على حدود الرؤيا ودعت صاحبي.. في رحيل محمد علي شمس الدين

محمد علي شمس الدين
"أنا ابنُ المناخاتِ العاشورائيّة ونَرجسيٌّ مائة في المائة". (محمد علي شمس الدين).

إذا لم تَكُن نَرجَسِيّاً .. 

فَلن تكون شاعراً … 

لأنَّ النَّرجسيّةَ هي حَقُّكَ الطّبيعيُّ 

مِن فَرَحِ الحياةِ … 

وإذا لم تَكُن كَربلائِيَّ الوجدانِ .. 

فَلَن تَصلُحَ لِقَولِ المأساةِ … 

قال صاحِبِي . 

*** 

… وَغَاب … 

*** 

في ضُحَى الحادي عشر 

من أيلول 2022 ، 

أدخَلَنِي صَوتٌ نَاعٍ ، 

حقولَ شَقَائقَ نُعمانِ الشِّعر … 

*** 

ألرُّؤيَةُ جارِيَةُ الرُّؤيا … 

*** 

أبَدِيَّةٌ غُربَةُ الرُّوحِ …

قالت ليَ الرُّؤيةُ ؛ 

وقالت ليَ الرُّؤيا : 

شُرُودُكَ وِشَاحُكَ 

تحت غَيمِ الغيابِ … 

*** 

لُغَتي فِردَوسِيَ الأرضِيُّ .. 

وقصِيدتي غَزَالةٌ …

*** 

على حُدود الرُّؤيا .. 

وَدَّعتُ صاحِبِي … 

*** 

أيٌّها الشِّعرُ .. 

يا أنا …

وأنا المَسبِيُّ الرُّوحِ ، 

المُشَرَّدُ القَلبِ ، 

المَفتُونُ العَقلِ ، 

والمُؤَرَّقُ المُخَيِّلةِ ، 

منذ تَفَتُّحِ وَعيِيَ على الدّنيا ، 

حتّى الرَّمَقِ الأخيرِ … 

*** 

على القصِيدةِ ، 

لكي تَكُونَ حُرَّةً ، 

أَن تَفِيضَ بِذُروةِ 

الإلحَادِ بِخُبثِ الحياة … 

*** 

ما بين العَدَمِ والعَبَثِ وِئامٌ حميمٌ ..

واللاَّيقِينُ يَعُومُ على بَرِيقِ الهَاوِيةِ … 

*** 

أيُها الشاعِرُ : 

إحذَر وَعِيدَ المُخيِّلةِ … 

إحذَر وَعِيدَ المُخَيِّلةِ … 

إحذَر وَعِيدَ المُخَيِّلةِ … 

*** 

نَرجَسِيٌّ .. 

هو الحُزنُ … 

ونَرجَسِيٌّ .. 

هو الفَرَحُ … 

*** 

ألقَمَرُ لَمَّاحٌ .. 

والشَّمسُ ثَرثَارةٌ … 

*** 

ألمُجَازُ المُرُّ .. 

هو إبنُ الحقيقةِ المُرَّةِ … 

*** 

كآبَةُ الحياةِ أُمُّ مَفَاتِنِي … 

تقُولُ أُغنِيَتِي . 

*** 

… ورأيتُنِي أيُّها الحُبُّ ..

غَزَلِيَّ الهَوَى … 

رأيتُنِي .. غزَلِيَّ الهَوَى … 

*** 

قَصَائِدي غَرَفَت 

جِرَارَ أُنُوثَتِها البَضَّةِ 

مِن عُيُونِ أَحلامِي … 

*** 

زِينَتُكِ .. أَعيادِي … 

***

– لكِن ماذا عنِ المأساةِ ؟ 

– ألمأساةُ وُجِدَت لِتَمحُوَ ، 

مِن قلبِكَ وجَوارِحِكَ ، 

حُبَّ الحياةِ … 

– كأنَّكَ تُريدُ أن تَبُوحَ 

بِسِرِّ الإبداعِ ؟ 

– ليس تَمَاماً … 

فَمَا مِن مُثَقَّفٍ يستطيعُ 

ادِّعاءَ الوقوفِ على 

السِّرِّ الحقيقيّ للإبداعِ … 

– ما هو الشِّعرُ ، إذن ؟ 

– هو خَيمَةُ غُربَةِ الشَّاعرِ الوُجُودِيّة … 

– ألشَّاعِرُ غَريبٌ إذن ؟ 

– كُلُّ إنسانٍ مُبدِعٍ ، هو ذُو غُربَةٍ وُجُودِيّةٍ … 

أمَّا بالنّسبةِ للشّاعِر 

فَكُلُّ قَصيدَةٍ مِن قَصائدِهِ 

هي مِرآةُ رَفضِهِ لِغَدرِ الحياة … 

– ألِهذا كانتِ القصِيدةُ 

نَبعَ غِوَايةٍ لِمَن يتَّبِعُ الشُّعراء ؟ 

– نَعَم … ” والشُّعراءُ يَتَّبِعَهُمُ الغَاوُونَ ” … 

*** 

إغتَوَيتَ … 

ثُمَّ .. أغوَيتَ … 

وَلَكَم كانت وارِفَةً 

ظِلالُ رَهَافَةِ 

مَرَايا غِوايَتِكَ 

يا صاحِبِي …

السابق
«دوريات بدون مؤازرة الجيش».. هذا ما اعلنته «اليونيفيل»
التالي
خريطة الفكر الإرهابي