قلب بيروت يتعرض لنكسة ثقافية.. مكتبة أنطوان تُقفل «باب الروح»!

مكتبة انطوان

يتواصل ويستمر مسلسل النكبات الثقافية، والميتات الفكرية، وصمت الكلمات والحروف والحبر.. تتواصل وتزداد الخيبات الكبرى في حياة العاصمة بيروت ، وتقفل المدينة بعض نوافذها وأبوابها، ويعمّ (الضجر!) مساحة العيش والإقامة.
مأساة ثقافية تتسع وتتوسع وتنذر بالكارثة المحدقة، وتصير أزمة كيان وأزمة خسارة وأزمة أخلاق.. تفوق وعيها ومنطقها ، فمكتبة أنطوان في أسواق بيروت لفظت أنفاسها بالأمس ،أقفلت وانضمّت الى قافلة الغيّاب – الغائبات ، بأقفال بواباتها بشكل نهائي وفرغت الرفوف من الكتب وتركت للغبار مسافة كبرى لتتعرى في بهوٍ معتم مُقلق.

اقرأ أيضاً: فرنجية «يَستقوي» ببري رئاسياً..و«ضياع لبناني» في إنتظار هوكشتاين!

خسارة كبيرة لنا اقفال المكتبة وهي خسارة تشبه الموت موت الثقافة وموت المدينة وموت الأم


روّاد المكتبة وأغلب الكتّاب والادباء الذين تعودوا على زيارة المكتبة للحصول على الجريدة والمجلة والكتاب والدفتر والقلم أعربوا عن حزنهم الشديد لخبر إغلاق مكتبة بهذا الحجم الثقافي العريق والجاذب لنخبة المثقفين العرب.وقال شاعر تعود على زيارة المكتبة والحسرة في عينيه وصوته “خسارة كبيرة لنا اقفال المكتبة،وهي خسارة تشبه الموت،موت الثقافة وموت المدينة وموت الأمل.”


منذ أكثر من خمسين سنة تستقبل المكتبة في كافة فروعها كبار الكتاب والمثقفين على اختلاف مشاربهم


منذ أكثر من خمسين سنة تستقبل المكتبة في كافة فروعها كبار الكتاب والمثقفين على اختلاف مشاربهم، وفرع المكتبة في الوسط التجاري انطلق وفتح ابوابه مع انطلاقة نهضة بيروت الحديثة، وسط بيروت الذي أعاد بيروت الى زمنها الجميل،ولكن للأسف ، نجح الحاقدون بإعادة عقارب الزمن الى سواد والى “قمصان سود وخيم سوداء ،لم تكن هذه الخيم وتلك القمصان السود، سوى كوخ الشيطان في أرض الحياة،وسط بيروت”.

فرع المكتبة في الوسط التجاري انطلق وفتح ابوابه مع انطلاقة نهضة بيروت الحديثة


لم يمر الخبر عابراً، بل أثار سوداوية وقتامة. فما إن لاحظ المارة، أنّ المكتبة فرغت من محتوياتها، حتى أطلقوا العنان لحسراتهم على زمن باتت فيه المكتبات تزول من دون أن يعيرها أحد اهتماماً.ومنهم من بكى بكاء طفل فقد لعبته،ومنهم من شعر بخسارة العمر، ومنهم من صرخ صرخة عذاب وقهر،وكال اللعنات على حكام البلاد المفسدين.

السابق
Weekend حار.. الحرارة ستتخطى الـ40 درجة!
التالي
غسان صليبي: دروس في حضرة «النظام البطريركي البرلماني»