قرار عن قاضي التحقيق في بيروت القاضي شربل أبو سمرا في قضية اقتحام «بلوم بنك» – فرع السوديكو بترك الموقوفين عبد الرحمن زكريا ومحمد رستم بكفالة مالية قدرها خمسة ملايين ليرة لكل منهما، مع منع السفر لستّة أشهر، والإبقاء على عبدالرحمن زكريا وإحالته على المحكمة العسكرية لوجود مذكرات توقيف بحقّه سابقاً. وقرابة الرابعة والربع، تم إخلاء سبيل الموقوفين بعد دفع الكفالات.
في الموازاة، نفذ عدد من الناشطين ومن أهالي وأصدقاء الموقوفين محمد رستم وعبد الرحمن زكريا، اعتصاما أمام قصر العدل في بيروت، للمطالبة بتخلية سبيلهما.
ولم يؤد قرار تخلية سبيلهما الى فض الاعتصام بسبب إحالة الموقوف زكريا على المحكمة العسكرية لوجود مذكرة توقيف غيابية بحقه، وقد حصل تدافع من الناشطين ومحاولة للاقتراب من مدخل قصر العدل، الا أن القوى الأمنية منعتهم. كما حصل تلاسن بين ناشطين ووكيل بنك «لبنان والمهجر» لدى دخول الأخير الى قصر العدل.
ما يجري هو “صفقة” بين المصارف والحكومة و”الداخلية” لتبرير الاضراب وللتهرب من اعطاء الناس حقوقهم ولوضع المودعين في مواجهة القوى الامنية
بالمقابل، عقدت جمعية المصارف اجتماعا بعد ظهر امس، للبحث في ما آلت إليه المستجدات على صعيد الإضراب، وما آل اليه اجتماع الجمعية مع وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي أمس الاول، واصدرت لاحقاً بياناً اعلنت فيه استمرار الاقفال وقالت:» بنتيجة الإتصالات المكثفة التي أجرتها الجمعية مع الجهات المعنيةن ولأن المخاطر ما زالت محدقة بموظفي المصارف وزبائنها المتواجدين داخل الفروع، وفي ظل استمرار الجو التحريضي الذي يقف وراء هذه المخاطر والتهديدات، فإن المصارف ستُبقي أبوابها مغلقة قسرياً في الوقت الحاضر، خاصة في ظل غياب أية إجراءات أو حتى تطمينات من قبل الدولة والجهات الأمنية كافة بهدف تأمين مناخ آمن للعمل».
إقرأ ايضاً: «تحريك» الرئاسة والترسيم من بيروت إلى نيويورك..والمصارف تبتز اللبنانيين!
ووقع اشكال في محيط قصر العدل بين ناشط ومحامي بنك «لبنان والمهجر» ضحة الهاشم، خلال الاعتصام التضامني مع الموقوفين عبد الرحمن زكريا ومحمد رستم، اللذين ساعدا المودعة سالي حافظ في استعادة جزء من وديعتها من المصرف المذكور.
فعند الاعلان عن اطلاق زكريا ورستم مقابل كفالة مالية قدرت بـ5 ملايين ليرة ومنع السفر لستة اشهر تعرض احد المعتصمين للمحامي هاشم، الذي همّ بمغادرة المكان، ضمن احاطة امنية، الامر الذي احدث انقساماً بين المتضامنين.
باسيل والشارع
وفي مواقف لافتة وفيها تلويح بالشارع والعراضة الشعبية، أعلن التيار الوطني الحر انه «قرار إحياء ذكرى 13 تشرين السنوية ذات الرمزية العالية في تاريخ التيار، كذلك بمواكبة شعبية لنهاية ولاية الرئيس عون في 31 تشرين الأول وخروجه من قصر بعبدا، كما دخوله، عزيزاً مكرّماً بين شعبه وأهله وناسه»، داعياً التياريين والمناصرين والأصدقاء إلى «الاستعداد لملاقاة الذكرى والحدث تأكيداً لالتزامهم ومحبّتهم للقائد المؤسّس».
معظم القوى اللبنانية لا تستسيغ ابتزاز باسيل لها وما فعله في السنوات الست الماضية كفيل بالثأر منه سياسياً لاحقاً!
وتكشف مصادر معارضة لباسيل لـ”جنوبية” انه يريد شد العصب العوني مع رحيل عمه، والاستفادة من زخم المناسبة لتوجيه رسائل انه “حاضر شعبياً ومسيحياً وان الاكثر تمثيلاً بين الموارنة ولديه حاضنة شعبية كبيرة”!
وتلفت الى ان باسيل لن يحصد الا الوهم ولا سيما ان الاجواء الداخلية، ومعظم القوى اللبنانية لا تستسيغ ابتزازه لها، وما فعله في السنوات الست الماضية كفيل بالثأر منه سياسياً لاحقاً!