[ألو، مولانا: أحب أن أشكرك على تذكيري بقول علي بن أبي طالب (عليه السلام): “أفضل الموت القتل” صحيح، هو كذلك؛ ماذا يعني أن يضمر الرجل حتى يموت ببطء؟! لا أحب ذلك.
هل تذكر يا مولانا حينما تعاونا على تنظيم “معرض الكتاب الحسيني الأوّل” عندي في الهنكار؟ لماذا تجاوبتُ معك في ذلك؟ فقط لإعجابي وحبي للإمام الحسين، الذي قضى شهيداً..
ولا أتصور أنك لا تعرف أنني أنا من نشر كتاب الشيخ عبد الله العلايلي عن الإمام الحسين..
كل ذلك لإيماني بأنّ المصلحين يكون مصيرهم الشهادة، والشهادة واجب يقدم عليها أصحاب الرؤى والبصيرة، طبعاً البصيرة الحقيقية، وليس مَنْ يحسبون أنفسهم أنهم على بصيرة من أمرهم.. هؤلاء زمرة من الواهمين].
بعدما قال لي ذلك عادت ذاكرتي للوراء، حينما كنتُ أنا ولقمان في “الجو” في طائرة تقلنا من واشنطن إلى ميتشغن، بغية المشاركة في تكريم لنا بدعوة من “المجمع الثقافي الإسلامي”؛ حيث قال لي: “لا مانع عندي أن أموت إذا كانت البشرية تستفيد من دمي” قال ذلك حينما شعر أنني خفت من بعض ما جرى للطائرة وهي في الجو.. وحينما ذهبنا الى الفندق روى لي قصة جرت معه حينما زار إيران في “زيارة رسمية” وجرى لبعضهم ما جرى أثناء خلل في الطائرة، كيف أن أحد الممانعين قد اضطرب وأربك.. نتيجة الخلل في الطائرة، لكنَّه (رحمه الله) بقي على حاله وعلى رباطة جأشه، ذلك كونه إنساناً مطمئناً وادعاً مسالماً هادئاً، بل لكونه شخصاً شجاعاً حسينياً لا تأخذه في قناعاته وثوابته ومناقبيته لومة لائم.