لم تعد الرحلات غير النظامية حكراً على اللاجئين، بل انضم اليها العديد من اللبنانيين الذين باتوا يجدون فيها “طريق النجاة”، على الرغم من أنه محفوف بالمخاطر، لكن الهروب في عرض البحر أخف وطأة عليهم من “جنّهم” تجعلهم يئنون جوعاً ووجعاً.
ووسط موجة الغضب المصحوبة بالشجب والاستنكار لما آلت اليه الأوضاع، يترقب اللبنانيون “حقيقة” لا تبصر النور في غالبية الحوادث. وللوقوف عند تزايد تلك الظاهرة في لبنان خلال السنوات الخيرة، وصفت الناطقة الرسمية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان دلال حرب لـ”جنوبية”، الحادث الأخير الذي حصل في طرابلس صادم جداً”، مشيرة الى”أنه دليل على اليأس الذي يدفع الأفراد الى اللجوء الى طرق غير آمنة لمغادرة لبنان ولو على حساب حياتهم وخسارة الأرواح “.
اليأس يدفع الأفراد الى اللجوء الى طرق غير آمنة لمغادرة لبنان
وأوضحت أن “الأزمة الاقتصادية المتفاقمة ترخي بثقل كبيرعلى الأفراد في لبنان، وهذا يدفعهم الى اتخاذ هذه الطرق للهروب”.
الأزمة الاقتصادية المتفاقمة ترخي بثقل كبير على الأفراد ما يدفعهم الى الهروب
وشددت على “أن المفوضية تتعاون بشكل مستمر مع الجهات المختصة لتقديم الدعم للركاب الناجين وعائلات الضحايا، كما تواصل حملات التوعية حول مخاطر الرحلات غير النظامية وتأثيرها على العائلات والأفراد”.
تعاون مع الجهات المختصة لتقديم الدعم للناجين وعائلات الضحايا
ووفق أرقام المفوضية، شهد لبنان زيادة في عدد المغادرين بحراً منذ عام 2020 حين حاول 38 قارباً على متنها أكثر من 1500 راكب القيام بهكذا رحلات، كما وأن 186 لبنانياً من أصل 1570 شخصاً غادروا لبنان أو حاولوا المغادرة بشكل غير نظامي عن طريق البحر عام 2021، أما عددهم عام 2019 فبلغ 270 بينهم 40 لبنانياً، فيما سجًل هذا العام، مغادرة 3 قوارب على الأقل ضمّت 64 راكبًا، تم اعتراض زورقين منها قبل مغادرتهما المياه اللبنانية.
