
على مشارف المئة عام، ارتحلت عليا داوود الزيات، ابنة مدينة صور، الملقبة ب “المرأة الحديدية” التي عايشت الانتداب الفرنسي والاحتلالات والحروب الإسرائيلية على مدينتها، مداوية أوجاع نسائها ومبشرة بمواليدهم من الإناث والذكور.
لم تكن عليا زيات (ام هادي حاجو_ ٩٧ عاما) امرأة عادية او تقليدية، فهي شقت طريقها في مجتمعها وبيئتها، متخطية كل أنواع الفوارق الاجتماعية بين الرجال والنساء، حيث ساعدها في ذلك أسرتها الصغيرة المنفتحة، التي خرج منها أحد قادة مؤسسي حركة القوميين العرب الراحل محمد الزيات.
كانت من الأوائل اللواتي حملن اجازة قابلة قانونية، حصلت عليها من معهد القدس في فلسطين
كانت عليا الزيات حاضرة في المناسبات الاجتماعية والمنتديات الثقافية في صور وقراها، مليئة بالحيوية والنشاط والمحطات الممهورة في تاريخ صور الحديث، الذي يعود لأكثر من سبعين عاما، يوم يممت وجهتها نحو الأردن لدراسة التمريض العام ١٩٤٢. وكانت من الأوائل اللواتي حملن اجازة قابلة قانونية، حصلت عليها من معهد القدس في فلسطين المحتلة العام ١٩٤٧، فمارست هذه المهنة في احلك الليالي على مدى نحو خمسين عاما، اتسمت بالسيرة الطيبة. كما كانت اول امرأة صورية تقود وتقتني سيارة في أواخر خمسينيات القرن الماضي.
غادرت عليا الزيات، التي شغلت رئيسة لجنة الأمهات في مدينتها. وبقي اسمها الذي يتردد على السنة الأمهات وأولادهم وأحفادهم ومحبيها، وعلى العمارة التي تحمل اسمها في حي الرمل في صور.