شارع الحمراء ينادي الشاعر محمد علي شمس الدين.. «يا ملكي وحبيبي»!

شارع الحمرا

غادرنا الشاعر محمد علي شمس الدين قبل أسبوع ، (اليوم ذكرى أسبوع غيابه) فقدنا خطواته الجليلة في المدينة الجليلة بيروت،خسرته العاصمة،أماكن المدينة مُعتمة بغيابه،وشارع الحمراء المُعتم الأوحش ،الخاسر الأكبر .
لم يظهر ولن يظهر الشاعر في المكتبات التي تلون وتبهح شارع الحمراء، لم يظهر في مكتبة انطوان ولا في مكتبة أخرى ولا على رصيف آخر. فوداعا للشاعر الذي كنا دوما نلتقيه ونحاوره وقوفاً وجلوساً على رصيف شارع الحمراء .

اليوم كما بالأمس وغداً، لن يحضر شاعرنا بأناقته وجمال روحه وعينيه في الشارع الأحب على قلبه. إنه غائب، ليس متواجداً بيننا ومعنا وحولنا كشاعر، نجم الحضور الصباحي في حانة او مقهى أو على شرفة ورصيف.

لن يحضر بغير حضور الغائب المُبتعد، يحضر فقط بطيفه الشعري الخلاب، ببريق سطوته الأخآذة العابرة لخطوط العرض والطول، في القصيدة والكلام العظيم. كان يحضر شاعراً مشاءً بشعره اللامع وبياض وجهه، ببدلة وربطة عنق. كان فصيح القول والسرد حتى الطرب، إن في طرافته ونقده وشعره وارائه، وإن في قصائده “المهرّبة الى حبيبته آسيا” .
الموت لم يأخذه من المدينة، قصائده تقول أنه هنا وهناك وهنالك، في كل مكان،في شارع الحمراء وعلى رصيف الشارع ثبتت وتثبتت حركة الشاعر الغائب .

بالأمس ماتت المدينة ومات الرصيف ومات شارع الحمراء، واليوم مات جسد الشاعر ، وبقيت أطيافه مثل عامود النور يسند شمس الدين، كبرياء القصيدة يمشي مرفوع الهيبة ، يقارع موته ويحاوره بالتي هي الريحان والعيون الزرق ،ويتلو قصيدته،”أناديك يا ملكي وحبيبي”.

“أقول اذا الشمس عادت الى عادتها/صباح المرارات أيها البشر النائمون”.. سبق المرارات بشعره،أحيا “الوردة العميقة” بتقاطع أنفاسه فوق أرض الروح..
وداعاً محمد الشمس..

السابق
«تبدو حقيقية».. أنباء عن تدهور صحة المرشد علي خامنئي
التالي
«غضب» المودعين يَنفجر في وجه المصارف..والمعارضة «تُطيّر» الموازنة!