بالفيديو: بين الإنهيار والتحذيرات..أبيض يكشف لـ«جنوبية» مصير الإهراءات!

انهيار الاهراءات
صمدت اهراءات القمح بوجه انفجار الرابع من آب، إلا أن النيران التي تفتك بها منذ أسابيع، تُنذر بأن الوضع "خارج السيطرة"، الى ان بدأت بالأنهيار. فالإجراءات لم تكن فعّالة في لجم استمراره، و"النصائح" الوقائية غير كافية لمحو "الذعر"لدى القاطنين بمحاذاة المكان كما كل اللبنانيين، فيما الخلافات "المستعرة" على هدم الإهراءات أو عدمه تكشف عمق المأساة المستمرة.

بالتزامن مع احياء لبنان للذكرى السنوية الثانية للإنفجار المروّع، يسيطر الترقّب الحذر على محيط المكان حيث أعاد مشهد ألسنة الدخان الى الذاكرة “الصدمة” التي خلّفتها “جريمة العصر”، وسط خشية من خطر انهيار “الشاهد الصامد”، ووفق ما أوضحه مستشار وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ورئيس اللجنة العلمية لمعالجة الحبوب في مرفأ بيروت الدكتور محمد أبيض لـ”جنوبية” فإن “الحريق ناتج عن تخمّر الحبوب الموجودة على المرفأ، فالجهة الغربية كانت آمنة وتم من الوصول الى الكميات الموجودة فيها، وهي بحدود 9 آلاف طن وسحبها ومعالجتها”.

وأشار الى أن “الجهة الأخرى حيث الحفرة موجودة والإهراءات تميل باتجاهها، فهي لم تكن آمنة ولم يتم التمكن من الوصول إليها وسحب الحبوب الموجودة فيها، والكمية التي بدأ اشتعال الحريق فيها هي 800 طن من أصل 3 آلاف طن في الجهة الشرقية من ناحية الحريق”.

التخمّر كما العوامل الطبيعية أدت الى نشوب الحريق

وعن أسباب نشوب الحريق، لفت أبيض الى أن ” التخمّر أدى الى حدوث ذلك، وهو ناتج عن وجود النشويات والسكريات في الحبوب، مع توافر العوامل الطبيعية من حرارة ورطوبة، بالإضافة الى العوامل اللاهوائية”.

وقال:”هذا التخمّر ساهم في ارتفاع الحرارة، التي عندما تتخطى الـ 80 أو 85 درجة تُنذر بخطورة الإحتراق الذاتي، وهي تخطّت الـ 95 درجة في المكان ما أدى الى اندلاع النيران”.

وحول صعوبة اخماد الحريق بواسطة المياه، اعتبر أبيض”أن هذا النوع من الحريق مختلف عن الحرائق الأخرى، لأنه كلما تزداد الرطوبة كلما يتسارع التخمّر، وعندما قام الجيش عبر الطوافات والدفاع المدني بعمليات الإطفاء بالمياه زادت رقعة الحريق بسبب زيادة التخمّر لأن رطوبة الحبوب ارتفعت”.

وشدّد على “أن زيادة الحرارة تُضعف الأساسات ومبنى الإهراءات المقسوم الى قسمين شمالي وجنوبي”، مشيراً الى أن “الجزء الجنوبي ثابت، إذ أنه منذ حصول الإنفجار لم يتم رصد أية تحركات، أما في الجزء الشمالي، فتم رصد تحركات عبر 3 أجهزة استشعار تم تركيبها على الإهراءات منذ تموز 2021.

إقرأ أيضاً: بالفيديو: هكذا بدا مرفأ بيروت اليوم بعد انهيار صوامع القمح

مع تسجيل ميلان الإهراءات من تلك الجهة، إذ أن ارتفاع الحرارة جراء الحريق يؤثر على قوة المبنى ويجعله عرضة للإنهيار”.
وعن تداعيات انهيار الإهراءات، أكد أبيض أن “هناك كمية من الحبوب داخلها وغبار وفطريات، ولا يوجد أية انبعاثات خطرة أومواد مسرطنة يتخوّف من انتشارها في الهواء، واللجنة العلمية المولجة متابعة الأمر تحقّقت من ذلك عبر ارسال عيّنات الى المختبرات”.

ارتفاع الحرارة يُضعف الأساسات و يؤثر على قوة المبنى

وجزم بأن “المنطقة خالية من أية مواد كيمائية، فالجيش قام بعد الحادثة بتنظيف المرفأ والمناطق المحيطة به بمساعدة شركة ألمانية، وتمت معالجة المواد التي كانت موجودة”.

واعتبر أبيض “أن كل ما يُشاع عن وجود مواد سامّة في الإهراءات غير صحيح، والمشكلة في وجود الفطريات في المكان، وهي خطرة بالنسبة للناس الذين يعانون مشاكل في الرئة أو التنفس”، لافتاً الى “أنه في حال انهيار الإهراءات فإن هذه الفطريات ستتناثر مع الغبار”.

لا انبعاثات سامّة أو مواد كيمائية والمشكلة في وجود الفطريات

وأوضح “أن وزارتي الصحة والزراعة أصدرتا بياناً عن الاحتياطات اللازمة في المناطق المحيطة للإهراءات، والتي تبعد ما بين 500 الى 1500 مترمن المكان، والتي هي الأكثر عرضة للتأثر في حال حصول الإنهيار”.

السابق
«جنون آب اللهاب مستمر»..الحرارة الى 41 الخميس!
التالي
بالفيديو.. شقيقة الشهيد الزاهد لـ«جنوبية»: الخطر باقٍ..و «كونوا مع أنفسكم» في 4 آب!