
[يا مولانا: لقد قضيتَ عاماً في فرنسا، لكنَّك لم ترسل لي ما كتبته عن هذه الرحلة؟! غريب، على غير عادتك!] بهذه الكلمات عاتبني لقمان سليم على عدم إكمال نشر “رحلات العاملي”.
هذه الكتب التي يعود له الفضل بها، ففي العام ٢٠١٠ نشر لقمان كتابي الأوّل منها “في ضيافة الشيطان الأكبر” في عداد الدفاتر التي كان يصدرها، “دفاتر هيا بنا”.
وللتاريخ؛ هو الذي وضع له هذا العنوان المثير، ثمَّ في العام ٢٠١٢ كنتُ في زيارة إلى المملكة الأردنيَّة الهاشميّة، فأوصلني إلى مطار بيروت، ودّعني، وما إن وصلتُ إلى عَمّان حتى وردتني رسالة (sms) منه يتمنى لي وقتاً ممتعاً في الأردن، وينتظر مني مشاهداتي وانطباعاتي..
كان يشجعني على كتابة ما يسمى “أدب الرحلات” معتبراً أنَّه لدي أرضية مهمّة في هذا المجال
وهكذا كان يشجعني على كتابة ما يسمى “أدب الرحلات”، معتبراً أنَّه لدي أرضية مهمّة في هذا المجال ينبغي تطويرها، حيث تمسَّك لقمان بكلمة سمعها من الأب إبراهيم سروج: “قرأت كتابك في ضيافة الشيطان الأكبر، أنا كنتُ أحسبك في السبعين من عمرك، نصيحتي لك تابع الكتابة في أدب الرحلات، ستصبح قاصّاً كبيراً”.

قال ذلك الأب سروج حينما كنتُ قد ترافقتُ مع لقمان سليم ذات سنة إلى طرابلس، وهناك صادفنا الأب سروج، الذي كنتُ ألتقيه للمرّة الأولى، والذي أبدى إعجابه الشديد بكتابي “في ضيافة الشيطان الأكبر” ومنه استلهم لقمان أن يبقى يصرّ عليّ بالكتابة في هذا المضمار.
وهكذا، أصرَّ عليَّ لقمان أن لا أتأخر في إنجاز “رحلات العاملي” ويبقى هو صاحب الفضل في كتابتها.
رحلات شعر الراحل أنَّها توقّفت مع رحيله، لكنّه لم يردها أن تقف حال وجوده خارج كوكبنا الأرضي
رحلات شعر الراحل أنَّها توقّفت مع رحيله، لكنّه لم يردها أن تقف حال وجوده خارج كوكبنا الأرضي، وأخذ يحثني على المضي بها، تأليفاً ونشراً..
طبعاً كان لقمان في قمّة التواضع، لم يحب الإكثار من نشر النصوص الخاصّة به، لكنَّه كان كثير الكتابة والتدوين، في كلّ اجتماعاته يكون معه دفتر، أو دفاتر.. دوَّن الكثير؛ ولم ينشر شيئاً منها، وكأني به لم يحبّ لي أن أغادر الكوكب من دون نشر كلّ أجزاء تلك الرحلات، وحينما طالبته بأنه لماذا لم يبادر هو للنشر، أجابني من دون أن أقتنع بما قال! لكن لكأني به كان يُفضّل لو أنَّه نشر بعض النصوص قبل أن يرحل في رحلته الأبديَّة.