في الذكرى الأولى على غياب العلامة السيد محمد حسن الأمين، كتب الشاعر والصحافي يوسف بزي تحت عنوان :”فقدنا شخصه ودوره أيضاً” التالي:
اقرا ايضاً: منيف فرج: سيدي محمد حسن الامين.. امثالك لا يموتون!
ينتمي الراحل السيد محمد حسن الأمين، إلى رعيل من المشايخ الذين انتبهوا إلى التحدي الذي فرضه العصر على المؤسسة الدينية، وعلى العقل الفقهي في الإسلام. وباكراً استطاع الراحل، أن يوائم بين إيمانه الراسخ وبين معطيات الحداثة والعلم والثقافة والعصر. وبحنكة نادرة، هو وقلائل من رجال الدين، في جبل عامل، أن يُبادروا، بجرأة وبنجاح مُفارق ومميز، إلى مقارعة هذا التحدي، والبحث عن لغة جديدة، تُعيد للإسلام صلته بالزمن وبالأفكار وبالإجتهاد وروح الإجتهاد. وأظن أن ميزة حفنة من مشايخ جبل عامل، ومنهم، بالتأكيد وأبرزهم الراحل محمد حسن الأمين، هو هذا النوع من الخلط المُبدع، للأدب، السياسة، والثقافة، والإرث الديني، معاً. وأعتقدُ أن هذه الميزة في التشيُّع اللبناني منحت ديناميكية فكرية، لافتة جداً أو مؤثّرة، على المدارس الفقهية الدينية خارج لبنان، ولذلك بروز الإمام المغيَّب موسى الصدر، أو محمد حسن الأمين، أو محمد مهدي شمس الدين، أو الراحل هاني فحص، أو حتى، محمد حسين فضل الله.
ينتمي الراحل السيد محمد حسن الأمين إلى رعيل من المشايخ الذين انتبهوا إلى التحدي الذي فرضه العصر على المؤسسة الدينية
وهذا الأمر كان له شأن كبير بظهور التشيّع اللبناني كحركة تُلابسُها طموحات تقدُّمية وطليعية، وتكتسب شرعية من التجربة اللبنانية نفسها، بسبب تركيبة المجتمع اللبناني، التنوّع والتعدّد، مناخ حرية التفكير، مناخ التأثّر والتّأثير بين مختلف الطوائف والأديان والمذاهب، والتّيارات الفكرية. وأظن أن هذا، تقريباً، ما بدأنا نخسره، منذ، على الأقل، ثلاثة عقود في البيئة الشيعية اللبنانية، بعدما هيمن عليها خطاب إيديولوجيّ حزبي، صادر، إلى حدّ كبير، مساحة الفكر والإجتهاد والقول والتّعبير. بهذا المعنى نفتقد، ليس فقط شخص محمد حسن الأمين، لكن الدَّور واللغة والقول.
*الشاعر والصحافي يوسف بزّي*